معركتُنا مع الكيان الإسرائيلي والأمريكي: إرادَةٌ وطنية ودينية
شاهر أحمد عمير
المعركة مع الكيان الإسرائيلي والأمريكي واحدة من أبرز الصراعات في تاريخ الأُمَّــة الإسلامية، حَيثُ تمثل تحديًا جوهريًّا يتجاوز مُجَـرّد المواجهة العسكرية.
إن هذه المعركة هي في جوهرها معركة إرادَة وطنية ودينية تتجذر في أعماق تاريخ الإسلام؛ فعندما نتحدث عن هذه المعركة، فَــإنَّنا نتحدث عن صراع يستند إلى القيم والمبادئ التي تشكل الهُــوِيَّة الإسلامية.
تاريخيًّا، بدأت التحديات مع بداية ظهور الإسلام، حَيثُ واجه المسلمون الكثير من الضغوط من قبل اليهود والنصارى. اليوم، التاريخ يعيد نفسه، ويواجه المسلمون ضغوطات خارجية ويهودية من قبل الكيان المحتلّ الإسرائيلي، وبدعمه الأمريكي، الذي يمثل أحد أبرز تجليات هذه التحديات. لقد حاول الكيان الإسرائيلي، منذ نشأته، فرض سيطرته على الأراضي الفلسطينية واستغلال مواردها، فيما تحاول الولايات المتحدة الأمريكية دعمَ هذا الكيان لأغراض استراتيجية.
أحد العناصر الأَسَاسية في هذه المعركة هو مفهوم الإرادَة. إن الإرادَة القوية التي يمتلكها الشعب الفلسطيني والدول الداعمة له تعكس قوة لا يمكن تجاهلها. فالمعركة ليست فقط معركة أسلحة، بل هي معركة إرادات. كما أن الواقع على الأرض يبين أن النصر لا يُحقّق بحجم القنابل أَو الصواريخ، بل بحجم الصمود والإرادَة الشعبيّة. فالتظاهرات والاحتجاجات التي تخرج من فلسطين تُظهر مدى التحدي والإصرار على الحق، حتى في وجه أقوى الجيوش.
كما أن الأبعاد الدينية تعزز من أهميّة القضية الفلسطينية، فالأرض المقدسة تمثل رمزًا للإيمان والعدل في الإسلام. يدعو الإسلام إلى نصرة المستضعفين؛ مما يجعل دعم القضية الفلسطينية واجبًا دينيًّا وأخلاقيًّا. وبالتالي، فَــإنَّ أي تراجع عن هذا الواجب يعد خيانة للمبادئ الإسلامية.
من الضروري أَيْـضاً أن نتذكر الدروس المستفادة من تاريخ المقاومة الإسلامية، حَيثُ تُظهر معارك مثل بدر ومعركة الكرامة أن الإيمان بالقضية يمكن أن يهزم أقوى الجيوش. هذا الإيمان الثابت هو ما يمنح الشعب الفلسطيني الأمل في تحقيق العدالة.
في هذا الزمن، تتطلب هذه المعركة تلاحمًا حقيقيًّا بين الدول العربية والإسلامية. إن التضامن ليس مُجَـرّد شعارات، بل يجب أن يتحول إلى أفعال ملموسة عبر تقديم الدعم المادي والمعنوي للقضية الفلسطينية.
تبقى الإرادَة والثبات هما العنصران الأهم في مواجهة التحديات، حَيثُ يظل الأمل قائمًا في تحقيق النصر.
إن معركتنا مع الكيان الإسرائيلي والأمريكي هي معركة طويلة الأمد، ولكن الإرادَة الوطنية والدينية ستظل تحَرّك الشعوب نحو تحقيق الأهداف المنشودة.