أمةٌ قادتُها شهداءُ ستنتصر
احترام عفيف المُشرّف
لا بدَّ أن نقولَ لحركات المقاومة لستم وحدكم، على جميع المقاومة ردع العدوّ وكسر الحصار عن غزة رغماً عن أنوف الخونة الذين جندوا أنفسهم لخدمة “إسرائيل”، وعلى العدوّ أن يعلم أنه لن يقتل المقاومة بقتل القادة، فقادتنا قد أسسوا قادة، وهكذا دواليك لا يفنى قادتنا حتى يخرج آخر محتلّ من أرضنا، فهذا وطنٌ برائحة الشهداء قد رفعت أعلامه ورسمت حدوده فكيف لا يغار منه الياسمين.
إنها أرض السلام التي ما عرفت يوماً السلام، أرض الأنبياء ومسرى الرسول محمد صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله، ومعراجه فلسطين المدنسة برجسهم من سبعين عاماً وإلى اليوم، في ظل خيانة من أقزام المسلمين، وإن تسمّوا حكاماً فما هم إلا بيادق تحَرّكهم أمريكا وربيبتها.
فلسطين الجريحة السليبة ولعقود مضت وهي تعاني من محور الشر أمريكا و”إسرائيل” ومن كان السبب في تواجدهم في المنطقة من أقزام وخونة العالم الإسلامي الذين خانوا الله وخانوا أماناتهم وجعلوا أرض الإسلام مستباحة ودمائهم تراق ولم يندى لهم جبين.
وهَـا هي غزة ومنذ عام كامل وهي تنزف الدماء وتحرق وتدمّـر على مرأى ومسمع وتواطؤ منهم، وهنا نقول لهم تباً لكم ولسكوتكم وغفلتكم عن ما يحدث في غزة من مجازر وإبادة وتطهير عرقي وتدمير لكل ما يدب عليها وحرق لمخيمات اللاجئين، تباً لخضوعكم الذليل، وأنتم ترون ما يحدث في غزة ومداهنتكم للعدو الصهيوني، الذي ما إن ينتهي من فلسطين حتى يأتي إليكم فخريطته لن تنتهي بحدود فلسطين، فهي ممتدة حتى تصل إليكم فلا تظنوا أنكم على مأمن منه، وما ترونه اليوم في غزة وأنتم عنه صامتون سترونه غداً في قعر دياركم، والخنجر التي سمحتم بغرسه في خاصرة فلسطين سيغرس في خاصرة كُـلّ خائن عميل، وسيعود إليه ذات يوم بنفس القوة والحدة، فتلك سنن الله في أرضه، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
ونقول لكل من غض الطرف عما يحدث بغزة من حكام ومنظمات وجامعة الدول العربية وكلّ التجمعات الإسلامية أن يعلموا أن سكوتهم لما يحدث في فلسطين التي هي دولة عربية وإسلامية وفيها أقدس مقدسات المسلمين أولى القبلتين وثالث الحرمين، يعد جريمة لن ينجوا منها لا في الدنيا ولا في الآخرة، فهم في الحياة الدنيا أذلاء خائنون، وهم في الآخرة موقوفون محاسبون عن كُـلّ طفل وامرأة وشيخ زهقت أرواحهم بفعل قصف العدوّ الصهيوني وسكوتهم.
نقول للحكام المحكومين في قصورهم الخاضعين المتقزمين أمام اليهود، أن يعلموا أن يوم حسابهم قد اقترب، وعلى الشعوب أن يخرجوا من حالة التدجين التي أدخلهم بها هؤلاء الحكام وأن ينهضوا لنصرة غزة وأهلها، فالمقاومة أصحبت فرض عين على الجميع.
وأيضاً على الجميع من إعلاميين وصحفيين وأصحاب القنوات أن يخرجوا عن إرادَة حكوماتهم العميلة، ولا يكونوا أبواقاً لهم، ويسخروا ما وهبهم الله لإظهار مظلومية الشعب الفلسطيني، على الحقوقيين أن يقفوا أمام منظمات حقوق الإنسان ويقولوا لهم أين هي إنسانيتكم عما يحدث لإنسان غزة.
على الجميع أن يتطرقوا لما يحدث في غزة من إبادة، وأن يفضحوا أمريكا و”إسرائيل” بكل الوسائل ويظهروا للعالم مظلومية الشعب الفلسطيني، وعلى أصحاب رؤوس الأموال أن يتوقفوا عن الاستثمار في البلدان التي تطبّع مع العدوّ وإن كانت بلدانهم في عملية ضغط على الحكام، وعلى التجّار أَيْـضاً أن يقاطعوا بضائع المعتدين ومن يساندهم في إراقة دم الفلسطينيين.
على العلماء الذين شرعوا وجوب الجهاد في اليمن والعراق وسوريا وأفغانستان أن يعلموا أنهم أخطر على الأُمَّــة من العدوّ نفسه، وأنهم محاسبون على فتواهم بالباطل وسكوتهم عن الحق، وتبجحهم في تحليل ما حرم الله وتحريم الجهاد على أعدائه وإعلان تأييدهم للحكام وفيه مخالفة للشريعة.
الكل عليه الجهاد من موقعه وبقدر استطاعته ولا عذر لأحد في التحَرّك لوقف شلال الدم في غزة، كلنا مسؤولون عنهم يوم لا ينفع مال ولا بنون، فالسكوت عار والتعود جريمة، والخذلان مشاركة، والتصدي واجب، والوقوف معهم فرض عين، فلا خير فينا إن نسينا، ولا خير فينا إن اعتدنا ولا خير فينا إن لم ننصرهم (وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ).