الإعلامُ السعوديّ.. والاتِّكاءُ إلى حائط الخيانة
وردة علي الرميمة
تتوالى الأحداث وتتكشف الأقنعة، ويتبدد شعار الزيف الذي أتت به الأمركة في بداية عدوانها على اليمن تحت مسمى عاصفة الحزم، والتي كان أهم بنودها إعادة الشرعية المنهوبة بحد قولهم إلى حضن اليمن، وقد تمت هيكلة جهاز الدولة وتوزيع المهام وتولي مقاليد الحكم قيادات الذل والارتهان في حكومة الفنادق، والذي أصبح وضعهم مثل وضع الكلب إن تحمل عليه يلهث وإن تتركه يلهث، ربطت رقابهم بحبال التبعية إلى حائط الخيانة فلم يعد لهم أي وزن أَو ثقل فهم بنظر الأمركة خونة، لكن بالإمْكَان الاستفادة منهم في حمل الأثقال وعلى ظهورهم يتم تمرير المخطّطات التي حاكتها دول الغرب قبل عشرات السنين وانتظرت الفرصة المناسبة لتمريره، فكان حمير الارتزاق في اليمن هم الحيوانات الأشد انصياعاً لذلك المخطّط فكلما أرادوا سرقة ثروات اليمن أداروا العصا على ظهورهم ليسمع نهيقهم في كُـلّ أنحاء اليمن، وَإذَا أرادوا توقيع يثبت إجرامهم استخدموا حمير الارتزاق لترك بصمتهم، كُـلّ ذلك لم يجعلهم ذات يوم يشعرون بألم العصا التي سلخت بها أوطانهم، وقد اتضحت لهم النوايا وباتت المخطّطات تمر أمام أعينهم ولا يستطيعون حتى طرح آرائهم، فلا عدن أصبحت جنة الدنيا، ولا تعز أصبحت ناطحات السحاب، بل طبع عار الخزي في وجوهههم وبات ختم العبودية صكاً يعرف به أصحاب الخيانة والعمالة، وطول رحلة الذل كانت لهم قنوات الحدث والعربية مصادر الإلهام والتطبيل والانفتاح إلى العالم الخارجي، والتي رسمت لهم الأحلام عبر خطوط عريضة ولدت من رحم اليهودة ورضعت من حليب البقرة الحلوب في المملكة مملكة قرن الشيطان.
اليوم وبعد عشر سنوات من الأوهام يسدل الستار عن كُـلّ المسميات التي وضعت كعناوين لتقدم القنوات التي لطالما كان لباسها الدين والصحابة والسب والقدح في أُمهات المؤمنين، وأنه لا بُـدَّ أن يكون هناك صولة دينية وهَّـابية لمنع الروافض من السب والقدح بحد قولهم ومحاربة المجوس؛ فأنفقت السعوديّة مليارات الدولارات لتمويل هذا المشروع الطائفي وغذته بالصراعات والنزاعات، التي هي خدمة لأسيادها من بني صهيون، وعندما فشل المخطّط ولم ينطل على شرفاء الأُمَّــة أظهرت القناع الحقيقي لها وباتت تجاهر بكفرها علناً على مرأى ومسمع من كُـلّ من تولاها، وهذا ما يؤكّـد مصداقية قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أولياء، بَعْضُهُمْ أولياء بَعْضٍ، وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ، إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ).