إلى سيد شهداء القدس: نحن وَحزب الله بخير
سند الصيادي
لا تزال الأوجاع حاضرة ومخيمة على قلوبنا نتيجة فقدان سماحة السيد حسن نصر الله، وتلك سجية النفس البشرية وعاطفتها التي لم يتجاوزها حتى الأنبياء وهم يمثلون أعلى مراتب الإيمَـان واليقين، ومثل السيد حسن فَــإنَّ المصاب كبير، فالشهيد كان أُمَّـة في كُـلّ معاني ومدلولات مسيرته.
المفارقة أننا ونحن في ذروة الحزن عليه، نراه من أعالي السماء التي ارتقت إليها روحه يواسينا بنفسه عن فقدانه، محذراً من اليأس والإحباط والغرق في دوامة التحسر والانتكاس النفسي والمعنوي، فالمسيرة التي مضى على دربها حتماً وقودها التضحيات العظيمة لتستمر وتلهم الباقون إلى دروب النصر، وكل خياراتها نصر مظفر.
وبعد ظهور الشيخ نعيم قاسم -نائب الأمين العام لحزب الله، الذي قسم ظهر العدوّ وَطابور زبانيته، أفسد عليهم الحفلة بخطاب وضع الدواء على الجرح وقطع الشك باليقين، بات واضحًا مسار الحاضر والمستقبل تماماً فيما يخص حزب الله وبنيته وموقفه والمعادلة التي رسمها سيد شهداء القدس سماحة السيد حسن نصر الله رضوان الله عليه..
حزب الله بخير وبنيته متماسكة وحاضنته تزداد اتساعاً وَآلياته كفيلة بأن تتجاوز مشكلة فقدان القائد وَستنجح في انتخاب قيادة بديلة.. كما أن الموقف ذات الموقف ويتصاعد والحرب مُستمرّة بنفس المعادلات التي رسمها الحزب بقيادة السيد الشهيد.. سواء فيما يخص معادلة إسناد فلسطين وتفاصيل المشهد الذي رسمه في شمال فلسطين المحتلّة، أَو فيما يخص الموقف من العدوان على لبنان والاستعداد الكبير لأي التحام بري مع جنود الكيان الغاصب..
كما بدا واضحًا أن الحالة العسكرية بمخزونها المادي والبشري في أفضل حالاتها، وتكشف عن أنواع جديدة وتوسع خارطة عملياتها.. من خلال الضربات المُستمرّة التي وجهها الحزب لعمق العدوّ الصهيوني.
ورابعاً: أن محور المقاومة عازم باندفاع كبير على إسناد حزب الله كما هو مُستمرّ في إسناد غزة.. ومنذ ارتقت روح سماحته وعانقت روح شهيدنا الرئيس صالح الصماد وَأرواح من سبقوه من الشهداء، تصاعدت عمليات اليمن والعراق، وخرجت صماد بنسختها الرابعة لأول مرة لتسجل أول حضور في معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس” إسناداً للشعبين الفلسطيني واللبناني.
نحن في اليمن أَيْـضًا وَمحور المقاومة عُمُـومًا، الكل بخير وَأوفياء لدربك يا سيد حسن، وعازمون على الأخذ بثأرك وإكمال مسارك، لن نخذل فلسطين ولا حزب الله، والله على ما نقول شهيد.