رحيلٌ موجعٌ يا سيدي
عبدالرحمن أحمد غنام
السَّلامُ عَلَيْكَ يا سَيِّدي نَصْرَ الله، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أمين الشَّرَف، السَّلامُ عَلَيْكَ يا سَيِّدَ الأحرار، وَقِبْلَةَ الثُّوَّار، وَنَهْجَ الأَخْيَار، وَنَسْلَ الأطهار وَنَجْمًا فِي سَمَاءِ الشُّرَفَاءِ.
السَّلامُ عَلَيْكَ يا سَيِّدي حَسَن، يا نَاصِرَ فِلَسْطِين، وَعَوْنَ الْيَمَن، وَسَنَدَ لُبْنَان، السَّلامُ عَلَيْكَ يا كَمَالَ الإِيمان وَتَجْسِيدَ الحَقِّ، وَشُعْلَةَ النُّور، وَرَمْزَ الْكَرَامَة،
فَكُلُّ سَلامٍ لَكَ هُوَ دُعَاءٌ بِالنَّصْر، وَخَطْوَةٌ عَلَى دَرْبِ الشُّهَدَاءِ.
مَا أَقْسَى فِرَاقَكَ، وَمَا أَشَدُّ وَطَأَتَهُ عَلَى الْقُلُوب، لَقَدْ عَشِقْنَاكَ مُنْذُ نُعُومَةِ أَظَافِرِنَا، أنت الَّذِي كُنتَ تُذِيقُ “إسرائيل” الْمَوْتَ وَالشَّرَّر، وَذُوبْنَا بِكَ فِي شَبَابِنَا، وَأَنتَ تَسْنُدُ غَزَّةَ فِي مَحْنَتِهَا، وَتَنْصُرُهَا مِنْ ذَاتِ الْخَطَر.
حَمَلْتَ رَايَةَ الْمُقَاوَمَةِ لِسَنَوَاتٍ طِوَال، وَانْتَصَرْتَ لِدِينِ اللَّهِ وَلِلْإسلام، فَارِسٌ مَغْوَارٌ، كَيْفَ لا تَكُونُ كَذَٰلِكَ، وَأَنْتَ ابْنُ حَيْدَرَةَ الْكَرَّار، فَأَنْتَ قَدْوَتُنَا فِي النَّصْر، وَمُعَلِّمُنَا فِي جِهَادِ الظَّالِمِينَ، وَإِنَّا إِثْرَكَ نُوَاصِلُ الْمَشْوَار، فَالْوَجْهَةُ الْقُدْسُ وَالْمَسَارُ نَفْسُ الْمَسَار.
إِنَّ رَحِيلَكَ فَاجِعَةٌ كُبْرَى، وَالنُّفُوسُ بَعْدَكَ حَرَّى، وَالجُرُوحُ أَنْكَى وَالفُؤَادُ أَشْجَى، لَكِنَّ سَعَادَتَنَا بِكَ أَحْرَى، فَقَدْ نَلْتَ مَا كُنتَ تَتَمَنَّى، وَرَحَلْتَ مِنْ هَذِهِ الدُّنْيَا إلى الْمَقَامِ الْأعلى.
عَرَفْنَاكَ مُخْلِصًا لِلَّه، عَاشِقًا لِلشَّهَادَة، مُجَسِّدًا لِمَعَانِي الشُّجَاعَة وَالْكَرَامَة، حَامِلًا آمالَ الْانتصار، شُجَاعًا أَبِيًّا، صَابِرًا شَامِخًا، مُدَافِعًا عَنِ الْمُسْتَضْعَفِينَ، وَحَامِلًا رَايَةَ الْحَقِّ، وَسَيِّدَ الْمُقَاوِمِينَ.
يا سَيِّدِي أَبَا هَادِي، لَقَدْ صَنَعْتَ النَّصْرَ فِي مِيَادِينَ الشَّرَف، عَاهَدْنَاكَ فِي حَيَاتِكَ، وَنُعَاهِدُكَ فِي استشهادكَ، أَنَّا لَنْ نَلِينَ وَلَنْ نَسْتَكِين، وَعَلَى دَرْبِ الْقُدْسِ نَمْضِي، وَسَنُصَلِّي فِي رِحَابِهَا، وَلَا عَزَاءَ لِلشَّامِتِينَ.