الفرزُ والتمييزُ الإلهي في واقع الأُمَّــة المسلمة
فضل فارس
يمكن وصف موقف العرب في هذه المرحلة بموقف الضعف والاستسلام والقبول بالمذلة، كما يمكن وصفه بموقف الاستكانة والخضوع وعدم الشعور بالمسؤولية.
ويمكن استخلاص ذلك مما هو ظاهر في وضعهم وواقعهم المتخاذل والمستكين لسياسات الأعداء، كذلك في تفريطهم المذل والمهين والمخزي وتخاذلهم عن نصرة ومؤازرة أبناء دينهم وعروبتهم المظلومين والمعتدى عليهم دون وجه حق بتلك الوحشية والإجرام من قبل الأمريكي واليهود الصهاينة في حق الشعبين الفلسطيني واللبناني المظلومين.
كذلك أَيْـضًا تخليهم الوضيع عن مقدساتهم وقضايا دينهم وَأمتهم المركزية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
ولم يكتف أَيْـضًا الأغلبية منهم بكل هذا الخذلان والخنوع فقط، بل تمادوا وبكل نفاق وَتآمر على أُمَّـة الإسلام ومقدساتها بالانضواء سويًّا تحت راية الصهيوني القاتل اللئيم على طاولة التطبيع المشين، والله المستعان.
إنما يجري اليوم في هذه المرحلة على الساحة الدولية وفي واقع أمتنا الإسلامية وشعوبنا العربية خُصُوصًا لهو وبحق امتحان وتمييز وفرز إلهي ليميز الله من خلاله الخبيث من الطيب في هذه الأُمَّــة.
فكل من حمل اليوم من أبناء هذه الأُمَّــة لواء الجهاد والمقاومة ضد أعداء الإسلام من قاتلي الطفولة ومنتهكي المحرمات والمقدسات؛ فَــإنَّه حتمًا وبكل عزة وَشرف سيكون الغالب وَالمنتصر، المتجاوز بنصع جبين للامتحان الإلهي، كذا المكتوب عند الله وإن قدم وعانى وأصابه القرح من المجاهدين الفائزين الذائدين عن حرمه، ويا له من فضل ووسام عظيم.
أما من غلبت عليه ذنوبه وخطاياه فـآثر وَاستطاب الخيانة وَالمذلة والخنوع والجمود والاستسلام، مستبقياً في ذلك نفسه ومقدراته على طاولة التطبيع والتصهين مع اليهود، على أن يكون والله المستعان في الطريق الصحيح مع أبناء دينه وَأمته عزيزًا كريمًا مجاهدًا متحرّرا مستقلاً، فَــإنَّه حتمًا وبدون أدنى شك سيكون الخاسر والنادم الأكبر مع ما سيرثه من لعنة التاريخ وَالأجيال القادمة والمتلاحقة على مر التاريخ، وتلك هي في سنن الله وَميزان عدله وحكمته عدالة التمييز والفرز الإلهي بين عباده هنا في الدنيا قبل الآخرة.
سيخلد على ألسنة الأجيال المتلاحقة على مر الزمن وإلى اليوم الموعود على أنه منافق خائن متصهين وَخبيث، جعل من أشلاء تلك النفوس الزكية الطاهرة لأبناء دينه وأمته، التي تسفك وَتسيل دمائها الطاهرة بكل إجرام ونازية من قبل ذلك الصلف اليهودي الكافر وشركائه في الإدارة الأمريكية والنظام الغربي المشرك والملحد، ثمناً بخساً زهيداً وَضيعاً لتخليه وَخيانته وَانحطاطه عن الدين وعن تربة وَمقدسات الأُمَّــة، التي هم عنها يومئذ في حضرة العزيز المقتدر مسؤولون.
قال تعالى: {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مسؤولونَ، مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ، بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِـمُونَ}.