الـسابع من أُكتوبر ثورة النصر الأكبر
خديجة المرّي
ثورةٌ كُبرى، كانت للعدو الصهيوني هزيمةً نكراء، وصفعةً أقوى، هُزم فيها الكيان، وتخبط وضاع، ولاقى الخزي والمذلة والهوان، حُطمت أحلامه، وتلاشت قواه، بعملية «طُوفان الأقصى» التي هي من مؤشرات اقتراب الفرج الإلهي بإذن الله تعالى.
قال تعالى: {فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ} أخذهم طُوفانٌ ساحق، كان لهم خانق، ولِبعضهم غارق، وباطلهم بِكله زاهق، طُوفانٌ ضرب الأعماق، لم يُفرق بين الصهاينة على الإطلاق، موثقًا في الكاميرات، أصابهم منه القهر والإرهاق، والمقاومة في ثباتٍ لن تنساق، وصهاينة العرب لا ضمير فيهم انساق؛ فكُلٌّ نحو الصهاينة خُدامٌ في الأبواق، وأغاظ هذا المشهد العدوّ الصهيوني وحنق منه وضاق.
إن الـسابع من أُكتوبر هو ثورة النصر الأكبر، فقد قلب الموازين، وكسر شوكة الظالمين، وأسقط كُـلّ أقنعة المُطبعين، ودعس أُنوف المُتجبرين، وحطم شوكة اليهود الماكرين، وأرعب كُـلّ المُرجفين، وأدخل السكينة في قلوب المؤمنين، مُفاجئًا العالم بأسره بهذا الإنجاز العظيم، قاصمًا ظهر العدوّ في كُـلّ وقتٍ وحين.
حظي هذا الطُّوفان بتأييد من دول محور المقاومة، وشعوب وأحرار الأُمَّــة الشُرفاء، حَيثُ كان لليمن النصيب الأكبر من الدعم والإسناد المُستمرّ، بالإضافة إلى خروجه المتواصل في كُـلّ أسبوع، لم يتوانَ أَو يتخاذل رغم ظروفه الصعبة، وأوضاعه الحرجة.
لقد أراد العدوّ أن يهزم المُقاومة ويحقّق انتصاره، ولكن الأحرار فجّروا طوفانهم، واحتفظوا بكامل قوتهم، وتحدوا العدوّ الصهيوني بالرغم من تصاعد قواته وعتاده، ناهيك عن حصاره المُطبق من كُـلّ اتّجاه على القطاع، ودور بعض أنظمة النفاق الغربي في تخاذلها وطعنها للمقاومة في خلفها، ولكن العدوّ لم يُحقّق أي هدفٍ من أهدافه المزعومة.
إن إنجاز العدوّ الذي يَدَّعي بأنه قد تمكّن من تحقيقه يتمثل في استمراره في بغيه وإجرامه، وقتله المُتعمد للأبرياء بدون رحمة ولا إنسانية، وقصفه العشوائي على كُـلّ البُنية التحتية، وحصدهُ للأرواح البريئة، ولكن المقاومة رغم هذا كله قاومت بعزيمة صلبة، ورفضت الانكسار، وواجهت بصمودٍ وثبات، وطورت قدراتها في أحلك الأوقات، ووجهت ضرباتها الموجعة للكيان المغتصب، بضرباتها الصاروخية وقدرتها الفائقة، وكبدت عدوها الخسائر الفادحة.
وها هو عامٌ مرّ على الشعب الفلسطيني وثورة الخالدة مُستمرّة ولن تتوقف إلا بهزيمة الكيان الصهيوني من الوجود، عامٌ بأحداثه التاريخية لن يُنسى، عامٌ من الصبر العظيم، لم يهن الشعب الفلسطيني بل ازداد من عنفوانه وبأسه الشديد، عامٌ من الصمود الأُسطوري الكبير، صمد فيه الغزاويون صمودًا أُسطورياً مُنقطع النظير، عامٌ من الإنجازات العظيمة كسرت هيبة “إسرائيل” اللعينة، عامٌ من التحديات الكبيرة أضعفت كيان الصهاينة، عامٌ من التضحية والفداء، وتقديم قوافل من الشُهداء العُظماء على طريق القدس والأقصى، عامٌ من الثبات والعطاء الذي أغاظ كُـلّ الأعداء، عامٌ من تطور القُدرات، وتصاعُد العمليات، وتفجير الدبات والبارجات، ووصول الطائرات المُسيّرة إلى تل أبيب وإيلات، عامٌ من الإرادَة الصلبة، التي أرعبت القِوى المحتلّة، عامٌ زُفت فيه البِشارات، وحقّقت فيه الانتصارات، وأتت فيه الفتوحات.
عامٌ جُسّدَت فيه المقاومة جِهادها وكفاحها، وأثبتت قدرتها في مواجهة أعدائها.
وسيبقى الـ7 من أُكتوبر يوماً مشهودًا محفورًا في حنايا الذاكرة ولن يُنسى، فهو يومٌ من أَيَّـام الله، وسَيزول هذا الكيان المُغتصب ونهايته عمّا قريب، وسيأتي وعد الآخرة ليهدم ويجرف كُـلّ عروش الصهاينة (فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخرة لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْـمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أول مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا).