أبعاد ودلالات الخروج الشعبي اليمني في مليونية “الوفاء لشهيد المسلمين”

المسيرة: منصور البكالي

خرج الشعبُ اليمني في مختلف الساحات والميادين، الجمعةَ الماضية، في مسيرات مليونية وفاءً لشهيد المسلمين الشهيد القائد -أمين عام حزب الله اللبناني- السيد حسن نصر الله “رضوان الله عليه”.

أولى الرسائل من هذا الحشد المليوني أن اليمن -قيادة وشعباً- لن تنسى الشهيد القائد السيد حسن نصر الله، ولن تحيد عن دربه الجهادي العظيم حتى تحقيق النصر لكل شعوب الأُمَّــة، وتحرير مقدساتها وأراضيها المحتلّة من دنس الغزاة الطامعين.

وأشاد المشاركون في هذه المسيرات بدور الشهيد نصر الله، ومواقفه الشجاعة في مساندة الشعب اليمني، وخطابه التاريخي في اليوم الثاني من بدء العدوان السعوديّ الأمريكي على اليمن في 26 مارس 2015م، وما لحقها من مواقف متتالية خلال 9 أعوام، رفعت من معنويات اليمنيين الصامدين وخففت من مآسيهم، وبلسمت جراحهم في الوقت الذي تخلى عنهم غالبية قادة وشعوب وأنظمة الأُمَّــة العربية والإسلامية.

ويقول وزير الإعلام في حكومة التغيير والبناء، هاشم شرف الدين: إن “الشهيد القائد السيد حسن نصر الله كان وسيظل نجماً ساطعاً في السماء، يُضيءُ طريقَنا، يُرشدُنا، صوتُه لن يغيبَ مطلقاً، بل سيتردّد في كُـلّ قلبٍ مؤمنٍ بالنصر، سنتذكرهُ في كُـلّ شروقِ شمسٍ، في كُـلّ صلاة، في كُـلّ صرخة، وفي كُـلّ طلقة رصاص نطلقها نحو العدوّ، وسنستلهمُ من تضحيته قوةً للمضيّ قدماً”.

ويضيف: “لن نُخيبَ أمله، بل سنُواصلُ مسيرتَه حتى نُحقّق النصرَ الذي وعدَنا به، وسنُقدّمُ له ثمارَ انتصاراتنا، شهادةً على وفائنا لدمائهِ الطاهرةِ، فروحُهُ معنا، وسيُساندُنا من حَيثُ هو، وكيف لا يفعل وهو نصرُ الله وفتحُه”.

 

أُسطورة المجاهدين وآية القادة الملهمين:

من جهته يقول الباحث وَالمؤرخ الدكتور حمود الأهنومي: إن “الشعب اليمني يعرف من هو الشهيد القائد حسن نصر الله، ويثمن مواقفه المشرفة، وهو متأثر بشكل كبير جِـدًّا بخطاباته، وكلماته، وعباراته وشجاعته وبطولاته، ومواقفه الجهادية الإيمانية في دحر “إسرائيل” وهزيمتها، وفي تحرير لبنان، ومساندة فلسطين واليمن وسوريا والعراق”، مؤكّـداً أن نصر الله كان في حياته الدنيوية أُسطورة المجاهدين، وآية القادة الملهمين، وأن أثره اليوم أقوى، وأن كُـلّ حر مجاهد في اليمن، وفي المنطقة يقتدي بنصر الله، وكلّ أعلام الهدى المجاهدين من آل بيت رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله-.

ويعتبر الأهنومي أن “بعد استشهاد السيد حسن نصر الله-رحمه الله- أصبح لواء الفتح الخفاق، ودليل النصر العملاق، وملهم أحرار العالم في كُـلّ الآفاق، ترخص من بعده النفوس، ومثل ما هزمهم في حياته القصيرة الأولى سيهزمهم أكثر في حياته الأبدية الأُخرى”، مؤكّـداً على أن “ثمن دمه هو تطهير الأرض من رجس العدوّ الإسرائيلي، وإنهاء وجوده في المنطقة”، مواصلاً بقوله: “وليس لدمه ثمن إلا تطهير الأرض من رجسهم، وإنهاء وجودهم وحَسِّهم”.

 

الشعبُ اليمني أحب نصرَ الله:

وعاش الشعبُ اليمني لحظات عصيبة، وصدمة غير مسبوقة بعد الإعلان عن نبأ استشهاد القائد السيد حسن نصر الله “رضوان الله عليه” في غارات صهيونية على الضاحية الجنوبية تم فيها استخدام قنابل أمريكية تزن ألفي رطل.

وخيَّم الحزن على الجميع، وبكاه الصغير والكبير، الرجل والمرأة، فالشهيد القائد السيد حسن نصر الله، ليس رجلاً عادياً بالنسبة لليمنيين، فهو الأمين المحبوب لديهم، وهو القائد الذي يشار إليه بالبنان عند التحديات والمصاعب، وهو السند الحقيقي لليمنيين الذي وقف معهم منذ بداية العدوان على اليمن في 26 مارس آذار 2015م، وهو القائل -رحمه الله- إن أفضل خطاب ألقاه في حياته، هو ذلك الذي تحدث فيه عن اليمن، ومظلومية اليمن في اليوم الثاني من العدوان على اليمن.

ويقول رئيس وكالة الأنباء اليمنية سبأ، نصر الدين عامر: “كلّ هذه الحشود هي حزب الله وهي نصر الله، وهذا الشعب الذي أحب نصر الله وأحبه نصر الله”.

ويشير إلى أن “الشعب اليمني خرج ليجدد الوعد والوفاء لسيد المقاومة، والاستمرار على الدرب حتى تحرير المنطقة من الاحتلال الإسرائيلي الأمريكي”.

من جانبه يقول الإعلامي محمد الخضر: “نصر الله في قلب كُـلّ يمني ولن ننساه، وها هي صنعاء تتوشح صور شهيد المسلمين والإنسانية السيد حسن نصر الله “رضوان الله عليه” وجماهير الشعب اليمني يحتشدون إلى الساحات بالملايين وفاء للشهيد، وإسناداً ونصرة لغزة ولبنان حتى النصر”.

ويضيف: “شعبنا اليمني بهذا الحضور الكبير يعتبر الشهيد نصر الله قائداً وقُدوة ورأس حربة في الجبهة المتقدمة لمواجهة الكيان الإسرائيلي، بل كَثيراً ما ذكرت مواقفه وبطولاته في ملازم الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي “رضوان الله عليه” وهذا الشعب لم ولن ينسى من وقف إلى جانبه، بل هو شعب الإيمان والحكمة مرتبط بأعلام الهدى، ومتمسك بآل البيت عليهم السلام، ويقف لمساندة من سانده، وينصر من نصره، ودماؤه اليوم حية في شرايين هذه الملايين في الساحات المليئة بحشود غاضبة ثائرة، لو وجدت نافذة بريد لتصلها إلى لبنان لما تردّد واحد منهم”.

ويواصل: “الكل على جهوزية عالية للجهاد في لبنان وفلسطين والأخذ بالثأر لدماء شهيد الإسلام والإنسانية وكلّ الشهداء القادة والأفراد”، مؤكّـداً أن “الدم اليمني واللبناني والفلسطيني والعراقي اليوم يجري في شريان واحد، ويجمعه قلب واحد اسمه القدس، وأن استشهاد قائد من قيادات المحور لم يزِدهم سوى عنفوان وعزم وإرادَة للمضي نحو الانتصار نصراً أَو شهادة، معلنين جهوزيتهم العالية لخوض المعركة البرية والبحرية والجوية ضد كيان العدوّ الإسرائيلي، وكما كان اليمن صامداً وثابتاً في وجه العدوان السعوديّ الأمريكي خلال 9 أعوام، ها هو اليوم وبقوة أقوى وأشد، وسلاحه متطور، وقدرات متفوقة، وهو حاضر للاستمرار في معركة (طوفان الأقصى)، مهما كانت التضحيات ومهما طالت الأيّام والأعوام حتى تحقيق النصر الموعود والفتح المبين”.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com