أُولئكَ هم المفلحون
فاطمة عبدالإله الشامي
في ظل التوترات المُستمرّة في منطقة الشرق الأوسط، يظهر محور المقاومة كقوة بارزة تقف في وجه الاحتلال الإسرائيلي. يتكون هذا المحور من دول مثل إيران وسوريا وحزب الله، إضافة إلى حركات المقاومة الفلسطينية مثل حماس والجهاد الإسلامي. ورغم الدعم الأمريكي الواسع لـ “إسرائيل”، إلا أن محور المقاومة أثبت قدرته على الصمود والتكيف مع التحديات المختلفة؛ مما يثير تساؤلات حول فعالية السياسة الأمريكية في المنطقة.
هناك عدة عوامل تساهم في عجز أمريكا عن ردع هذا المحور. في البداية، يمكننا أن نلاحظ أن التحالفات الإقليمية التي تتشكل بين قوى المقاومة لها دور كبير في تعزيز موقفها. استطاعت هذه القوى بناء شبكة من التعاون الوثيق في مجالات متنوعة، بما في ذلك الاستخبارات والتسليح، مما ساعدها على مواجهة التهديدات بشكل أكثر فعالية. هذا التعاون يعكس وحدة الهدف والرؤية بين هذه القوى، مما يجعل من الصعب على الولايات المتحدة تقويض قدراتها.
من جهة أُخرى، يتمتع محور المقاومة بدعم شعبي كبير في العالم العربي. الكثير من الناس يعتبرون ما تقوم به قوى المقاومة دفاعًا مشروعًا عن حقوق الفلسطينيين. هذا الشعور بالشرعية يعزز من موقف محور المقاومة ويجعله أكثر قدرة على الاستمرار في نضاله ضد الاحتلال الإسرائيلي.
كما أن الإخفاقات العسكرية التي شهدتها الولايات المتحدة في المنطقة تسهم أَيْـضًا في تعزيز هذا العجز. بعد تجارب مريرة في العراق وأفغانستان، بدأت الولايات المتحدة تدرك أن تدخلاتها العسكرية لا تؤدي دائمًا إلى النتائج المرجوة؛ بل في العديد من الحالات، أَدَّت هذه التدخلات إلى تفاقم الأوضاع وزيادة التوترات. هذه الإخفاقات منحت محور المقاومة فرصة لتعزيز موقفه وزيادة شعبيته.
أما بالنسبة لقادة محور المقاومة، فقد أظهروا ثباتًا كَبيرًا في مواقفهم تجاه الصراع مع “إسرائيل”. هؤلاء القادة لا يتزعزعون عن موقفهم رغم التحديات والضغوط. إيمانهم العميق بأن قضيتهم عادلة، ودعوتهم المُستمرّة لحقوق الفلسطينيين، يعزز من عزمهم على مواصلة الجهاد.
إن هذا الإيمان بمشروعية قضيتهم يجعلهم أكثر قوة وثباتًا في مواجهة التحديات.
تتبع قوى المقاومة استراتيجيات متعددة، فهي لا تقتصر على القتال العسكري فقط، بل تشمل أَيْـضًا العمل السياسي والدبلوماسي. هذا التنوع في الاستراتيجيات يجعلها قادرة على التكيف مع الظروف المتغيرة، وليست محصورة في خيار واحد. وفي الوقت نفسه، استطاعت هذه القوى تطوير أسلحة ووسائل جديدة لمواجهة التحديات؛ مما يعكس قدرتها على الابتكار والتكيف مع متطلبات المعركة.
ختامًا، يبدو أن عجز أمريكا عن ردع محور المقاومة هو نتيجة لتفاعل معقد من العوامل المحلية والإقليمية والدولية. ومع استمرار قادة المحور في ثباتهم وإيمانهم بالقضية الفلسطينية، فَــإنَّ المقاومة لن تتوقف في مواجهة الاحتلال. إن مستقبل الصراع يحمل في طياته الكثير من المفاجآت، ولكن ما هو مؤكّـد أن محور المقاومة سيظل متماسكًا ومصممًا على مواصلة كفاحه ضد الاحتلال الإسرائيلي وضد أية اعتداءات.