الفتحُ الموعود
عبدالسلام عبدالله الطالبي
من معركةِ اليوم الموحَّدة لدول محور المقاومة، تتجلَّى مصاديقُ الفتح الموعود والنصر الحاسم الذي وعد بالله سبحانَه وتعالى، فيما لو تظافرت جهودُ أهل الحق على حزب الباطل الذي عاث في الأرض الفسادَ، وأمعن في القتل والإجرام والظلم والطغيان وأهلك الحرث والنسل وانتهك الحرمات والمقدرات، بل استطاع بقيادة أئمة الكفر أمريكا و”إسرائيل” أن يجيِّشَ الغالبيةَ الكبرى، بما فيهم الكثير من الزعامات العربية والإسلامية؛ للوقوف في صفه؛ لتنقلب الطاولة على المبدأ والموقف والحرية والكرامة ويظهر أُولئك عبيداً مرغمين بتسخير أموالهم وقواتهم لخدمةِ مشاريع الباطل.
كلّ ذلك يبعث على الحيرة والعجب، وهم يرون آلاف الضحايا من الأطفال والنساء والشيوخ يُسحلون ويُقتلون بآلة العدوّ الإسرائيلي ومن يسانده، ويجدون العدوّ الإسرائيلي ينتهك ويتمادى من دولة إلى أُخرى، بشن غاراته إلى لبنان، وبلغ به الحال إلى استهداف قيادة حزب الله وسقوط المئات من الضحايا وتدمير للبنية التحتية؛ ما شجّعه على مداهمات برية وزحف على لبنان.
هكذا استكبار شجَّعه عليه ما يراه من انكسار ودوس للكرامة وتنصل عن موقف وعمالة تمثلت في شخصية الحكام العرب والمتأسلمين المطبِّعين والأذلاء، الذين قدَّموا صورةً مشوهة عن تعاليم الدين والمواقف التي ما كان لها أن تكون، والله المستعان.
ليتفاجأ بعواصف جوية تطاله إلى عقر احتلاله لتتظافر الجهود وتتوحد الأصوات وتنهال عليه الضربات من كُـلّ دول المحور، التي ما زالت متمسكة بموقفها في مشروعية الدفاع عن النفس والكرامة، حَيثُ كان ليمن الإيمان شرف السبق والمبادرة في توجيه الضربات القاسية للعدو، ومن يومه الأول أعلن تضامنه مع الشعب الفلسطيني، والوقوف إلى جانب الشعب اللبناني في محنته، إضافة لما يقوم به الأحرار في القسام ورجال حزب الله من أدوار بطولية ومشرفة رغم كُـلّ التضحيات لتشنف أسماعنا وتطرب قلوبنا بوصول المدد الإيراني المتعاضد مع الرفاق والأنداد في دول المحور، حَيثُ دشّـن إطلاقه لمئات الصواريخ التأديبية للمستكبر الإسرائيلي حتى خاب رهان أُولئك وكسرت هيبتهم وخابوا وخاب مسعاهم وفشلت مؤامراتهم.
ولا ننسى الموقفَ العراقي البطل ليكتمل المشهد وتتضح الصورة وتصل الرسالة واضحة وجادة بأن دول المحور باتت اليوم على قلب رجل واحد مع الاستحالة عن التراجع والضعف والانكسار حتى محو العدوّ الإسرائيلي وكل من يقف إلى جانبه من المنطقة، وينتصر المظلوم من ظالميه حتى يأذن الله بالنصر وهو خير الناصرين وقاهر المستكبرين، ولا عدوان إلا على الظالمين.