ناشطون ثقافيون لـ “المسيرة”: الشهيدُ القائد السيد حسن نصر الله حاضرٌ في وجدان اليمنيين
المسيرة: محمد ناصر حتروش
“إن لم يكن الشعبُ اليمني من العرب فمن العرب”، “أعظمُ موقفٍ وأشرفُ موقف في حياتي الجهادية هو أولُ خطاب ألقيته بعد ثاني يوم من العدوان السعوديّ الأمريكي على اليمن”.
بهذه العبارات وغيرها تعمَّق الأمين العام لحزب الله الشهيد القائد السيد حسن نصر الله -رضوان الله عليه- في أذهان ووجدان ومشاعر كافة اليمنيين؛ فعلى مدى تسعة أعوام من الصمود الأُسطوري اليمني إزاء التكالب العالمي على البلد شكّلت خطابات سماحة السيد حسن نصر الله، المساندة لليمنيين حافزاً معنويًّا عزز من صمود وثبات اليمنيين؛ إذ إن تلك الخطابات المناصرة لليمن قد انفردت عالميًّا، وسطعت في حين خيم الصمت على دول العالم أجمع.
ولا تزال ملامح الحزن والأسى سائدة في كافة ربوع اليمن منذ استشهاد الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله، في 24ربيع الأول وحتى اللحظة.
وتأكيداً على خطاب السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- في ضرورة تحويل حالة الأسى والحزن العميق بفقدان سيد المقاومة السيد حسن نصر الله إلى غضب عارم ينعكس في الميدان بعمليات نوعية تسهم في القضاء على الكيان الصهيوني المؤقت باجتثاثه من المنطقة، يعبر اليمنيون عن أحزانهم بفقدان سيد المقاومة من خلال الاحتشاد المليوني الأسبوعي الواسع في الساحات نصرة لغزة ولبنان.
ويؤكّـد اليمنيون أن الثبات على الموقف المساند لغزة ولبنان وتصعيد العمليات العسكرية ضد الكيان الصهيوني المؤقت هو الخيار الأنسب لرد الوفاء لسيد الوفاء وزعيم المقاومة السيد حسن نصر الله.
ثباتُ نصر الله في مناصرة اليمن:
ويرى الناشط الثقافي الدكتور يوسف الحاضري، أن “الأمين العام لحزب الله الشهيد القائد السيد حسن نصر الله، هو عيننا الأُخرى بعد عيننا سيدي ومولاي عبدالملك بن بدر الدين الحوثي رضوان الله عليهما”.
ويضيف في تصريح خاص لـ “المسيرة” أن “الشهيد نصر الله هو الرجل الوحيد الذي كان له الموقف العظيم مع اليمن واليمنيين في أول أَيَّـام العدوان الأمريكي السعوديّ على اليمن وموقفه كان صادقاً ونابعاً من إيمانه ومسؤوليته، بل وصل لفضح كُـلّ من يستنقص من عروبة وإيمان وإنسانية أهل اليمن”.
ويؤكّـد الحاضري أن السيد حسن نصر الله -رضوان الله عليه- “يحظى بمنزلة عظيمة ورفيعة جِـدًّا لدى كافة اليمنيين بصغارهم وكبارهم ورجالاهم ونسائهم، مستدلاً بالصدمة الكبرى والحزن العميق الذي خيم على كافة الشعب اليمني أثناء سماعهم بنبأ استشهاد الأمين العام لحزب الله السيد نصر الله”.
ويذكر أن “الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، رفض كُـلّ الإغراءات وكلّ التهديدات مقابل الرجوع عن موقفه مع اليمن واليمنيين، جاعلاً من الرحمن الرحيم صمام أمان للنجاة من كُـلّ التهديدات والترغيبات التي تحاول ثنيه عن موقفه الإيماني والأخلاقي والجهادي المساند لمظلومية اليمن”.
ويشير إلى أن “السيد نصر الله نصر الشعب اليمني في زمن خذله العالم أجمع وظل متفرجاً على أشلاء الطفولة والنساء والثكالى التي سفكها العدوان السعوديّ الأمريكي الإماراتي لتسعة أعوام”، لافتاً إلى أن مواقف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الجهادية ستظل عالقة في أذهان اليمنيين إلى قيام الساعة”، مؤكّـداً أن “من الوفاء للأمين العام لحزب الله السيد نصر الله السير على نهجه في مواجهة قوى الشر العالمي أمريكا و”إسرائيل” والسعي الدؤوب لمواجهة الكيان المؤقت والعمل على اجتثاثه من المنطقة”.
ما ذكره الحاضري ينطبق حرفيًّا على واقع الشعب اليمني، حَيثُ يخرج الملايين من أحرار الشعب اليمني أسبوعيًّا في مختلف الساحات، رافعين رايات وشعارات حزب الله، وصور السيد نصر الله، مؤكّـدين الاستمرار في مساندة غزة ولبنان حتى النصر.
السيد نصر الله أنموذج يقتدى به:
بدورها تؤكّـد الناشطة الثقافية إيمان الشهاري، أن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله سيظل رمزاً لكافة أحرار العالم.
وتوضح في حديث لـ “المسيرة” أن السيد نصر الله “عمل طوال حياته على صون دماء المسلمين وتوحيد صفوفهم ونبذ التفرقة بينهم كما عمل على حقن دماء اللبنانيين من خلال إحلال السلم بين كافة الطوائف والفرق اللبنانية بما فيهم المسيحيون والمسلمون وقد كان يسعى العدوّ الصهيوني على تغذية الصراعات وتأجيج الوضع بما يهيئ الساحةَ لأطماعه”.
وتبين الشهاري أن الأمين العام لحزب الله السيد نصر الله صنع أنموذجاً مشرفاً عن الإسلام المحمدي الأصيل وذلك من خلال تحَرّكه بتحَرّك أعلام الهدى من أهل البيت رضوان الله عليهم أجمعين، مبينة أن حزب الله أفشل الرواية المزعومة عن أُسطورة الجيش الإسرائيلي، وأنه لا يقهر وذلك من خلال مواقفه المشرفة البطولية التي دحرت جيش الاحتلال الصهيوني في تموز 2006م وحَـاليًّا في معركة “طُـوفَان الأقصى”.
وتوضح الشهاري أن مواقف وتضحيات الأمين العام لحزب الله السيد نصر الله أصبحت منهجاً يدرس في مدارس المقاومة وملهماً لكل مناهضي الليبرالية العالمية بقيادة قوى الشر أمريكا وبريطانيا و”إسرائيل”.
وبالرغم من أن الكثير من أحرار العالم الإسلامي والعربي يدينون للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله -رضوان الله عليه- إلا أن مشاعر الاحترام والتقدير والشكر والثناء لدى اليمنيين تجاه السيد نصر الله تفوق كُـلّ محبي نصر الله في العالم بحسب ما تؤكّـده الناشطة الثقافية إيمان الشهاري.
وتوضح أن “اليمنيين يعتبرون السيد نصر الله القائد الهمام والشجاع والصادق الذي ساند اليمنيين في مظلوميتهم وشكّل بكلماته النارية ومحاضراته المواكبة لمظلومية اليمنيين درعاً حصيناً لكافة اليمنيين”.
وتذكر الشهاري أن “مواقف الأمين العام لحزب الله السيد نصر الله أزعجت تحالف العدوان السعوديّ الأمريكي الإماراتي وكلّ أعوانه من المرتزِقة والمنافقين”، موضحة أن “كلمات السيد نصر الله التي واكبت الأحداث الدامية والإجرام الوحشي الذي شن على اليمن على مدى تسعة أعوام مثلت بلسماً لجراح اليمنيين”.
وعن واجب اليمنيين تجاه حزب الله وأمينه العام الشهيد السيد حسن نصر الله، تؤكّـد الشهاري أن ثبات اليمنيين في موقفهم المساند لغزة ولبنان، هو جزء من الوفاء للسيد حسن نصر الله -رضوان الله عليه-.
وتعتبر الشهاري أن “استمرار أنشطة التعبئة العامة والأنشطة والفعاليات والتبرعات المساندة للقوات الصاروخية والتصنيع الحربي، هي نماذج يمانية مشرقة عن الوفاء لسيد المقاومة وزعيمها السيد نصر الله -رضوان الله عليه-“.
وتشدّد بأن “الشعب اليمني سيواصل مسيرة الأمين العام لحزب الله السيد نصر الله في مقارعة الكيان الصهيوني المؤقت حتى يتحقّق الوعد الإلهي المذكور في القرآن الكريم عن زوال الكيان الصهيوني”.
وستبقى مواقف الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله -رضوان الله عليه- حاضرة في أعماق ووجدان اليمنيين يترجمها اليمنيون عمليًّا من خلال العمليات العسكرية النوعية المنكلة بالكيان الصهيوني.