عيدُ الثورة اليمنية 14 أُكتوبر: رمزيةٌ للنضال وتجديدٌ للعهد
يمن محمد
يحتفل الشعب اليمني في كُـلّ عام بعيد الثورة اليمنية 14 أُكتوبر، وهو اليوم الذي انطلقت فيه الثورة وبدأ الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني في منتصف القرن الماضي. يجسد هذا العيد قيم الكفاح والصمود، ويُعيد إلى الأذهان تاريخًا طويلًا من المقاومة والتضحية؛ مِن أجلِ التحرّر بعد أعوام من الظلم والاستعباد ونهب الثروات.
لقد أشعل رجال اليمن البواسل الشرارة في وجه المستعمر الذي عاث فسادًا في الأرض، وحين فقد الشعب القدرة على التحمل، انتفض من كُـلّ مكان في الأرض المحتلّة؛ حتى أفقد الاستعمار القدرة على مواجهة الثوار وأعلن نجاح الثورة والاستقلال بعد ثلاثة أعوام من النضال والمواجهة مع القوات العسكرية البريطانية المحتلّة.
واليوم، ومع احتفالاتنا بهذه الذكرى الوطنية، نجد أنفسنا أمام مشهد موازٍ يتجلى في الأحداث الجارية في فلسطين ولبنان. فلنتأمل الدروس والعبر: ماذا يصنع المحتلّ بالأوطان وكيف يتم التحرير، وبعد كم من الدماء والأرواح والجراح يتحرّر الوطن؟
إن من يقلل من أهميّة هذه المناسبة العظيمة، عليه أن يأخذ درسًا مما يجري اليوم، وليعلم أن المحتلّ لن يدخل بلداً إلا ويستعبد أهله وينهب خيراته ويقتل الأحرار والمبدعين والأبرياء من الشعب، ولن يتم التحرير إلا بعد جهود عظيمة واستبسال ونضال يترافق مع الألم وشهداء وجرحى، وكم من الأوجاع التي لا تعد ولا تحصى.
وفي النهاية، يأتي الانتصار كالشمس التي تنير ظلمة الليل، فتكون فرحة عظيمة لا حدود لها. فلم يتوقع أحد من الأحرار في ذلك الحين أن يأتي من الأجيال من يجهل ذَلك التاريخ.
اليوم، حَيثُ يواجه الشعب الفلسطيني واللبناني حربًا وجرائم كبرى جرّاء الاحتلال الإسرائيلي لوطنهم، وفي الوقت الذي انتفض فيه الشعب الفلسطيني معلناً الانفجار في وجه المحتلّ الغاصب المجرم، يجدد اليمنيون العهد والوفاء لإخوانهم المجاهدين في فلسطين ولبنان، بأننا نحن معهم مجاهدون ومناضلون بكل ما نملك من أسلحة الردع التي سنواجه بها العدوّ، بدءًا بقوة الإيمان بالله، ثم بصواريخنا وطائراتنا المسيرة وجنودنا وبكامل قوتنا جديدها وقديمها.
إن مسؤوليتنا هي مسؤوليتكم، وجميعنا في طريق واحدة نمضي نحو التحرير القريب بإذن الله، ولن ترهبنا أية قوة على هذه الأرض، ونحن الذين طهّرنا أرضنا ببندقيتنا من الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس، ولن ترهبنا اليوم غاراتهم وطائراتهم في الجو، ولن نتراجع عن موقفنا أجيالاً متعاقبة، مؤكّـدين أن الكرامة والحق لا ينتهي، بل يتجدد في كُـلّ الأوقات والأزمنة.
وهي رسالة أَيْـضاً لعملاء المحتلّين الجدد في جنوب الوطن، أن الأرض اليمنية طاهرة، وسوف تلفظهم خارجًا ولن يعودوا، وليتذكروا أن اليمن هي مقبرة الغزاة، وستبقى مقبرة الغزاة على مدى الزمن.