إيران تحطم جدار الصمت وتطلق عملية الوعد الصادق2 في عمق العدوّ الصهيوني
عبدالحكيم عامر
في خطوة غير مسبوقة، أقدمت إيران على تنفيذ عملية “الوعد الصادق 2″، التي تمثل تحولاً جذريًّا في سياستها تجاه الأعداء، وخُصُوصاً كيان الاحتلال الإسرائيلي، هذه العملية تأتي في سياق خروج إيران من دائرة “الصبر الاستراتيجي” إلى مرحلة جديدة تتضمن معاقبة الأعداء وعدم السكوت على جرائمهم، حتى لو أَدَّى ذلك إلى تفجير حرب إقليمية قد تدمّـر المنطقة.
حملت عملية “الوعد الصادق 2” دلالات استراتيجية عميقة على الأصعدة السياسية والعسكرية، فقد شكلت ضربة قاسية للكيان الصهيوني، الذي بدا واثقاً من قدرته على تحقيق توازن ميداني بعد سلسلة من عمليات الاغتيال التي استهدفت عدة قيادة في محور المقاومة، لكن هذه العملية أعادت الأمور إلى نصابها، وكشفت هشاشة الوضع الأمني الذي يعيشه العدوّ، حَيثُ فقد توازنه بعد الصفعة التي تلقاها من إيران.
حيث استطاعت إيران من خلال هذه العملية تحقيق هدفها الأَسَاسي، وهو رفع معنويات أحرار الأُمَّــة، وكسر نشوة الانتصار التي عاشها كيان الاحتلال بعد اغتيال الشهيد السيد حسن نصر الله وعدد من قادة محور المقاومة، هذه الأجواء من الفرح والاحتفال في دول مثل غزة ولبنان وإيران واليمن تعكس التأثير الإيجابي الذي أحدثته العملية على شعوب المنطقة.
وجاء الهجوم الصاروخي المفاجئ كاستجابة استراتيجية قوية للأعمال العدائية السابقة، مما أَدَّى إلى إحداث توازن رعب جديد في المنطقة، فقد اضطر أكثر من 10 ملايين مستوطن إسرائيلي للاختباء في الملاجئ، وهو ما يعكس مستوى القلق والخوف الذي أصاب الكيان، هذه الحالة من الخوف تعكس تحولاً في المعادلات الإقليمية التي كانت لصالح الولايات المتحدة وحلفائها.
وفي الأخير، إن عملية “الوعد الصادق 2” كانت رد فعل على اعتداءات سابقة، وهي بداية لعهد جديد من المواجهة مع الأعداء، حَيثُ تعكس تغييراً في الاستراتيجية الإيرانية نحو مزيد من الحزم والعزم.
ولا بد أن إيران، بعد تنفيذها لهذه العملية، كانت مدركة للعواقب المحتملة، والتي قد تؤدي إلى حرب إقليمية واسعة، ويبدو أن طهران قد أعدت نفسها جيِّدًا لكل السيناريوهات المحتملة، مما يظهر مدى جدية استراتيجيتها الجديدة في مواجهة التحديات.
وأن هذا الأمر قد يؤدي إلى إعادة تقييم للأوضاع في المنطقة، ويؤسس لمرحلة جديدة من الصراع قد يكون لها تداعيات واسعة على الأمن والاستقرار الإقليمي.