مسيرةُ القرآن.. حلولٌ حقيقيةٌ لمشكلات الأُمَّــة
شاهر أحمد عمير
إن المسيرةَ القرآنيةَ ليست مُجَـرّدَ بندقية تُحمَلُ للدفاع عن الأرض، أَو كتاب يُدرَّسُ في حلقات العلم، وليست شعارًا يُرفع على الجدران أَو في المناسبات؛ بل هي مشروعٌ شاملٌ يدمج بين العلم والعمل، والقيم والمبادئ، والجهاد والتضحية.
في جوهرها، تمثّل المسيرة القرآنية وعيًا متجددًا بأهميّة التمسك بالقيم النابعة من تعاليم القرآن الكريم، تلك القيم التي تُرسخ العدل، الإخلاص، والتضحية في سبيل الله والأمة. ليست المسيرة مُجَـرّد شعارات تُردّد أَو أوراق تُدرَّسُ، بل هي جهد عملي وميداني يتجسد في كُـلّ مناحي الحياة. إنها مسيرة تعليمية تربوية قبل أن تكون قتالية، تزرع في النفوس الوعي، العزة، والكرامة.
في عصرنا الحالي، حَيثُ يحاول الأعداء تزييف الهُــوِيَّة الإسلامية وضرب الأُمَّــة من الداخل، نجد أن المسيرة القرآنية تقدم الحلول الحقيقية للمشكلات التي تواجه الأُمَّــة. إنها تربط بين العلم والعمل، بين الإيمان والتضحية، وبين القوة والتقوى. إنها دعوة للتغيير الجذري الشامل في سلوك الأفراد والمجتمعات، حَيثُ يكون القرآن هو الدستور والقائد، والقيم الأخلاقية هي الركيزة.
ولأن المسيرة القرآنية ليست بندقية فقط، فهي جهاد مُستمرّ في جميع المجالات. إنها جهادٌ في التعليم، في العمل، في الدفاع عن القيم، وفي التضحية؛ مِن أجلِ الأُمَّــة. المسيرة تجمع بين سلاح المعرفة وسلاح التضحية، بين البناء المادي والبناء الروحي، وبين التحَرّك العملي والتزام المبادئ. فهي، كما قال السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، ليست حركة لحظية أَو رد فعل على موقف عابر، بل هي حركة إصلاحية مُستمرّة.
إن هذا المشروع القرآني -بجمعه بين كُـلّ هذه الجوانب- يشكل منارة للأجيال، ودعوة للوقوف ضد الاستبداد والظلم. في عالم اليوم، لا تكفي البندقية وحدَها للدفاع عن الحق، كما لا تكفي الكتبُ وحدَها لبناء مجتمع قوي. المسيرة القرآنية هي المزجُ الأمثلُ بين القوة والمعرفة، بين التضحية والتمسك بالقيم، وبين العمل؛ مِن أجلِ الدنيا والآخرة.
ما يجب علينا وعلى الأُمَّــة جميعًا أن نكون جزءًا من مسيرة القرآن التي لا تعرف الحدود أَو الانقسامات.
إنها دعوة للإصلاح والتغيير، ولصناعة مستقبل قائم على العدل والإيمان، بكتاب الله وعترة الرسول الأكرم تحت قيادة السيد القائد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي -حفظه الله- الذي يجسد بحق النور المحمدي القائد، الذي لم يخشَ من جبروت أمريكا و”إسرائيل” وظلمهم. بهذا تكون المسيرة القرآنية سبيلًا للنجاة والتمكين.
المسيرة القرآنية، التي يقودها علمٌ من آل محمد، لا يمكن أن تُهزم ولا يمكن أن تُقهر -بعون الله تعالى- إنها تَحَدٍّ لكل طغاة الأرض وجيوشهم.
إذن، تواصل المسيرة مسيرَها بثبات، مؤمنةً بوعد الله ونصره، ولا تخشى في سبيل الحق لومةَ لائم.