للمقاومة رحمٌ لا يلدُ إلا قادةً
صفاء العوامي
حزب الله مؤسّسة منتظمة تأسَّس منذ ما يقارب الأربعين عامًا، هو ليس وليد اللحظة أَو حديث العهد، له مؤسّساته وبنيته واستراتيجياته المختلفة وله خططه البديلة، وخلفاء القادة الشهداء موجودون قبل استشهاد قادتهم، ففي مسيرة هذا الحزب الجهادية فقد الكثير من القادة، وهذا ليس غريباً أَو غير متوقع؛ فهذهِ هي الحرب وكلما ارتقى قائدًا شهيداً خلفّه آلاف من القادة العُظماء؛ فعندما أقدم العدوّ الصهيوني على اغتيال الأمين العام السابق لحزب الله السيد عباس موسوي، خلفه السيد الشهيد حسن نصر الله، الذي أذاقهم وجرعهم كُـلّ أنواع العذاب حتى تمنوا بأنهم لم يقدموا على اغتيال الشهيد عباس موسوي.
وعندما استشهد القائد القرآني السيد حسين بن بدر الدين الحوثي، أعلن العدوّ انتصاره، وظن خائباً بأن المشروع القرآني في اليمن قد أندثر، والخطر الذي تخشاه “إسرائيل” من جهة اليمن قد زال.
فبرز لهم أخوه وسنده وعضده السيد عبدالملك الحوثي، ليخوض أكبر المعارك بإيمان وإرادَة وصمود لا نظير له إلى أن دوت الصرخات الغاضبة على العدوّ كُـلّ أرجاء المعمورة.
وكما نلحظ أن فترة النشوة بالانتصار التي عاشها العدوّ الغاصب في الأيّام القليلة الماضية، جعلت نتنياهو يعيش أحلام وهمه بأنه في الفترة القادمة سيتحول الشرق الأوسط تحولاً تاريخيًّا، للكيان الغاصب اليد الطُّولى فيه.
لكنه انصدم بواقع مرير بدد كُـلّ أحلامه، فرجال المقاومة لا يسقطون بارتقاء قياديّ عظيم وأن كان من أعظم القادة، وهذا ما أثبته الميدان وستثبته الأيّام المقبلة.
فثبات المجاهدين في جميع جبهات الإسناد وجبهة المواجهة الرئيسية في غزة والضفة ورفح بعد عام من العدوان وتقديمهم عمليات نوعيه موثقة تعرض على الشاشات.
والعمليات النوعية لجبهة اليمن والعراق التي لا تنفك وهي تضرب عمق الكيان الغاصب وتقطع دابر السفن المقبلة إلى مينائه.
وكذلك عملية الوعد الصادق ٢ الذي شنتها جبهة المقاومة الإيرانية، كُـلّ هذه العمليات التي تأتي في إطار هدف واحد، نكست رأس العدوّ وكسرة هيبته.
وأثبتت للعالم بأن محور المقاومة محور موحد في المبدأ والعمل والغاية والهدف.
وكذلك ما سيأتي في المستقبل القريب من المفاجآت المختلفة من محور المقاومة سيدهش العدوّ وسيحول المعادلة ويقلب الطاولة عليه حتى تندم حكومة نتنياهو على ما أقدمت عليه من جرائم مختلفة في حق محور المقاومة وتجرؤهم على قادته.
فمحور المقاومة ولاد ولن ينطفئ نوره، ولن تسقط رايتهُ.
أبناء أمتنا في الدفاع عن إخوانهم، ونصرتهم، ربما كنتم بالأمس تعتقدون أنكم قد كسرتم شوكة المقاومة باغتيال سيد المقاومة، أما اتخذتم العبرة مما سبق، أما علمتم أن القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة، وإن كنا أفرادًا أم قادة كلنا مشروع شهادة.