اغتيالُ القادة.. انتصاراتٌ زائفة وجحيمٌ مستعرة
يمن محمد
منذ ما يقارب العام على انطلاق (طُوفَان الأقصى)، والأوضاع في جبهات المقاومة ساخنة وملتهبة، حَيثُ تؤدي المقاومة أدوارًا عظيمة واستثنائية في مواجهة العدوّ على جميع الجبهات، برغم قلة العتاد وضعف الدعم والإسناد من الدول العربية والإسلامية، لكن قوة الإيمان والثقة بالله جعلت من الرجال الأبطال المقاومين قوة عظيمة يصعب كسرها، فصعب على العدوّ إزالة الخطر عليه، بل إنه يزيد من حجم الأخطار، فهو ما زال إلى اليوم، وبرغم كُـلّ الدعم والخسارات التي يتعرض لها، إلا أنه ما زال يخسر من أفراده ومعداته ويتزايد الخطر على أمنه واستقراره، فالصواريخ ما زالت تطلق على أراضيه ومن كُـلّ الجبهات.
هذا الأداء البطولي للمقاومة أثار جنون الاحتلال الإسرائيلي الذي ارتكب أبشع الجرائم بحق الأبرياء في فلسطين ولبنان واليمن، فوسع نطاق عملياته العسكرية، بدعم كبير ومضاعف من أمريكا والدول العربية التي تماهت مع التوجّـهات الأمريكية.
فاتجهت “إسرائيل” إلى اغتيال عدد من القادة، وكان آخرهم القائد الكبير حسن نصر الله، معتقدة أنها بهذه الاغتيالات ستسلم وسوف تخمد النيران التي تتلقاها من جبهات المقاومة، لكنها لغبائها وجهلها وغرورها، لا تدرك أن هذه الأعمال الإجرامية تزيد من لهيب النيران وتبث روح المقاومة في النفوس؛ فالقادة الذين نفقدهم هم من أكملوا مسيرتهم الجهادية، وقد أراد لهم الله الراحة واستبدالهم بآخرين ليكملوا الدور بشكل أفضل وهكذا هي سنة الحياة.
وأما قوى المقاومة فهي ستظل صامدة، مهما أثخن العدوّ في جرائمه واغتيالاته؛ فالقائد الذي يُغتال يترك وراءه آلافًا من القادة والشعوب التي تسير على نفس الدرب، وهذا الفقد هو بمثابة إشعال الجحيم على العدوّ من جديد وتجدّد روح الثورة في القلوب، ويُحيي القضية.
إن استشهاد القادة لا يُثني عزيمتنا، بل يُعززها ويزيد من إصرارنا على مواصلة النضال، ففي كُـلّ مرة يتجلى فيها اسم شهيد، نقترب خطوة من النصر، مستمدين من سيرتهم القوية وعزيمتهم الصلبة الدروس والعبر، إنهم يُذكروننا بأهميّة التضحية؛ مِن أجلِ الأهداف العليا، ويُعلموننا أن طريق النصر مليء بالتحديات، وهم الأمل الذي يدفعنا للاستمرار ومواجهة كُـلّ الصعوبات بعزيمة لا تضعف.
ونحن مع كُـلّ فقد، نجدد العهد والنية أمامهم وأمام الله أننا سنسلك نفس الطريق بكل شجاعة وإقدام وعزة وعنفوان، سنقاوم حتى تحرير أرضنا من دنس الاحتلال، وسنستخدم كُـلّ ما نستطيع من أدوات الحرب، ولو بالقلم.
إن العدوّ، بتصرفاته الهوجاء والمتخبطة، يفتح على نفسه أبواب جهنم ويعجل بزواله الحتمي.
فلنستعد جميعاً لمزيد من التضحية والصمود والمقاومة، فالأمل باقٍ في قلوبنا، والعزيمة متجددة، ودماء الشهداء تسطر لنا طريق النصر بفضل الله.