الشهداء القادة صنعوا أُمَّـة تعشق الشهادة نحو القدس وفلسطين
محمد الضوراني
إنهم الشهداء القادة في محور الجهاد المقدس، محور الحرية والاستبسال، محور الإيمَـان كله في مواجهة الشرك والكفر والنفاق كله، محور تجمع فيه ومن خلاله شرفاء وأخيار أبناء هذه الأُمَّــة الإسلامية؛ فكانوا هم الرجال بأفعالهم، بصدق تحَرّكهم، بمناصرتهم للقضية الفلسطينية، القضية الأم والرئيسية لكل الأُمَّــة الإسلامية، وبدونها لا تساوي أي شيء يذكر.
هذه الأُمَّــة في مرحلة ضاعت فيها المراجل والرجال وظهر فيها الأنذال من قادة تدعي العروبة والإسلام عندما يدفعها الصهيوني والأمريكي لقتال أبناء الأُمَّــة بشعارات واهية وأهداف كاذبة، وكلها تستهدفها وتفرق أبناءها ليتمكّن الصهيوني ومعه الأمريكي من تنفيذ مخطّطاتهم القذرة والخبيثة في أوساطها.
عندما تحَرّكت المقاومة الشريفة برجالها الشرفاء الأحرار الكرماء في السابع من أُكتوبر بطوفان من المرجلة، طوفان من العزة والكرامة، طوفان من الإيمَـان والثبات ضد من هذا الطوفان؟!
سؤال يجيب عليه الأحرار بقادتهم الأحرار، بمجاهديهم الأبطال، بقضيتهم الحق والعدل، هو ضد اليهود الصهاينة المحتلّين للأراضي الفلسطينية الإسلامية العربية، المستبيحين للمقدسات الإسلامية، أصحاب مشروع الاحتلال، وامتداد هذا الاحتلال من النيل وحتى الفرات، ويا ليتهم يكتفون بذلك فهم من يستهدفون هذه الأُمَّــة بكل فئاتها؛ فهم الخطر وهم الإجرام العالمي.
هذا الطوفان فضح وعرى أصحاب الوجوه الحقيرة والنتنة، أصحاب التوجّـهات الصهيونية الخبيثة من المنافقين من أبناء هذه الأُمَّــة، أنظمة كانت أَو تيارات أَو أحزاب وَأفراداً؛ فهم أصبحوا أذلاء بكل معاني الذل لليهود وأمريكا، ورضوا بأن يكونوا أذلاء لمن ضرب الله عليهم الذلة والمسكنة، مفارقات عجيبة وغريبة!
بينما العكس من ذلك برز الأحرار والشرفاء كلهم سواء أكانوا قادة مؤمنين صادقين وحركات جهادية وتيارات وأحزاب وأفراداً، أبوا أن يكونوا ضمن تيار النفاق والعمالة، وتحَرّكوا في كسر العدوّ الصهيوني، وهذا المشروع الحر والمشروع الإلهي، والذي أمرنا الله أن نتحَرّك فيه، ولا نبالي بتكالب الأعداء وبإمْكَانياتهم الكبيرة، والتي لا تساوي أي شيء أمام قوة الله، وأمام من باعوا لله أنفسهم وأموالهم؛ فأصبح كُـلّ شيء أمامهم لا شيء يذكر أمام قوة الله وأمام رضوان الله، فتقلدوا هذه المرتبة العظيمة والسامية؛ فنال الشهادة والفضل العظيم من الله من نال منهم، وعلى رأسهم قادة في هذا المحور المقاوم من خيرة أبناء هذه الأُمَّــة وشرفائها، شرفاء في مسيرة الشرف والكرامة والحرية، ونحو قضية يتشرف الجميع أن ينال فيها وخلالها وسام الشهادة.
بينما تقلد الطرف الآخر وهو طرف الانحطاط والعمالة والارتزاق والخيانة والنفاق بكل معانيه، تقلدوا العار وَالذلة والخيانة والعمالة جيلاً بعد جيل وسوء الخاتمة تحت أقدام من باعوا أنفسهم لهم وهم الصهاينة، فلا أمان لهم ولا سلام لهم؛ لأَنَّهم خانوا العهد مع الله، وخانوا دينهم، وخانوا فلسطين ولبنان، وخانوا عروبتهم كما يدعون؛ فمصيرهم الذلة في الدنيا والعذاب الشديد في الآخرة.
إنها معركة مصيرية يتشرف بها الجميع ويستشعر أهميتها الجميع فلا بقاء لأمة يقودها الصهاينة ويتحكم في مصيرها ويبعدها عن دينها وكرامتها، لا بقاء لأمة يقودها الأنذال والعملاء والخونة والمنافقين، ولا بقاء لأمة ضيعت قضيتها وتهاونت فيها ولم تتحَرّك في مواجهة عدوها.
إننا اليوم في معركة واضحة وضوح الشمس في السماء، واضحة بأهدافها، واضحة بالعدوّ الذي يستهدف الأُمَّــة ويمعن فيها القتل والإجرام، واضحة بتحالف الشر العالمي، ومعه المنافقون، واضحة لكل إنسان، حتى من كان لا ينتمي لهذا الأُمَّــة الإسلامية هي واضحة، ومن يريد العزة والخير والكرامة والمنزلة العظيمة فعليه أن يسير فيها وهو متمسك بالله، واثق بنصر الله، متحَرّك بنفس تحَرّك القادة الشهداء، والذين بدمائهم الطاهرة سوف تأتي أُمَّـة تحمل مشروعهم وتحافظ عليه، وتكسر العدوّ الصهيوني وتذيقه الويل حتى النصر بإذن الله.
فلا مكان للاستسلام في هذه المعركة، إما النصر وإما الشهادة وهي نصر، وهي ما يسعى لها ويرجوها المؤمنون الصادقون؛ فلا عيش مع الذل ولا عيش مع مشروع الشر، ولا عيش وفلسطين محتلّة والأمة الإسلامية مستعبدة من هذا الكيان الغاصب والمحتلّ ومعه أمريكا؛ فالشهداء القادة هم فخرنا وعزتنا، ولا يأتي النصر إلا بالشهادة.