مفآجاتُ حزب الله لم تبدأْ بعدُ
عبدُالحميد الغُرباني
تحتَ طوقِ صدمة ما أبداه حزبِ الله من جُهُوزيةٍ قتاليةٍ يُرَاوِحُ العدوّ.. تكسَّرت غطرسةُ الصهاينة مع منطقة عمليات مرنة للمقاومة وحقلِ رماية يتمدَّدُ وينكمِشُ حسب ما يُرادُ تحقيقُه من أهداف وتثبيته من إنجازاتِ عامٍ من الإسناد لغزة.
عامٍ لم تسلَّحْ عملياتُه في الأغلبِ بأدق الصواريخ في ترسانة المقاومة، وهذه ورقةٌ واحدةٌ من أوراقِ لبنانَ في المواجهة الراهنة..
سبَقَ وعَبَّرَ العدوُّ عن مخاوفِه من المعارِكِ المتلاحمة مع حزب الله، من خلال هواجِسِ ما تُخَبِّئُه شبكةُ أنفاق حزب الله ونشر القوات المحدود على الشريط الحدودي وصوبَ مواقِعَ يعتبرُها حزبُ الله ساقِطَةً عسكريًّا؛ ما يعني أن المقاوَمةَ تَجُــرُّ العدوَّ إلى كمائنَ مُميتةٍ سبق وأعدَّتِ الأرضَ لتنفيذِها وهي تنتظِرُ الزَّمَانَ المناسِبَ لمُباغَتَةِ العدوِّ والتنكيلِ به..
في المقابل ثمة من يرى أن العدوّ الإسرائيلي لن يترك حزب الله يحتفظُ بأحد أهم أدوات الانقضاض على جنوده وضباطه، وأن قدرات جيش العدوّ الاستخباراتية ستطاوِلُ نظامَ الأنفاق بشبكته الواسعة، مع توظيف قوة نيران هائلة ضد البلدات المحيطة بمنطقة الحدود؛ بهَدفِ سقفه الأدنى هو فرضُ تراجُعِ مجاهدي المقاومة إلى شمال نهر الليطاني..
ضمن هذه المساحةِ، تدورُ تساؤلاتٌ كثيرةٌ، أهمُّها أَيُّ ثمنٍ سيدفعُه العدوُّ؟ ثم كيف سيؤمِّنُ احتلالَ مساحةٍ من القرى الجنوبية اللبنانية؟
هذا هو المحدّدُ الرئيسي لــ إذا ما كان العدوانُ البري سيؤدِّي لفائدةٍ استراتيجيةٍ لكيان العدو؟ أي أن احتمالَ تحقيق أي اختراقٍ يواجَه سؤالَ اليوم التالي؟ ما يعني أن العدوَّ سينتهي لنفسِ مَأزِقِه في قطاع غزة.
هذه حِسبةٌ تنحِّي جانبًا -وبقدر كبير- ما حضَّرته المقاومةُ من مفاجآتٍ للعدوِّ منذ نصر تموز في العام 2006م، إلى ذلك لا مفرَّ معَها للعدو عن الهزيمةِ والإخفاق..