أكــتــ7ـــوبــر.. طوفانُ المـلـحمــة التاريخيـة
مُـشـيــرة المحاقــري
قبل عامٍ فقط كان يومًا لا يستحق أن يُدعى إلا بيومِ القيامة لليهود؛ كان طوفانًا جرفهم وكسر كيانهم وأضحى بهم بالرعب يتخبطون، يومًا كان الشفاء من الله لصدور المؤمنين، وكان الفرحة التي رفرفت في قلوب المظلومين، كان الفاصل وكان الطوفان الحاسم لكل ذلك الإجرام الصهيوني المرتكب بحق شعب فلسطين المظلوم، كان هو وعد المقاومة الفلسطينية وجميع الفصائل الجهادية، كان هو الإعداد والتخطيط الذي كان على أيدي المجاهدين والقادة الأحرار في فلسطين الأبية.
وحينما أوشك رؤساء وقادة العرب على نسيان القضية الفلسطينية وتوجّـهوا للتطبيع والقبول باليهود الصهاينة كـدولة إسرائيلية في المنطقة وبدأوا بتوليهم واحدًا تلو الآخر، أتـى إعصار الطوفان ليعصف بكل من خان وفكر بنسيان القضية، أتى لينسف اليهود ويُذكِر الأذلاء الذين فكروا بالقبول بهم بأنهم على زوال ولا وجود لهم في أرض الأنبياء، أتى على أيدي فلسطينية طالما تلطخت بالدماء دفاعًا عن سيادتها وكرامتها، أتى (طُـوفَان الأقصى) ليصفع “إسرائيل” أقوى صفعة تتلقاها منذ وجودها الغاصب على أرض فلسطين، أتى الطوفان وانهالت عليهم الصواريخ من سجيل في البر والبحر والجو لتقول حان وقت زوالكم يا مجرمون.
كان هو المفاجأة التي انبهر بها الصديق قبل العدوّ، كان فعلًا انتصارًا يتخلد بهِ التاريخ على مر العصور فقد كشف مدى ذل وانحطاط اليهود ومدى ضعفهم وسرعة انهزامهم، فـساعاتٍ قليلة لم تطل حتى جثوا على الأرض منهزمين، الذل والاستسلام مختومًا على جبينهم.
فبعد أن تلقت “إسرائيل” هذه الصفعة التي أفقدتها كُـلّ حواسها أسرعت للاستنجاد بأمريكا وطلب العون منها فـ “إسرائيل” التي دائمًا تُعرِّف بنفسها أنها الغنية بالأسلحة والمعدات الحربية الضخمة ومستعدة ومتأهبة لأية مواجهة؛ فَبطوفانٍ واحد من الفصائل الفلسطينية على أيدي المجاهدين الأحرار أسرعت لطلب العون والمساندة قائلة: (لا أستطيع المواجهة بمفردي)!.
ولكن وبالرغم من وقوف الدول المتملكة لأضخم المعدات الحربية والتطورات العسكرية والطائرات والصواريخ الضخمة وما إلى ذلك مع “إسرائيل”، وبالرغم من أبشع الجرائم التي ارتكبتها عَقبَ قيامة (طُـوفَان الأقصى) وترتكبها إلى اليوم بحق شعب فلسطين عامة وشعب غزة خَاصَّة، لا زالت فصائل (طُـوفَان الأقصى) والمقاومة الفلسطينية لهم بالمرصاد إلى يومنا هذا، ما زالت تنكل بهم وتلحق بهم الهزائم والخسائر الكبيرة والعظيمة، ما زالت آيات الله تتجلى على أيديهم المباركة؛ ليوحي بذلك الصمود والثبات العظيم أن عملية (طُـوفَان الأقصى) العظيمة لم تقم ليوم واحد فقط، بل تم إعدادها وتجهيزها لـحربٍ طويلة المدى سيكون إنجازها الحتمي نهايةً لـ “إسرائيل” ومحوها من الوجود بإذن الله تعالى.