السيد القائد يثبّت مساراً تصاعدياً للجبهة اليمنية ويؤكّـد للفلسطينيين: نحن معكم بالمزيد والمزيد حتى النصر
المسيرة: خاص
جَــدَّدَ السيدُ القائدُ عبدُالملك بدرالدين الحوثي التأكيدَ على مضي اليمن في معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدَّس” بكل قوة، راسماً مساراً تصاعديًّا يقود إلى مراحلَ متقدمة من التصعيد ضد العدوّ الصهيوني المجرم ونصرة للشعب الفلسطيني المظلوم.
وفي خطاب له، الأحد، بمناسبة مرور عام على عملية (طوفان الأقصى) المباركة، تطرق السيد القائد إلى حصيلة العام التاريخي البطولي الملحمي الذي أعاد قضية الأُمَّــة إلى الواجهة، مستعرضاً إحصائيات العام من البطولات في جانب، ومن الجانب الآخر استعرضَ إحصائيات الجرائم والمجازر البشعة التي ارتكبها العدوّ الصهيوني بدعم أمريكي غربي لا محدود، ووسط صمت عربي ودولي وإسلامي مخزٍ، فيما نوّه القائدُ إلى أن اليمن سيظلُّ على العهد وعلى الموقف الديني والإنساني والأخلاقي، مؤكّـداً أن “من أهم المميزات لهذه الجولة في الصراع مع العدوّ الإسرائيلي على مدى عام كامل هو جبهات الإسناد في لبنان والعراق واليمن”.
اتّجاه تصاعدي للتصعيد اليمني:
وقال السيد القائد: إن “جبهات الإسناد تتجه للتصعيد أكثر وأكثر ضد العدوّ الإسرائيلي، وتسعى لتطوير قدراتها في التصدي للعدو الإسرائيلي وإسناد الشعب الفلسطيني ومجاهديه”، مُضيفاً “جبهة الإسناد في اليمن اتجهت بفاعلية منذ اليوم الأول لعملية (طوفان الأقصى) بعمليات جادة وقوية”، مُشيراً إلى أن “من نتائج عمليات اليمن المهمة هو منع العدوّ الإسرائيلي من الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن وباب المندب وبحر العرب”.
وتابع السيد القائد بقوله: “من نتائج عمليات اليمن استهداف العدوّ الإسرائيلي إلى داخل فلسطين المحتلّة واستهداف ما يرتبط به من سفن إلى المحيط الهندي، وُصُـولاً إلى البحر الأبيض المتوسط، كما أن عمليات اليمن تطوَّرت وُصُـولاً إلى المرحلة الخامسة مع تطوير القدرات العسكرية وصنع صاروخ فلسطين 2 ومسيّرة يافا”.
وفي السياق أكّـد السيد القائد أن “الجهود في جبهة اليمن مُستمرّة في تطوير القدرات والارتقاء في مستوى الأداء وفي زيادة العمليات أكثر وأكثر”، في إشارة إلى أن جبهة الإسناد اليمنية ستظل متصاعدة بلا سقف محدّد؛ أي بما يواكب متطلبات المرحلة ومواجهة كُـلّ التحديات.
وقال السيد القائد في رسالته: “إننا في جبهة اليمن مُستمرّون في موقفنا المبدئي الإنساني الأخلاقي الديني الإيماني لنصرة الشعب الفلسطيني ومجاهديه وإخوتنا في لبنان ومجاهدي حزب الله ومع الجمهورية الإسلامية في إيران ومع إخوتنا في العراق ومع كُـلّ أحرار الأُمَّــة”، مؤكّـداً أن “مسؤوليتنا جميعاً هي أن نقفَ ضد العدوّ الإسرائيلي عدو الأُمَّــة ولا يقف معه إلا مجرم ظالم فاسد سيء مستبيح للدماء والحرمات”.
ونوّه السيد القائد إلى أن اليمنَ ماضٍ في مسار تصاعدي على مستوى التطوير في القدرات والعمليات؛ وهو ما يوحي بأن اليمن قادم بعمليات نوعية أكثر تأثيراً على العدوّ الصهيوني.
ووجَّه السيد مخاطبتَه “أقول لإخوتنا في حركة حماس وفي كتائب القسام وفي الحركات الفلسطينية المجاهدة في حركة الجهاد الإسلامي، وسرايا القدس وكل الحركات التي تجاهد في فلسطين: نحن إلى جانبكم وشعبنا هو سند لكم، يتحَرّك معكم بكل ما يستطيع”، وهي رسالة توحي بأن اليمن لن يتخلى عن هذا الدور الكبير والفاعل مهما كانت التحديات والأخطار.
ولفت السيد القائد إلى إحصائيات عسكرية شارك بها اليمن في العام الأول للطوفان، موضحًا أن “نحن في جبهة اليمن قصفنا على مدى عام بأكثر من 1000 صاروخ ومسيّرة، وكذلك استخدمنا الزوارق في البحار، وقواتنا المسلحة استهدفت 193 سفينة مرتبطة بالعدوّ الإسرائيلي، ومرتبطة بالأمريكي والبريطاني”.
ولفت إلى أن “قواتنا المسلحة أسقطت 11 طائرة مسيّرة مسلحة أمريكية من نوع إم كيو 9”.
وجدّد السيد عبدالملك التأكيد على أن “جبهتنا العسكرية مُستمرّة مع تطوير القدرات ونسعى لما هو أكبر”، وهنا رسالة توحي بأن الكثير من العمليات الكبرى النوعية ما تزال قيد التخصيب، وأن العدوّ الصهيوني ما يزالُ على موعدٍ مع عمليات موجعة تعجّل في زواله.
أنشطةٌ موازيةٌ متعددة ومتصاعدة:
وتطرق إلى أن “أنشطتنا على كُـلّ المستويات مُستمرّة، شعبيًّا وفي مجال التبرعات وغير ذلك”، مكرّراً قوله: “نحن ثابتون في إطار هذا الموقف الذي هو جهادٌ في سبيل الله تعالى وحملٌ لراية الإسلام”، مردفاً بالقول: “مسارنا مُستمرّ في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس”.
ونوّه السيد القائد إلى أن “المسار الأمني هو مسار هام ومنَّ الله فيه بالكثير من التأييد وافتضحت الكثير من شبكاتهم وخلاياهم”.
وبالتوازي مع الموقف اليمني العسكري، لفت السيد القائد إلى أن الموقف اليمني الشعبي الذي لا مثيل له سيظل أَيْـضاً متصدراً لأولويات أحرار اليمن العظيم، مؤكّـداً أن “ما يخرج من مظاهرات ومسيرات مليونية بشكل مُستمرّ كُـلّ هذا العام دون كلل ولا ملل لم يسبق له مثيل في اليمن تجاه أية قضية أَو موقف”، مبينًا أن “الأنشطة الشعبيّة بلغت إلى 746972 نشاطًا بين مسيرة ووقفة وفعالية مساندة لفلسطين”، موضحًا أن “أنشطة التعبئة على مستوى المسير العسكري والعروض والمناورات والأنشطة العسكرية بلغت 2866 نشاطًا”.
وأكّـد السيد القائد أن “جبهتنا الإعلامية تتحَرّك باستمرار في إطار هذه المعركة وفي هذا الموقف المقدَّس”، متبعاً حديثه: “نحن نتحَرّك كشعب مسلم هُــوِيَّته إيمانية، يمن الإيمان والحكمة، جهاده من إيمانه، وموقفه من إيمانه، وعزته من إيمانه”.
الغلبةُ لأنصار الحق والخسارةُ لعملاء العدوّ.. اليمن لن يتراجع:
كما جدّد السيد القائد التأكيدَ على أن المسار اليمني المناصر لفلسطين لم ولن يتأثر بأيٍّ من العراقيل التي تضعُها أمريكا وبريطانيا وكيان العدوّ وأدواتهم في المنطقة، سواء من عدوان مباشر أَو حرب شاملة في كُـلّ المستويات.
وقال: “مهما بلغ عدوانهم العسكري على بلدنا ومهما كانت التضحيات فلن يثنينا عن موقفنا”، وهنا تأكيد جديد على ثبات ورسوخ المعادلة اليمنية الإيمانية في مواجهة العدوّ الصهيوني ومناصرة الشعب الفلسطيني.
وَأَضَـافَ السيد القائد “نحن نواجه الأعداء على كُـلّ مستوى، وهناك عدوان معلَن وواضح على بلدنا من الأمريكي والإسرائيلي، نحن نواجه الأعداء ونتصدى لهم ونضرب بعون الله سفنهم وبارجاتهم وحاملات طائراتهم، ولن نتردّد في فعل ما نستطيع في هذا السياق”.
وقد أشار السيد القائد إلى أن “عمليات القصف الجوي والبحري للأعداء على بلدنا تم بـ 774 عدوانًا، ونتج عنه 82 شهيدًا و340 مصابًا”.
وأوضح أن “الأعداء يحاولون أن يضغطوا علينا اقتصاديًّا وإنسانيًّا واتجهوا في هذا المسار، وشعبنا صابر بالرغم من حجم المعاناة الكبيرة”، لافتاً إلى أن “حرب الأعداء الإعلامية مُستمرّة على الدوام وأبواقهم لا تسكت لا ليلًا ولا نهارًا، وهي توجّـه كُـلّ ما لديها من أكاذيب ودعايات نحو شعبنا، كما أن حرب الأعداء السياسة مُستمرّة وحربهم الأمنية أَيْـضاً مُستمرّة”، وهنا توضيح بأن اليمن في ما مضى وفي ما سيأتي سيتجاوزُ كُـلَّ العراقيل الأمريكية الصهيونية البريطانية.
وعرّج السيد القائد على أهميّة تعزيز الوعي ورفع مستوى اليقظة والجاهزية، مبينًا أن “شعبنا اليوم على مستوى عالٍ من الوعي والبصيرة؛ فلا إعلامهم يؤثر عليه في وعيه، ولا يشككه في موقفه، ولا يضعفه في توجّـهه”.
ونوّه السيد عبدالملك إلى أن “النتيجة الحتمية للموقف الإيماني لأداء الواجب المقدس بالجهاد في سبيل الله هي الغلبة مهما واجهنا في الطريق من صعوبات ومهما قدمنا من تضحيات”.
وقال مُطَمْئِناً جميع الأحرار: “نحن على ثقة تامة ونؤمن إيمانًا قاطعًا ويقينيًّا بأن وعدَ الله سيتحقّق في زوال العدوّ الإسرائيلي، وحتمية زوال العدوّ نؤمنُ بها إيمانًا يقينيًّا بإيماننا بكتاب الله وآيات الله وبالله سبحانَه وتعالى”.
ولفت كذلك إلى أن “خسارةَ الموالين للعدو الإسرائيلي نؤمن بها قطعًا كما ذكر الله ذلك في كتابه الكريم وتوعدهم جميعًا”.
وكرّر “نحن على ثقة بالله تعالى وأن العاقبة الحسنة لكل هذا الجهد والجهاد ولهذا الموقف المشرِّف لشعبنا العزيز هي نصرٌ محتوم وعزة وكرامة”، مؤكّـداً أن “الخزي واللوم هو على المتواطئين مع العدوّ الإسرائيلي ومن يقفون في صفه على الذين يناصرونه حتى بالكلمة”، محذرًا “من يؤيد العدوّ الإسرائيلي بكلمة واحدة يصبح شريكًا معه في كُـلّ تلك الجرائم التي يرتكبها”.
وفي ختام كلمته كرّر السيد القائد خطابه للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة بقوله: “عندما توجّـهون مثلَ هذه الدعوة ستجدون شعبَنا اليمني المسلم العزيز بوفائه بصبره باستجابته المميزة يخرُجُ يومَ الغد إن شاء الله تعالى خروجًا مليونيًّا مشرِّفًا لا مثيلَ له في أي بلد في العالم”، متبعاً بالقول: “أنا أعرِفُ شعبَنا العزيزَ في استجابته ووعيه ومنطلقه الإيماني ووفائه وكرمه واهتمامِه الكبير بهذه القضية”.
ودعا السيد القائد الشعبَ اليمني للخروج عصر اليوم الاثنين، خروجاً مليونيًّا في العاصمة صنعاء وكل المحافظات والمناطق الحرة، مؤكّـداً أن “ذكرى العملية البطولية العظيمة التي صنعت تحوُّلًا كَبيراً في مسار القضية الفلسطينية هي جديرةٌ بالخروج الشعبي الواسع والتفاعل الكبير”.