ثورة 14 أُكتوبر.. وإطفاء شمس الاحتلال وعملائه
محمد صالح حاتم
ثورة 14 أُكتوبر تعبر عن تحولات هامة في تاريخ الشعب اليمني، تظهر قوة الإرادَة والتضحية للشعب اليمني لنيل الحرية الكرامة، ورفض الخضوع والارتهان والاحتلال؛ فبعد 129عاماً من الاحتلال البريطاني لجنوب اليمن، والتي كانت تعتقد أن عدن لن تغيب عنها شمس الامبراطورية البريطانية.
ولكن ثورة 14 أُكتوبر 1963م التي انطلقت شرارتها من جبال ردفان الشماء بقيادة المناضل راجح بن غالب لبوزة، ومعه الأبطال والثوار الشجعان من معظم المحافظات اليمنية شمالًا وجنوبًا، فالدم اليمني جسد الوحدة اليمنية في ثورة أُكتوبر.
ثورة حطّمت الحلم البريطاني، وكسرت التاج الملكي، وساهمت في إطفاء شمس الإمبراطورية البريطانية، ورسمت طريق الحرية، ومهّدت الطريق لإعادة الوحدة اليمنية.
اليوم وبعد مرور 62 عامًا من عمر ثورة 14 أُكتوبر، يسعى بعض العملاء والمنافقين أن يعيدوا الاحتلال الأجنبي إلى عدن من جديد، متمثلا في أذنابها السعوديّة والإمارات، ويعمل على تمزيق الصف الوطني، والنسيج الاجتماعي اليمني، وتنفيذ مخطّطات بريطانيا ومشاريعها في المحافظات الجنوبية التي نفذتها خلال القرن الماضي مثل المشيخات والسلطنات، واليوم ينفذ تحت مسمى الحكم المحلي كامل الصلاحية، والأقلمة، وتشكيل مليشيات مسلحة «الأحزمة الأمنية- وقوات النخب» وكلها تخدم المشروعَ الأمريكي البريطاني.
إن ثورة أُكتوبر الخالدة، ستظل شعلتها متوهجة، ولن تنطفئ، وإن أذناب وأدوات المحتلّ البريطاني لن تتحقّق أهدافهم، وَسيحرقون بنارها، وإن اليمن اليوم بعد عشر سنوات من العدوان السعوصهيوأمريكي، أصبح رقمًا صعبًا ولاعبًا أَسَاسيًّا في المنطقة، ويمتلك قوة عسكرية ضاربة، ويواجه بها أقوى الجيوش العالمية ويقصف بها المدن المحتلّة في فلسطين.
وإن أهداف ثورة 14 أُكتوبر باتت اليوم حقيقة واقعية ومنها تحرير باب المندب والبحر الأحمر من التواجد الأمريكي الإسرائيلي.
بعد 61 عامًا من عمر ثورة 14 أُكتوبر هَـا هي اليمن تمضي في نيل الحرية الحقيقية، وتفرض سيطرتها على مياهها البحرية ومنها باب المندب والبحر الأحمر، وإن تحرير بقية المحافظات اليمنية الجنوبية التي تخضع لقوات تحالف العدوان السعوصهيوأمريكي آتٍ لا محالة.
وبعون الله، سيتم طرد الاحتلال الجديد، كما طردت الإمبراطورية البريطانية، مع استمرار الجهاد وَالعمل؛ مِن أجلِ تحقيق تطلعات الشعب، الذي يُعتبر ذكرى ثورة 14 أُكتوبر محطة للتأمل والعمل نحو المستقبل، والالتزام بقيم الوحدة اليمنية التي جسّدها دماء الشهداء في تلك اللحظات التاريخية الحاسمة.