دماءُ القادة وقودٌ ثورية
كوثر العزي
اغتيالُ القادة في محور المقاومة لا يعني انهزامَ وزعزعة وانكسار المحور المقاوم الذي تأسَّس قادته ومُجاهدوه سواءٌ أكانوا رجالًا أم نساءً على مبدأ: أن أهم مشاريع حياتهم الجهادية هي تحرير فلسطين من الكيان الغاصب وكسر القيود اليهودية، وجعل المنطقة العربية حرة من السيطرة الغربية، ولا شك بأن حتمية العداء مع ذلك اللوبي اللعين ستكون اغتيالات وتصفيات للعظماء الذين زعم قرن الشيطان بأنهم إرهاب ووجب قتالهم على مبدأ السلام والعيش تحت راية بيضاء خالية من البقع الحمراء، لا غرابة فمن يجهل الغرب يصدق ومن عرف من هم الغرب والتحق بسفينة النجاة ليعرف خطورة ذلك الداء الذي يسعى للفتك بالأُمَّــة وجعلها صريعة تعاني وتتجرع الويل، اغتيال العديد من القيادات الحُرة من مختلف بلدان المحور على يد العدوّ الإسرائيلي والأمريكي له دلالات عديدة أهمها: أن ذلك القيادي قد أثقل كاهلهم وأذاقهم الويل وسعى جاهدًا في أمته بأن تعرف خطورة الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية وأنها العدوّ الأكبر ووجب على الجميع إشارة بوصلة العداء عليهم ومحاربتهم وقلع جذورهم من الأراضي العربية ونفيهم لبعيد، وبأننا نستطيع محاربتهم وبأن قواتهم تلك ومعداتهم واهنة أمام جبروت وعظمة الله.
اغتيال سماحة الأمين حسن نصر الله، في الضاحية الجنوبية للبنان كان بمثابة نصر له واعتزاز بأنه نال ما كان يرتجيه من الله مُنذ زمن انطلاقته، فهو يعلم بأن الشهادة منحة إلهية لكُل من جاهد في الله حق الجهاد، وأمثاله كثير كالسيد حسين بن البدر والسيد عباس الموسوي وعماد مغنية والسيد قاسم سليماني وغيرهم من السابقون في الجهاد.
اغتِيل السيد حسن بعد أن أكّـد بأن الشمال لن يدخلها الإسرائيليون ولن يأمنوا فيها وبأنها نار عليهم، وعليهم أن يعيشوا كما يعيش الشعب الفلسطيني في حرب وصراع نفسي، وما الفرق بينها سوى أن الشعب الفلسطيني حُر بحرية أرضه وبينما الغاصب ذليل بذلته، قالها الأمين في خطابه الأخير: بأن الدخول أبعد عليهم من عين الشمس، وبرغم تهديد الإسرائيلي الواضح لحزب الله أن ذاك بعد معركته السيبرانية الأولى يوم الثلاثاء، وما يليها في اليوم الثاني يوم الأربعاء بتفجير بياجر وجرح واستشهاد العديد من الأنفس البشرية سواءٌ أكانوا مجاهدين أَو مواطنين عزل، تحدث السيد الشهيد بأن “إسرائيل” لا تستهدف حزب الله فقط وإنما خططت لقتل خمسة آلاف لبناني في العمليتين، وارتكاب أكبر المجازر بحق الشعب اللبناني، لم يكتف العدوّ بالمعركة السيبرانية، ولا باغتيال القياديين للحزب آملين انهزامه، لكن آمالهم انقلبت عليهم بصواريخ وهجمات متتالية من حزب الله؛ مساندة بصاروخ فرط صوتي من اليمن أصاب مطار يافا بعد وصول النتن ياهو للمطار وأكّـدت “إسرائيل” أن ذلك اختراقاً أمنياً خطيراً يهدّد أمن الكيان.
بعد الرد على الاعتداء الإسرائيلي على لبنان من قِبل سوريا والعراق واليمن وقبل أن تقرّر جمهورية إيران إطلاق الـ2٠٠ صاروخ على الكيان قرّر وزير الحرب الإسرائيلي إعلان حرب برية والتوغل في الأراضي اللبنانية والدخول إليها؛ لإخماد انتصارات أيار للعام ألفين وستة بعد خروجهم مدحورين مذلولين وإعادة السيطرة عليها، كان حزب الله لهم بالمرصاد وتم زراعة ألغام محكمة فباءت هجماتهم البرية بالفشل كبقية محاولاتهم لإخضاع حزب الله، جاء الرد الإيراني حينها لتكتمل آيات النصر المحورية وتعيش “إسرائيل” حقيقة البنيان المرصوص وأن دماء قادتنا ليست سوى وقود لثوراتنا العظيمة.
استشهد الحسين بن بدر الدين آملين من مسيرة القرآن أن تُخمد وتنطفئ فوهب الله اليمن عبد الملك، أعز اليمن وشعبه وطرد الوصاية الأمريكية، كذلك في حزب الله هيأ الله السيد حسن نصر الله، بعد استشهاد السيد عباس الموسوي ليكمل مسيرته، ثلاثين سنة والحزب يحقّق انتصارات عظيمة بقيادة نصر الله، ولا ننسى دماء قاسم سليماني التي كان مقابلها انتصارات عظيمة، وعلى العدوّ أن يعلم بأن دماء القادة وقود ثورية تزيد الأحرار عزمًا وإصراراً على الجهاد في سبيل الله وإكمال مسيرة قادتهم التي سقت شجرة العزة والإباء دمائهم الطاهرة، لن نبكي على قادتنا ولن نحزن لا والله، بل سنجعل العدوّ يبكي ندمًا وألمًا فنحن قوم قادتنا شهداء ورجالنا شهداء وأطفالنا ليسوا إلا مشاريع جهاد يتلوها نبأ استشهاد فهنيئاً لمحورنا رقي قياداته للملكوت الأعلى.