أُكتوبر.. الشؤمُ الإسرائيلي
لؤي زيد بن علي الموشكي
منذ أن حدّد شهر أُكتوبر لتنفيذ العملية العظمى المباركة “طوفان الأقصى” حتى صار شهر أُكتوبر، بل كلمة أُكتوبر نفسها كلمة شؤم عند قيادة ما يُسمى بـ “إسرائيل” وما يُسمى بمستوطنيها، فعند سماع أُكتوبر يبادر لأذهانهم اقتراب مصداق وحتمية زوالهم مع كيانهم اللقيط، يشعرون بالخوف والرعب، تعود ذاكرتهم للسابع من أُكتوبر الذي هدم ودمّـر كُـلّ ما بنوه خلال سبعة عقود ونصف.
كل الظلم والقتل والاغتصاب والسجن واستباحة المقدسات الإسلامية وتدنيسها وهدم المساجد والمساكن فوق ساكِنيها والغطرسة والاستبداد والتكبر والمكر والخداع والتخطيط ورسم الأحلام بما يسمونه “إسرائيل” الكبرى، كُـلّ هذه الجرائم التي مارسوها منذ سبعة عقود ونصف ضد الشعب الفلسطيني لمحاولة فرض الأمر الواقع بتثبيت كيانهم تم هدمها بسويعات قليلة فقط!
يتساءل الصهاينة اليهود المغتصبون ما يسمون بالمستوطنين فيما بينهم:
مَا الذي جرى؟ مَا الذي حدث؟
هل هذا كابوس؟! هل نحن نائمون ونحلم؟!
أيقظونا من هذا الرُّعب والهلع وأخبرونا بأنهُ كابوس لعين!
مؤكَّـدٌ أن هذا حلمٌ وسنستيقظ منه، فنحن الجيش الذي لا يقهر كما كانوا يقولون لنا ويوهمونا!
نحن نملك أقوى الصواريخ والقنابل الفتاكة!
نحن نملك أكبر الطائرات في العالم وأسرعها!
نحن نملك أحدث الدبابات في العالم وأغلاها!
نحن حلفاء أمريكا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وكل الغرب خدام لنا! حتى أغلب الدول العربية مطبعين معنا وخدام لنا!
ألا نملك أقوى وأحدث المنظومات الدفاعية في العالم وأفضلها؟
ألم يكونوا يقولون إننا الدولة الوحيدة التي لا يمر بأجوائها حتى الطير؟!
حتى تأتي الحقيقة خلال عام لِتصفعهم بقتل المئات وجرح الآلاف وأسر العشرات منهم، وتدمير المئات من دبابات الميركافا، وقصف مطاراتهم وقواعدهم وموانئهم وشل كامل اقتصادهم، وتشريد وتهجير مئات الآلاف منهم من مغتصباتهم وجعلها عصفٍ مأكول، والدخول اليومي للملايين منهم بشكل مفاجئ إلى ملاجئهم الواهنة.
لم يكن الصهاينة قد استوعبوا ضربة ورعب أُكتوبر الفائت، لدرجة ما زال الكثير منهم إن لم يكن جميعهم منتظرين متى يستيقظون من هذا الكابوس حسب ظنهم والذي لم يستطيعوا تصديقه لاإراديًّا، حتى أتى أُكتوبر الحالي منذ بدايته بصفعةٍ إيرانية مدويةً بقصفٍ صاروخي فرط صوتي هائل لم يسبق لهُ مثيل في التاريخ؛ جعلتهم يتأكّـدون أنهم يحلمون وهم إيقاظ!
عاد إلى أذهانهم وشاهدوا أمامهم شريط استرجاع ضربة ورمية الله في السابع من أُكتوبر الفائت تتكرّر وتتجدد في الأول من أُكتوبر الحالي، ليصرخوا بصوت واحد: ألن يدعنا؟ أين نذهب من أُكتوبر؟.