المعركة اليوم.. مقاومٌ أم صهيوني؟

صالح القحم

يشهد العالم اليوم صراعًا معقدًا بين المقاومة الإسلامية والصهيونية، وهو صراع يتجاوز الحدود المذهبية التقليدية. إن هذا الصراع ليس فقط عن خلافات عقائدية بين شيعة وسنة، بل هو معركة وجودية بين الإسلام والكفر. يواجه المسلمون تحديات كبيرة في زمن تتزايد فيه الانقسامات والتنمية الطائفية، مما يستدعي الوحدة والترابط بين جميع المسلمين. القادة الذين استشهدوا أثناء الدفاع عن أرضهم وحقوقهم كانوا يدركون جيِّدًا أهميّة هذه الوحدة، إذ قاتلوا ليس؛ مِن أجلِ المذاهب، بل؛ مِن أجلِ الإسلام أولاً. في هذا المقال، سنستعرض مفهوم الصراع الحالي وتأثير الطائفية على النسيج الإسلامي، وأهميّة الوحدة في زمن العدوان.

تتجلى أبعاد الصراع اليوم في ميدانين أَسَاسيين: الوجود والكرامة. فالمقاومة الإسلامية تسعى ليس فقط للدفاع عن الحقوق المشروعة، بل أَيْـضاً لاستعادة الأرض المسلوبة. في المقابل، تسعى القوى الصهيونية لتكريس احتلالها عبر سياسات التهجير والتمييز. إن هذا الصراع ليس مُجَـرّد مواجهة عسكرية، بل هو صراع إيديولوجي وثقافي يتطلب إدراك عميق للواقع المعتمد على الحقائق التاريخية؛ لذا، يتعين علينا كمسلمين التصدي لهذه العدوانية بروح من التضامن والوحدة.

تؤثر الطائفية بشكل سلبي على النسيج الإسلامي، مما يسهل الاعتداءات ضد المسلمين ويعزز الانقسامات. فعندما ينصب الاهتمام على الاختلافات المذهبية، يُفقد التركيز على القضايا المشتركة. هذا قد يؤدي إلى تفكيك الجهود المشتركة؛ مِن أجلِ التحرّر والعدالة. الطائفية تعمل كفخٍ ينقض على الوحدة الإسلامية، ويجب على المسلمين التنبه لهذا الخطر. لذا، فَــإنَّه من الواجب علينا تجاوز هذه الانقسامات وبناء جسور التواصل والتفاهم بين جميع طوائف المسلمين.

تتطلب مواجهة العدوان الخارجي تكاتف الجهود الإسلامية على مختلف الأصعدة. الوحدة ليست مُجَـرّد شعار بل هي ضرورة حيوية لضمان حقوق المسلمين وحمايتهم من الأخطار الداهمة.

إن تشبث المسلمين بمبادئ الوحدة والتعاون يسهم في تعزيز قوتهم ويزيد من قدرتهم على الدفاع عن قضاياهم. على الجميع أن يضعوا خلافاتهم المذهبية جانبًا، وأن يتحدوا في مواجهة الظلم والعدوان. في ظل هذه الوحدة، يُمكننا أن نرسم آفاقًا جديدة لقضيتنا وأمتنا الإسلامية.

لقد أكّـد القادة الذين استشهدوا في ساحة المعركة على أهميّة الوحدة الإسلامية في مواجهة التحديات. هؤلاء القادة لم يقاتلوا؛ مِن أجلِ مذهب أَو طائفة بل مِن أجلِ نصرة الإسلام وقيمه العالية. تجاربهم تضرب مثالًا حيًّا على ضرورة التضحية؛ مِن أجلِ الصالح العام. إن استشهادهم يعكس التزامهم بالوحدة الإسلامية ويعزز الشغف لدينا في العمل؛ مِن أجلِ أُمَّـة واحدة. يجب أن نستلهم من تضحياتهم ونسعى جاهدين لتعزيز هذه الروح الوحدوية في مجتمعاتنا.

بينما يسعى المسلمون لبناء جبهة موحدة، يواجهون تحديات عديدة؛ بسَببِ الانقسام الداخلي. تصاعد النعرات الطائفية يؤدي إلى الفتنة التي تفشل الجهود لتأسيس مجتمع متماسك. كذلك، فَــإنَّ الضغوط الخارجية تهدّد وحدة الصف، مما يجعل من الضروري محاربة هذه الانقسامات. تبقى أهميّة العمل على توعية المسلمين بأهميّة الوحدة وأثرها الإيجابي في مواجهة خصومهم قائمة. يجب تبني استراتيجيات فعالة للتعامل مع هذه التحديات وتهدئة التوترات الطائفية.

يجب على جميع المسلمين أن يدركوا أن الخلافات المذهبية ليست إلا جزءًا من التحديات التي تحيط بالإسلام. إن الفهم الأفضل لمبادئ التعاون والتضامن يجب أن يتجاوز النقاط الخلافية ليعزز الإيمان بالقواسم المشتركة.

من الضروري أن يمثل كُـلّ مسلم الجزء الفاعل في هذا الجهد الجماعي. في النهاية، إن الإسلام في حاجة إلى تكاتف أبنائه للتغلب على الأزمات وتعزيز وحدة الصف. الوحدة هي السبيل لتحقيق الأهداف النبيلة وتحرير الأُمَّــة من براثن الانقسام البغيض.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com