وصيةُ السنوار ورسالة العصا
عبدالخالق القاسمي
وكأني بالمشهد يقول..
وما تلك بيدك يا سنوار.. وهو يجيب..
هي عصا التقطتها لأتوكأ بها وقد سبقتني يميني إلى بارئها، وأهش بها طائرات الطارئين المؤقتين، وأوجه بها رسالة للأحرار المقاومين مفادها استمروا إلى الرمق الأخير فهذه وصيتي ورغبتي وإرادتي وكلّ ظني فيكم.
فأنا على طريق القادة الشهداء أصحاب العطاء، ولست في نفق محصن بجوار الأسرى كما يقول الأغبياء، الأدعياء.
وهأنذا في الميدان مُستمرّ في الجهاد وإن لم يبق إلا أنا، ولكن الله شد أزري بأخوين كانا ولا زالا معي.
وما ترون سبق له الحدوث لمن هو خير مني في رمضاء كربلاء، ومن قبله لابن عمه مسلم بن عقيل، وللكثيرين من الأولياء الأوفياء الصادقين.
فلا تخافوا عَلَيّ ولا تقلقوا؛ فَــإنَّ أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، وهذا المشهدُ غاية جهادي، وهذه النهايةُ أصل مرادي، وقد نلت ما أردت، وأستبشر بالذي لم يلحق بي من خلفي، وإنه لجهاد نصر أَو استشهاد.
وكما ضرب موسى بعصاه وكانت نهاية العصاة.. هذه عصاي ضربت بها فارتقبوا نهاية الطغاة.
وآخر الرسائل للأعداء خبتم وخابت آمالكم؛ فمثلي لا يتولى أمثالكم تحت مسمى التطبيع، ومثلي لا يقهره السجان الوغد الوضيع، ومثلي لا يموت على الفراش والوضع مريع.. سآتيكم من جديد على شكل شباب وأجيال.. وسأنكل بكم بسواعدهم الفتية.. وسيُكتب للطوفان الوصول إلى الأقصى حتماً ورغماً عن أنوف داعميكم ومموليكم من العرب والعجم.. وما ذلك على الله بعزيز.
وآخر ما أقول للجبناء والمتخاذلين، أما والله لقد أصابكم النفاق وحب الدنيا، وإنكم وإنها لزائلون عما قريب، والحساب آخر المطاف بكم، وكيف لا تعذبون ومن لا يهتم بأمر المسلمين فليس منهم.
فلتضحكوا قليلًا؛ لأَنَّكم ستبكون كَثيرًا.. ولا سلام.