إحراقُ الخيام والثأرُ سيحرِقُ “إسرائيل”
فاطمة عبدالإله الشامي
إحراقُ الخيام النازحين بفلسطين جريمةٌ بشعةٌ تُضَافُ إلى السجلِّ الأسود للاحتلال الإسرائيلي.
حادثةٌ ليست مُجَـرّد فعل عابر، بل تجسد السياسات الإسرائيلية الممنهجة التي تهدف إلى تهجير الفلسطينيين وتدمير هُــوِيَّتهم الوطنية.
الخيام، التي تمثل ملاذًا للكثير من العائلات الفلسطينية، تحترق بشكل متعمد؛ مما يعكس مدى استهتار الاحتلال بحياة المواطنين وحقوقهم الإنسانية الأَسَاسية.
هذا الفعل يأتي وسط اعتداءات مُستمرّة على الشعب الفلسطيني، حَيثُ يتعرضون يوميًّا لهدم المنازل، الاستيلاء على الأراضي، واعتقال الأبرياء.
كُـلّ يوم يمر، يواجه الفلسطينيون أساليبَ قمعيةً تهدفُ إلى تدمير وجودهم على أرضهم.
إحراق الخيام رمز آخر من رموز المعاناة التي يعيشها الفلسطينيون، ويظهر أن الاحتلال لا يقف عند حدود معينة، بل يمتد ليشمل كُـلّ جوانب الحياة.
في الوقت نفسه، يظل الصمت العربي علامة استفهام كبيرة. صمتٌ يُعتبَرُ خيانةً للقضية الفلسطينية، ويثيرُ تساؤلاتٍ حول مدى التزام الدول العربية بدعمها.
كيف يمكنُ للدول العربية أن تتجاهَلَ ما يحدُثُ في فلسطين، وهي القضية التي توحد الشعوب العربية؟ بعض الحكومات تفضّل المراوغة؛ مما يجعل حكامَها شركاءَ في هذه الجرائم؛ إذ إن غياب ردود الفعل الفعالة يعكس تواطؤًا؛ مما يترك الفلسطينيين وحيدين في مواجهة مصيرهم.
رغم هذا الصمت، يبقى الأمل معقودًا على محور المقاومة التي تؤكّـد أن الجرائم لن تمر دون عقاب. وصواريخ المقاومة ليست مُجَـرّد وسيلة للرد، بل هي تجسيد لإرادَة الشعب الفلسطيني في الدفاع عن حقوقه.
الأحداث الأخيرة تؤكّـد أن الفلسطينيين لن يقبلوا بالاستسلام، ووقوفهم ضد الاحتلال رسالة قوية تعكس أن الأمل لا يزال حيًّا وأن المقاومة ستستمر في مواجهة الاعتداءات.
إحراق الخيام في فلسطين جريمة تذكّرنا بأن القضية ليست مُجَـرّد قضية سياسية، بل هي قضية إنسانية تتطلب جهودًا من جميع الأحرار في العالم.
يجب أن ندرك أن كُـلّ خيمة تحترق تمثل عائلة، وكل عائلة تحترق تعني تدمير حلم وآمال أجيال كاملة.
جريمةٌ تلقي بظلالها على مستقبل الشعب الفلسطيني، الذي يسعى للعيش بكرامة على أرضه، والمجتمع الدولي، وخَاصَّة الدول العربية، يتحملون مسؤولية كبيرة في دعم حقوق الفلسطينيين.
ويجب أن نكون جميعًا صوتًا للحق وندين هذه الجرائم الإسرائيلية.
وحدَه الفعلُ المقاوِمُ يمكن أن يغيِّرَ مجرى الأحداث ويوفر الأمل لكل العائلات التي شُرّدت حتى مِن خيامها بعد أن شرّدت من منازلها وأراضيها.