واقعُ الأُمَّــة وموجباتُ النصر الإلهي
د. شعفل علي عمير
إن حكمة الله في عونه للمسلمين هو أن يكونوا متحدين موحدين عندئذ ستكون كُـلّ قوانين الأرض بتسخير من الله تخدمهم، وحتى لا نحظى بهذا العون الإلهي فَــإنَّ الأعداء يعملون دائماً على تمزيق المسلمين من خلال زرع بذور الخلافات بينهم بشتى الطرق يعملون على إذكاء روح الطائفية والمذهبية متخذين من مبدأهم الخبيث “فَــرِّقْ تَسُدْ” منهاجًا يسيرون عليه مسخرين كُـلّ وسائلهم الإعلامية لإشعال روح العداوة بين المسلمين؛ لأَنَّ التفرقةَ بين المسلمين السبيلُ الوحيدُ إلى هزيمتهم.
ولأن عوامل الوحدة الإسلامية ما تؤرق أعداء الإسلام؛ فقد عزفوا كَثيراً على وتر المذهبية؛ لإيجاد ثغرة تمكّنهم من تحقيق خططهم وَساعدتهم الكيانات التي غرسوها في جسد الأُمَّــة الإسلامية وَكان لها الدور الفاعل في مساعدة أعداء الله في تحقيق أهدافهم الشيطانية، والشواهد على دور تلك الكيانات ماثلٌ للعيان؛ فحين نكتشف بأن قنوات عربية وكيانات وشخصيات جندت نفسها لخدمة الكيان الصهيوني والأمريكي بالشكل الذي لم يكن يتوقعه الأمريكي نفسُه، إلى الحد الذي وصل الدورُ الوظيفي لهذه الكيانات الرسمية والشخصيات من مثقفين وعلماء دين بأن يتشفوا بإخوانهم المسلمين الذين يُقتَّلون يوميًّا على يد أعداء الله، يشمتون وهم يرون أشلاء الأطفال والنساء والشيوخ في غزة وغيرها متناثرة، يفرحون وهم يشاهدون على شاشة التلفاز أبناء جلدتهم يتضورون جوعًا جرّاء الحصار الخانق رغم قدرتهم على رفع جزء من الظلم الواقع عليهم بجزء مما أنعم الله عليهم ولكن غلب عليهم حقدُهم وجهلُهم فأصبحت أولوياتهم محاربة من يخالفونهم في الانتماء المذهبي كطرق للعبادة لا من يخالفونهم في الدين كنهج وديانة ورسول وكتاب منزل من الله سبحانه.
لم تجمعهم بخصومهم من المسلمين واحديةَ الدين والقرآن والرسول بينما وحّدتهم مع أعداء المسلمين الكراهية المشتركة فأصبح غيرهم من المسلمين هو العدوّ المشترك الذي وحّد هؤلاء المنحرفين مع الصهاينة فجاز لنا أن نسميهم صهاينة العرب.
وما هم عليه من خِذلان يتناقض تماماً مع أوامر الله وهديه الذي قال في كتابه الكريم: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ} أوضح لنا الله من هم أعداؤنا ومن يجب أن نعادي.
كما ذكر سبحانه ضرورة أن يتوحد المسلمين في قوله تعالى: {واعْتَصِمُوا بِحَبْلِ الله جميعاً وَلَا تَفَرَّقُوا…} فيما واقع بعض المسلمين عكس ما أمرنا الله به؛ فحكمة الله تستوجب أن يتوحَّدَ المسلمون؛ فهذا شرطٌ ضروريٌّ لعون الله ونصره وتأييده.