ما بعد نصرالله.. وعدُ الله
فاطـمة الـراشـدي
منذ الثمانين وحتى التسعين وُصُـولاً إلى ما فوق الألفيـن وإلى يومنا هذا.
وبعد محاولات عديدة للوصول للسيد حسن نصرالله وقتله، ارتكبت “إسرائيل” أغبى قرار وظنت أنها انتصرت، بينما حزب الله ما يزال بعيدًا كُـلّ البعد عن الهزيمة، أصبح الكيان الغاصب أمام ورطة حقيقية بعد قتلهم الأمين العام حتى وإن أحسوا بنشوة النصر لأيام وساعات فهم يدركون جيِّدًا خطورة الأمر الذي أقدموا عليه، والذي قد تلحقه الكثير من التبعات التي قد توسع الحرب في المنطقة بالكامل، فهم أمام محور المقاومة الذي يستحيل أن يسكت.
نصرالله قاد حزب الله لـ32 عاماً، وقام بدور مهم جِـدًّا وألحق بالكيان الصهيوني العديدَ من الهزائم.
الكيان الصهيوني بمفرده لا يستطيع أن يحقّق أي شيء بمثل هذه الإنجازات المخابراتية الدقيقة؛ فالغرب يقف وراءه: (أمريكا والاتّحاد الأُورُوبي) وكل ما لديهم من إمْكَانيات وتكنولوجيا وأقمار صناعية وكلّ ما توصل له العقل البشري من تقنية تجسسية جعلوه كله بنك معلومات بين يدي الكيان الغاصب، وهذا قد ساعده في تنفيذ عمليات دقيقة أَدَّت إلى مقتل العديد من قيادة الحرس الثوري وحركة حماس وحزب الله.
فلا تظن “إسرائيل” أنها بهذا الإنجاز قد انتهت معركتها أمام حزب الله؛ فلو كان الأمر كذلك لكان انتهى الأمر بالحزب منذ اغتيال السيد عباس الموسوي، ولكان انتهى الأمر بحركة حماس منذ اغتيال رئيسها أحمد ياسين، لكن في المعارك العسكرية عمر الاغتيالات لم تحسم المعارك ولا تؤدي للنصر، ولنا في التاريخ شواهد وبيانات عديدة وواضحة توضح للعدو أنه كلما استشهد منا قائد كبير وعظيم أمثال الدكتور إسماعيل هنية والسيد حسن نصرالله والشيخ أحمد ياسين والقائد قاسم سليماني والقائد أبو مهدي المهندس -رضوان الله تعالى- عليهم تزداد مقاومتنا قوة وعزيمة وثباتًا وانتصاراتٍ، وهذا ما يميز محورنا.
نحن يجعل من دماء شهدائنا وقاداتنا بركانَ غضب يؤدي لهزيمة العدوّ ونصر المؤمنين، وهذا ما وعد به اللهُ سبحانَه المجاهدين: «وَعْدَ اللَّهِ، لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ».