نجوم المقاومة يُنيرون السماءَ تِباعًا
إقبال جمال صوفان
كيف للقلبِ أن يرثي نفسه برحيل أحبته؟ وكيف للروح أن تستعيد رونق حياتها بعد فراق قاداتها؟ نعم الحزن كبير والدمع غزير، الوجع عظيم والألم عميق، ورغم هذا كله هاماتنا شامخة وراياتنا عالية، جنودنا حاضرة وصواريخنا سارية، لن نضعف أَو نيأس في سبيل الله لن نتراجع قيد أنملة، قضيتنا المقدسة سنستمسك بها كما يستمسك الجبل بجذور الأرض، معركتنا هي معركة عقيدة، معركة وعي معركة حق أَو باطل، نحن محور مقاومة واحد، بوصلته تتجه مُسرعة ماضية نحو تحرير القدس، نحن أُمَّـة لا تهزم باستشهاد قاداتها، نعم نتألم ولكنه ألم فقد لا انكسار، ألم شوقٍ لا تحطم، ألم فراق لا انهزام، نحن المقاومة في كُـلّ أصقاع الأرض مستعدون لتقديم دماء كافة قاداتنا قبل الجماهير، نحن ندافع عن أرض الإسراء والمعراج وليست أي أرض، نحن لن نُهزم؛ لأَنَّ الله معنا أما الصهاينة فليس معهم سِوى الترسانة الحديدية فقط لا غير وزوالهم آتٍ آتٍ لا محالة.
القائد/فؤاد شكر، القائد/ إسماعيل هنيّة، السيّد/حسن نصر الله، القائد/ يحيى السنوار، ومن سبقوهم جميعًا مضوا شُهداء على طريق القدس؛ مِن أجل العزة والكرامة لبلادهم وشعبهم وكلّ واحد منهم له حياته الجهادية الخَاصَّة به، حياة لم تخلُ من الكفاحِ، الصبر، العزم، والثبات، حياةٌ مليئة بالتحدي والصمود ممزوجة بالتحمل والانصهار في سبيل الله ونصرة عباده المُستضعفين، رحلوا في فترة واحدة الفارق بين الشهيد والآخر أسابيع فقط! ذهبوا وقد أسسوا من بعدهم قادة يُكملون ما بدأوه هم، تركونا وكلهم ثقة أن من سيأتي من بعدهم سيسير بنفس النهج ونفس الطريق حتّى تحقيق النصر وقد قالها سيّد شهداء القدس: “قطعًا سننتصر”.
(طُـوفَان الأقصى) الأكبر، يواصل الامتداد من أنحاء عِدة هي فلسطين، إيران، لبنان، العراق، واليمن، ولن يتوقف أَو يهدأ إلا بزوال الكيان الغادر الذي لا يعرف بشرًا أَو حجرًا، لقد تخيّل العدوّ الصهيوني أنهُ يوم فقط وسيتحمل تبعاته ويعوض خساراته ويغطي هزائمه، لكن حدث مالم يكن بالحُسبان وطال الأمد وسيطول حتّى الزوال الحتميّ بإذن الله؛ لأَنَّ ما بدأته المقاومة في فلسطين المحتلّة لن ينتهِ إلا بالنصرِ المُنتظر والفتح المرتقب قرارٌ محسومٌ منذ بدء المعركة التي كان لا بُـدَّ منها منذ زمن ولكن ربما كان هذا هو أنسب وقت لاقتلاع اليهود من جذورهم، وقد تبيّن العدوّ من الصديق في هذه المعركة فقط أَو ربما المسلم من المُتصهين إن صحّ التعبير، توحد محور المقاومة في كُـلّ مكان وتغربلت كُـلّ الشعوب وفُرزوا كُـلّ القادة، ومن المتوقع أننا سنُقدم على تضحيات كبيرة ولكن لابأس ولا حزن؛ لأَنَّنا في طريق الحق ونهج الأنبياء بل في مقدمة صفوف القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة وأي فخر نبتغيه بعد هذا؟ قاداتنا أفرادنا كبارنا وصغارنا شهداء، وهذا هو الطريق الذي اخترناه ولن نفرِّطَ فيه؛ لأَنَّ دماءنا ليست أغلى من دماء جميع من رحلوا وسبقونا إلى جناتِ الخُلد قال تعالى: (وَیَتَّخِذَ مِنكُمۡ شُهَدَاۤءَ) سلامٌ على الماضين على جمر الطريق، سلامٌ عليهم في الخالدين.
لجميع المنافقين وأبواق الصهاينة نقول: فلتشمتوا، ولتطبلوا، ولتفرحوا، بل ولتحتفلوا وترقصوا، ليست أي من هذه الأفعال غريبة أَو جديدة عليكم مألوفة جِـدًّا، ولتأخذوا وقتكم في كُـلّ حدث، فوالله لن تزيدوا فينا شيئًا ولن تنقصوا منا شيئًا، مبادؤنا راسخة وعقيدتنا ثابتة أما أنتم فينطبق عليكم قوله تعالى: (مُّذَبۡذَبِینَ بَیۡنَ ذَ ٰلِكَ لَاۤ إِلَىٰ هَـٰۤؤُلَاۤءِ وَلَاۤ إِلَىٰ هَـٰۤؤُلَاۤءِۚ وَمَن یُضۡلِلِ ٱللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُۥ سَبِیلࣰا) وهذا تفسير الآية أن: المنافق كلما مال إلى جانب انتقل عنه إذَا فهو على هذا مدفوع ليس له قبول عند المؤمنين ولا عند الكافرين؛ لأَنَّه ذليل خائف لا يعتز به الكفار فيرغبوا فيه؛ لأَنَّهم لا يصدقونه في دعواه أنه معهم، ولا يعتز به المؤمنون؛ لأَنَّهم يعرفونه بعلاماته، فليس له قبول باسم مؤمن. {لا إلى هَؤُلاءِ وَلا إلى هَؤُلاءِ} لا إلى المؤمنين تنضمُّون وترجعون، ولا إلى الكفار؛ لأَنَّكم غير مؤمنين بقلوبكم ولا كفار تنطقون بالكفر صراحة وهذا في أول أمركم، وقد صرح بعضكم بالكفر عند تطوره في الباطل مصيركم مؤسف وحياتكم مخزية، لا تملكون موقفًا واحدًا يُشرفكم أمام الله ورسوله، تحَرّكاتكم كلها خدمة لأعداء الله والدين والوطن، بالله عليكم ألا تخجلون من أنفسكم؟ هل تجمّدت دماؤكم قبل مشاعركم؟ أم تبلدت عقولكم؟ لم يبقَ نوع من أنواع الموت إلا وذاقه شعب غزة المظلوم، لم تحَرّكوا ساكنًا من مكانه، أما حين استشهاد بطلًا من أبطال المقاومة تظهرون كالذباب والصراصير الّتي تنتشر من أعماق القاذورات حين تحصل على فتات وجبة رمتها لها أسيادها! نُشفق عليكم وعلى تخبطكم وتعفن دواخلكم، قسمًا أنكم أحذية للصهاينة وأنهم يتكبدون أكبر الخسائر وأفظعها لكنهم يخفون بكل الوسائل والطرق، خسائرهم فادحة وموجعة وعميقة حَــدّ الغليان، يوهمونكم أنهم في ذروة التصدي وَالقتال، وهم في الحضيض، يبنون لكم آمالًا وهمية أضعف من بيت العنكبوت وأنتم تلهثون ورائهم ووراء رضاهم عليكم ولن ينفعوكم بشيء، ستندمون ولكن في وقت متأخر وسيأتي عليكم الدور سيبيعونكم بثمن بخس سيرمونكم كما يرمون مخلفاتهم.