حزبُ الله يفعِّــلُ معادلةَ “حيفا مقابل الضاحية الجنوبية لبيروت”

المسيرة | متابعات

تواصلُ المقاومةُ الإسلامية في لبنانَ عملياتِها الجهاديةَ؛ دعمًا للشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزة؛ وإسنادًا لمقاومته الباسلة؛ ودفاعًا عن لبنان وشعبه؛ وردًّا على الاستباحة الهمجية الإسرائيلية للمدن والقرى والمدنيين.

في التفاصيل؛ قصفت المقاومة الإسلامية، الاثنين، مجموعة من “الكريات” شمالي مدينة “حيفا” بصليةٍ صاروخيةٍ كبيرة، كما قصفت مستعمرة “كرمئيل”، وتجمعًا لآليات وأفراد قوات العدوّ الإسرائيلي خلف موقع “جل العلام” بصلية صاروخية.

واستهدف مجاهدو حزب الله صباح الاثنين، مستعمرة “كفر فراديم”، وتجمعًا آخر في حديقة “مارون الراس”، وتجمعًا ثالثًا خلف بوابة “بلدة رميش” بِصلية صاروخية وحقّقوا فيه إصابة مباشرة، وعصرًا استهدفوا تجمعًا رابعًا لِقوات العدوّ الإسرائيلي على مرتفع “القلع” في بلدة “بليدا” بِرشقةٍ صاروخية وقذائف المدفعية.

 

حزب الله في الذكرى الأولى للطوفان: ولّى زمن الهزائم وجاء نصرُ الله

في الإطار؛ قال حزب الله: “ومع مرور عامٍ كامل على عملية (طُـوفَان الأقصى) البطولية، سيكون لهذه العملية آثار تاريخية ونتائج استراتيجية على مجمل الأوضاع في المنطقة إلى أن يتحقّق العدل بزوال ‏الاحتلال، وينال الشعب الفلسطيني حقّه المشروع في أرضه الحرة الكاملة من البحر إلى النهر”.

وشدّد حزبُ الله في البيان على أنهُ “ورغم من وحشية الاحتلال وعدوانه والذي أَدَّى إلى استشهاد عشرات الآلاف من الفلسطينيين وتدمير قطاع ‏غزة بوحشية لا سابق لها، فَــإنَّ هذا الكيان الظالم المعتدي أثبت أنه كيان هشٌّ لا قدرة له على البقاء والاستمرار لولا ‏الدعم الأمريكي”.

وقال البيان: “لا مكانَ لهذا الكيان الصهيوني المؤقت في منطقتنا وفي نسيجنا الاجتماعي والثقافي والإنساني، كان وسيبقى غدة ‏سرطانية عدوانية قاتلة لا بد من إزالتها وإن طال الزمن”.

وَأَضَـافَ، أن “الولايات المتحدة الأمريكية ومن معها من حلفائها وأدواتها في العالم وفي المنطقة هم شركاءُ هذا الاحتلال في ‏عدوانه وفي جرائمه ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني وضد شعوب المنطقة وتتحمّل المسؤولية الكاملة عن القتل ‏والإجرام والظلم والمآسي الإنسانية المفجعة”.

وأكّـد حزب الله أن “قرار فتح جبهة الإسناد في الثامن من أُكتوبر.. هو قرار إلى ‏جانب الحق والعدل والإنسانية التامة وفي نفس الوقت هو قرار بالدفاع عن لبنان وشعبه دفعت فيه مقاومتنا وشعبنا أثمانًا ‏باهظة ومكلفة في بنيتها القيادية وفي بنيتها العسكرية والمادية.. غير أننا واثقون إن شاء الله، أننا ‏نرى اليسر بعد العسر والفرج بعد الشدة، فقد ولّى زمن الهزائم وجاء نصر الله”.

 

المقاومة الإسلامية تُدخِلُ حيفا وطبريا في دائرة النار:

وفجر الاثنين، وجَّهت المقاومة الإسلامية في لبنان ضربةً صاروخيةً تجاه منطقة حيفا المحتلّة، شمالي فلسطين المحتلّة؛ دعمًا لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسنادًا لمقاومته الباسلة ‌‏‌‏‌والشريفة، ودفاعًا عن ‏لبنان وشعبه.

وأعلنت المقاومة الإسلامية أنه وفي إطار سلسلة عمليات “خيبر” وردًا على استهداف المدنيين والمجازر التي يرتكبها العدوّ الصهيوني، أنها نفّذت مساء الأحد، عملية إطلاق صلية من صواريخ “فادي 1″، على قاعدة الكرمل جنوب “حيفا”.

وأكّـدت المقاومة أنها ستبقى جاهزة للدفاع عن لبنان وشعبه ولن تتوانى عن القيام بواجبها لردع العدوّ عن غطرسته وعدوانه، وأعلن حزب الله، الأحد، عن تنفيذ 18 عملية عسكرية ضد مواقع وقواعد وانتشار جيش الاحتلال الصهيوني ومستوطنات في شمال فلسطين المحتلّة.

مراقبون رأوا أن قصف المقاومة “حيفا”، ووضعتها بميزان الضاحية الجنوبية لبيروت، وبدأت باستهداف المدنيين في المستعمرات المنتشرة على طول العمق من حدود لبنان وحتى “تل أبيب” على عمق 150 كلم؛ كي تقول للكيان: إن “استهداف المدنيين سيقابله استهداف للمدنيين” لكنها قصفت مواقع عسكرية داخل مدينة حيفا.

وهنا، وبحسب المراقبين تكمن أهميّة العملية حتى تكون رادعة لـ “إسرائيل” كي تتوقف عن التدمير الممنهج لأحياء “الضاحية والبقاع وبعلبك الهرمل والجنوب”، حَيثُ بدا واضحًا أنها تتعمد ضرب البنى التحتية لتجعل هذه المناطق غير قابلة للحياة.

واختيار المقاومة “حيفا” وليس “تل أبيب” يأتي في سياق عدم منح “إسرائيل” حجّـةً بإكمال قصف واستهداف ما يُعرف ببيروت الغربية أَو قلب العاصمة اللبنانية؛ لأَنَّ الكيان الإسرائيلي لا يفهم إلا بالقوة ومنطق العين بالعين والسن بالسن؛ ما يستوجب رَدًّا بالمثل لردعه، بتثبيت هذه المعادلة، وفقًا لخبراءَ عسكريين.

 

رغم تكتمه الشديد.. العدوّ يعترف بمصرع اثنين من جنوده:

اعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي بمصرع جنديين في اشتباكات مع حزب الله، في حين أعلن حزب الله أنه قصف حيفا للمرة الثانية خلال الاثنين، وقال: إن “جندي احتياط قُتل في اشتباك مع عناصر حزب الله على الحدود اللبنانية”.

وأعلن في وقتٍ سابق “مقتلَ جندي وإصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة في المعارك الدائرة مع حزب الله على الحدود مع لبنان”.

ووفق مراقبين، تتكتم “إسرائيل” على الخسائر البشرية والمادية جراءَ المواجهات العسكرية مع حزب الله ومعاركها البرية في قطاع غزة، وتمنعُ التصوير وتداول الصور ومقاطع الفيديو، وتحذر من الإدلاء بأي معلومات لوسائل إعلامية في هذا الشأن، إلا من خلال جهات إعلامية تخضعُ لرقابتها المشدّدة.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com