حزبُ الله مسيرةٌ من النضال المشرّف بقيادة شهيد المقاومة وقائدها
منتصر الجلي
على مشارف العام وتمامه، تحل علينا ذكرى النصر الكبير، الذي سطره أبطال فلسطين بأحرف من دماء، وقناعة بأحقية تحقيق المصير، وفتح باب الحرية المسلوب من قرار أُمَّـة المليارَي مسلم.
(طُوفَان الأقصى) الميدان المفتوح الذي أرادت المقاومة الفلسطينية أن تضع الأُمَّــة خلاله، امتحان فرز وغربل الأُمَّــة إلى طرائق قِددا، بين الإيمان الصريح، والنفاق الصريح، وما أدراك ما الطوفان!
معركة الأُمَّــة والمقاومة وأحرارها، يلتقي على ميدانها الواسع، اليمن ولبنان والعراق، ونحن على أَيَّـام من جرائم العدوان في الشعب اللبناني الشقيق، وما حصل من أحداث جسام أصابت الأُمَّــة في خاصرتها، شهادة السيد الكبير والقائد الجهادي الإنساني، الأمين العام لحزب الله سماحة المولى السيد حسن نصر الله (رضوان الله تعالى عليه) الذي ارتقى شهيدًا على طريق القدس في إطار معركة الأُمَّــة الكبرى، اغتيال إسرائيلي غادر إجرامي ووحشي، لم يكن الـ25من أيلول يومًا عاديًا، بل نجد التحول الاستراتيجي الهام والمفصلي في تاريخ الصراع مع كيان الاحتلال، نقطة لنا أن نقول إن العدوّ فتح على نفسه أبواب جهنم التي لن يجد لها مغالق عبر أي ملف أَو وساطة أَو إجرام متكرّر.
الجرأة الصهيونية وصلت غايات بعيدة تحت غطاء الولايات المتحدة الأمريكية، والتي كانت ولا زالت تعيد مرارًا وتكرارًا على لسان إدارة البيت الأبيض، أن أمريكا تدعم الكيان الإسرائيلي، بكل أشكال الدعم اللوجستية والعسكرية والمخابراتية والعمليات الإجرامية المشتركة، في ظل صمت وخيانة عربية مريبة، على آلاف الجرائم التي ارتكبها العدوّ الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني، وقطاع غزة على وجه أخص وما زال.
أمام تلك الجرائم والصمت الأممي المُعِيب، تدخل لبنان جولة الاستهداف المباشر من كيان العدوّ المُجرم، بالقصف والإجرام، والنزوح، والتدمير، والاغتيالات، جميعها إلا أن حزب الله والجبهة اللبنانية مثَّلت عائقًا كَبيرًا أمام العدوّ الصهيوني مُنذ اليوم الأول لمعركة (طُوفَان الأقصى)، حزب الله بأمينه العام الشهيد السيد حسن نصر الله، الذي له من المسيرة الطويلة والجهاد المشرف ضد كيان العدوّ ما جعله قبلة المجاهدين ومأوى المؤمنين، وباب المستضعفين في بقاع الإسلام مُرورًا بالبوسنة ومساندة المجاهدين هناك آن ذاك، ومساندته لمظلومية شعبنا اليمني، هذا الحزب الذي عمل العدوّ على كسر معنوياته الجبارة، ووضع شرخ في بنيته وقواعده الشعبيّة في أوساط الأُمَّــة والداخل اللبناني، وإشعاره بالضعف، خُصُوصًا إثر اغتيال سماحة السيد الشهيد الكبير حسن نصرالله (رضوان الله تعالى عليه) غير مدرك أن حزب الله قوته تنبع من تجربته الرائدة والأحداث، ولا يمكن أن ينكسر بسهولة.
مسيرة حزب الله وأحبابه، مسيرة طويلة من الصراع مع كيان العدوّ الذي لقي على أيديهم شتى ألوان المعارك الضارية المنكلة به، مُرورًا بالألفين إلى عام 2006م مُرورًا بالعديد من المحطات التاريخية والمهمة التي تثبت عزيمة وصلابة المجاهدين وقدراتهم العالية في إدارة المعارك عسكريًّا وغيرها، لم يكن استهداف العدوّ المجرم الإسرائيلي لسماحة السيد المولى حسن نصر الله، إلا لما ذاق ولقي من أصناف التنكيل والويل في جميع مراحل النزال.
جدارة المعركة ومساندة غزة مثَّلت ضربة قاضية للعدو الإسرائيلي، في واقع من اليأس والإحباط الذي أوصلته إليهما جبهات الإسناد بدءًا باليمن ووقوفًا أمام جبهة لبنان، التي يرى فيها اليوم كيان العدوّ جبهة كسرت ظهر البعير العبري، والتي يسعى العدوّ في الاجتياح البري لها، غير مدرك حقيقة المفاجآت التي ستطاله، والتي جرب بعضها خلال هذه الأيّام على الحدود اللبنانية.