نصرُ الله.. سيدُ شهداء القدس
إكرام المحاقري
مسيرة جهاد كانت خاتمتها كبدايتها عظيمةٌ بعِظَمِ شخص كالسيد: حسن نصر الله. نعم، لقد أحزن رحيلُه جميعَ أحرار الأُمَّــة الإسلامية، ولكن لم يكن يليقُ بمثله إلا أن يختتمَ مسيرةَ جهاده بمرافقة الأنبياء والشهداء والصديقين.
حزبُ الله الذين أطلق عليهم الشهيدُ القائدُ لقبَ “سادة المجاهدين”، ها هو سيدُهم يثبت لنا أنهم أهلٌ لهذا اللقب العظيم؛ فبصبرهم وجهادهم ومثابرتهم أعطوا أنموذجًا حيًّا للجهاد، واقتفى الآخرون خُطاهم حين تحَرّكوا في زمن قل فيه السائرون في خط الجهاد، وفي زمن خضعت فيه الأُمَّــةُ للظلم والجور، وكادت القضيةُ المركَزية للأُمَّـة تصبح فيه نسيًا منسيًّا.
قادة حزب الله كلهم وصلوا إلى حَيثُ ينتمون، الواحد تلو الآخر، ولم يكن السيدُ نصر الله استثناءً رغم أنه كان استثنائيًّا في شخصه الذي أجمع على حبه واحترامه الجميع، عدا الصهاينة ومَن والاهم ودار في فلك إجرامهم؛ فقد كان بالنسبة لهؤلاء المنحطين الخير الذي يعرّي ما هم عليه من شر وحقد وظلم. أما خصومُه السياسيون فقد كانوا أول من بكى عليه؛ لأَنَّهم رغم خصومتهم احترموا فيه رجولته وصدقه وحرصه على الآخرين من موالين وخصوم دون استثناء.
لم يرحل سيد المقاومة إلا وقد أسّس بناءً جهاديًّا عظيمًا قادرًا على تحرير المقدسات وفلسطين المغتصبة.
لعل ما يجعلُ في قلوبنا غُصَّةً أنه كان يتمنى أن يكون حاضرًا حين تتحرّرُ القدس، ولكننا بكل تأكيد سنجده حاضرًا فينا بكلماته وتحَرّكه وصبره وجهاده.