وفاءً لشهيد الإسلام والإنسانية.. سننتصرُ قطعاً
د. تقية فضائل
ما يزال هول الصدمة يكبل أحرفي، وغصة البوح وَألم الصمت يمتزجان بالدمع المتمرد على قيود الصبر، وَقد فجعنا بخسارة شهيد الإسلام والإنسانية المجاهد السيد حسن نصر الله، حامل راية الجهاد والمدافع عن المستضعفين ومرعب الطغاة المجرمين، أعداء الله وأعداء الأُمَّــة وأعداء البشرية وَخريج مدرسة آل البيت وعظيم من عظمائها مثل أئمة آل البيت -عليهم السلام- خير تمثيل فكراً وقولاً وفعلاً وجهاداً.
حاز احتراماً وحباً لا مثيل له لدى أحرار العالم من مختلف الأديان والتوجّـهات، أغاظ أعداء الله وأرهبهم ونكل بهم أشد تنكيل، وبعد سنوات طويلة من مسيرته الجهادية العظيمة الني تصل إلى أربعين عاماً، منها ثلاثين عاماً تسلم فيها قيادة الحزب ليتولى الأمر بكل جدارة واقتدار، وقد حان للفارس الشجاع أن يترجل عن صهوة جواده بعد أن أَدَّى الأمانة ونصح الأُمَّــة وجاهد في الله حق جهاده، مدافعاً عن المظلومين والمضطهدين من أبناء الأُمَّــة العربية والإسلامية، بدءاً بوطنه لبنانَ وفلسطين وشعبها ودعم المجاهدين في فلسطين دعماً غير محدود ضد اليهود الأنجاس، الذين أذلهم ودحرهم أينما واجههم وأدخل الخوف والرعب في قلوبهم، وقف مع مجاهدي البوسنة في محنتهم الكبيرة ومدهم بالخبرات والمجاهدين وساند سوريا ضد الدواعش التكفيريين صنيعة أمريكا هم وأمهم أمريكا الشيطان الأكبر، ووقف مع اليمن وأهلها بكلمة الحق التي كانت تصفع وجوه المستكبرين من الأعراب ومن يقف ورائهم من يهود ونصارى، خلاصة القول إنه وقف مع المظلومين من أبناء الأُمَّــة الإسلامية والعربية في كُـلّ مكان وزمان قولاً وفعلاً.
غاب أبو هادي بجسده ولكنه سيبقى رمزاً خالداً في ذهن أحرار الأُمَّــة للقائد المؤمن بالله وبقوته وعدله والمجاهد الفذ والسياسي المحنك، وَالصوت الإنساني الحاني، والمسلم الصادق مع الله والناس جميعاً الذي أحبته الجماهير التواقة للحرية والعدالة ومواجهة الطغاة وأذيالهم من مختلف أنحاء الأرض.
وستظل خطاباته وكلماته العميقة الأثر تبني وعي الأُمَّــة وتبصرها بدينها وتاريخها وواقعها وأعدائها، كما أنها تحيي فيها الأمل بالنصر وهو من ردّد كَثيراً على مسامعنا “قطعا سننتصر” وأكّـد حتمية هزيمة العدوّ الإسرائيلي وزواله، وَشدّد على أنه لا مكان لليأس بيننا وَكشف أعداء الأُمَّــة وضعفهم وانكسارهم من يهود ونصارى من جانب ومخطّطاتهم الدنيئة من جانب آخر، وعرى لنا المنافقين وتحَرّكاتهم لإضعاف الأُمَّــة، وقبل استشهاده تحدث عن تآمر المنافقين وأسيادهم اليهود والنصارى على قتله.
ما قدمه الشهيد الحي يستحق منا الوفاء وأن نواصل ما بدأه من جهاد ضد أعداء البشرية، وأن نردّد أقواله على الدوام، وحتماً وقطعاً سننتصر، وبيننا وبينهم الميدان والليالي والأيّام.
رحم الله أبا هادي وتقبله مع النبيين والصديقين والصالحين وحسن أُولئك رفيقاً، وجزاه عنا وعن فلسطين الجريحة وعن جميع المسلمين خير الجزاء.