المعركة اليوم: معركة حق أو باطل، إيمان أو كُفر
محمود المغربي
بلا شك أن الصراع اليوم هو صراع حق وباطل، ولم يكن الأمر بهذا الوضوح من قبل كما هو اليوم، ولا أعتقد أننا بحاجة إلى الاجتهاد والذكاء الخارق حتى ندرك أين هو الحق والباطل والإيمان والكفر، فقد حسم اللهُ الحَقُّ الأمرَ في آية واحدة، لكننا ومع الأسف الشديد، أُمَّـة لا تقرأ ولا تفهم.
يقول الله وهو أصدق من قائل في سورة المائدة: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا}، وليس على كُـلّ باحث عن الحق والحقيقة إلا النظر إلى حَيثُ يتركز العداء اليهودي ويشتد، وسوف نجد هناك المؤمنين الذين استحقوا صفة الإيمان بحسب المعايير الإلهية، ولست بحاجة إلى الإشارة إليهم وأين هم ومن هم، فالجميع يعلم ذلك.
وما علينا إلا تدقيق النظر فيمن هم أعداء اليهود اليوم، وكفى بالله شاهداً، المسألة لا تحتاج إلى فلسفة وتنظير واختراعات من حق الزنداني ولا براءة اختراع ولا تفسير أَو تأويل، كما أننا لا نحتاج لكل ذلك لمعرفة من هم نقيض المؤمنين، والعكس صحيح، أينما وجد الود اليهودي سوف نجد نقيض الذين آمنوا، ويفترض أن تكون هذه الآية بوصلة لكل مؤمن وباحث عن الحق.
وكم نحن اليوم بحاجة إلى قراءة القرآن وتدبر آيات وكلمات الله فيه، وأن نجعل منه منهج عمل وحياة، نبني استراتيجياتنا في العيش والعمل والتحالفات والعداوات والسلم والحرب على ما جاء في القرآن؛ كونه كلام الله وفيه نصائح وتعليمات من الله العليم بما تخفي الصدور، وقد جعل فيها تفصيل لكل شيء وكيف ندير المواجهة والمعركة مع العدوّ، الذي ذكره بالاسم دون تدليس ودون دجل وقلب للحقائق وخلق عدو وحرف البوصلة نحوه وتجاهل كلام الله وتوجيهات الله واتباع علماء الباطل والكذب صهاينة العرب، من جعلوا من الذين آمنوا وأشد الناس عداوة لليهود اليوم وهم محور المقاومة أعداء لحرف أنظار وعداوة الأُمَّــة عن العدوّ الحقيقي، هؤلاء قد وصفهم الله وذكرهم في كتابه بالاسم بقوله: {الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ، وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}، والله عليم حكيم، ومن أعلم وأحكم من الله؟
ولو نظرنا اليوم إلى عرب الخليج ومواقفهم وأين هم، لوجدنا عظمة وحقيقة هذه الآية وعلم وحكمة الله، ولما اندهش أحد من موقف السعوديّة والإمارات من الصراع القائم ووجودهم في خندق الباطل، ولما استغرب أحد من حالة النشوة والابتهاج التي لم يقدروا على إخفائها ومشاركة تل أبيب الاحتفال باستشهاد هنية أَو السيد حسن نصر الله أَو حتى السنوار، الذي أسقط زيف وكذب هؤلاء الأعراب، أشد الناس كفرًا، المتشدقين بالسنة، وأظهر حقيقتهم وأن مشكلتهم ليست مع الشيعة، بل مع الله ورسوله والذين آمنوا، ومع كُـلّ من يحمل العداوة لليهود، وإلا ما سبب الفرح والابتهاج باستشهاد هنية أَو السنوار؟ لم يكن شيعيًّا ولم يقتل في إيران، بل كان سنيًّا ومن رموز أهل السنة واستشهد في غزة وهو يقاتل اليهود المحتلّين لوطنه فلسطين.
عاش مجاهدًا في سبيل الله والوطن ودفاعًا عن المستضعفين من قومه، وقضى نصف حياته أسيرًا في السجون الصهيونية، لم يكن كما قلنا شيعيًّا، بل كان من الذين آمنوا وعدوًا لليهود، وهذا هو سبب عداوة وكراهية صهاينة العرب له.
لقد أكرمنا الله بهذه المسيرة القرآنية والسير وفق منهج الله وما جاء في القرآن دستور الأُمَّــة الإسلامية، وبفضل قيادة هذه المسيرة المباركة، التي تبني من اليوم الأول لهذه المسيرة استراتيجية العيش والعمل والولاء والعداء والسلم والحرب وكل شؤون الحياة وفق المنهج القرآني، وهذا ما أغضب صهاينة العرب والعجم الذين يدركون أن السير وفق منهج الله سوف يشكل خطراً عليهم ويجعل منهم العدوّ الأول للأُمَّـة؛ مما جعلهم يستنفروا شياطين الإنس والجن لإجهاض المسيرة ومشروعها، إلا أن المسيرة كانت أكبر من تلك المحاولات، وكما يشاهد الجميع نتائج ذلك التوجّـه، نتائج التسليم والعمل وفق ما يأمر به الله، وها نحن اليوم في صدارة الأُمَّــة والمواجهة مع أعداء الله، بعد أن كان اليمن نكرة وأدَاة بيد الأعراب الأشد كفراً وبيد أمريكا بلا سيادة ولا إرادَة أَو قرار.