السنوار.. كابوسُ الصهاينة حاضراً وشهيداً
عبدالرحمن مطهر
النهاية التاريخية التي سجلها القائد الاستثنائي يحيى السنوار بدمه يعجز أمهرُ المخرجين السينمائيين في تسجيلها، نهايةٌ ستؤرق الكيان الصهيوني وستتكفل بزواله -بإذن الله-، نهايةٌ سيسجلها التاريخ في أنصع صفحاته، نهايةٌ تليق فقط بالعظماء.
تداولت وسائل الإعلام المختلفة مقاطع فيديو للقائد يحيى إبراهيم السنوار -رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس- وهو مشتبكٌ مع عدد من الجنود الصهاينة لعدة ساعات في ملحمة بطولية تاريخية صدمت العدوّ، وكان برفقته مقاتلان من الحركة وعندما أُصيب بيده وافترق المقاتلان الآخران ودخلا إلى أحد البنايات المدمّـرة بينما القائد السنوار اتجه لمبنى آخر قريب منه، لحظتها لمحه أحد جنود جيش الاحتلال، ولم يكن يدرك أن هذا المقاوم البطل هو القائد يحيى السنوار قائد (طُـوفَان الأقصى) ومن أذاق جيش الاحتلال علقم الهزيمة والانكسار والذل، وأبلغ قائده بوجود مقاتل في هذه البناية فأطلق طائرة مسيرة لتصوير الموقع والبحث عن المقاتل وحينما رمشها القائد السنوار بطرف عينه رماها بعصا كانت بيده من بقايا المبنى المدمّـر وهو جالس على أريكة؛ بسَببِ جروحه النازفة، رماها، غير آبه بما سيكون، وجلس الجلسة الأخيرة لمقاتل صنديد لا يلين، رمى الطائرة المسيرة وهو يعلم علم اليقين أنه يعيش اللحظات الأخيرة من حياته، كان يستطيع أن يكشف اللثام عن وجهه حتى يتم أسره وأن يحافظ على حياته، لكنه أبى إلا أن ينهيَ حياته بطريقة ترهق وتغيظ العدوّ، وتجعل من لحظات استشهاده الأخيرة كابوسًا يجرفُ الكيان السرطاني الصهيوني -بإذن الله- حتى زواله من الوجود، وهو ما نشاهده اليوم من تصعيد للعمليات البطولية لكتائب القسام بعد استشهاد القائد السنوار، وقتلهم لقائد اللواء الصهيوني 401، مثلما عمل حزب الله تمامًا بتصعيد عملياته الانتقامية ضد جيش العدوّ الصهيوني بعد استشهاد سماحة السيد المجاهد الكبير حسن نصر الله -الأمين العام لحز بالله اللبناني-.
استشهاد القائد السنوار بتلك الطريقة التي شاهدها العالم بالتأكيد يدحض كُـلّ مزاعم جيش الاحتلال الصهيوني من أن قادة حركة المقاومة حماس يختبئون في المستشفيات، وأنهم يتخذون المدنيين دروعًا بشرية للحفاظ على حياتهم.
جيش الاحتلال منذ اليوم الأول لعدوانه على قطاع غزة يشن غاراته على منازل المدنيين والمستشفيات ومخيمات اللاجئين تحت هذه الذرائع الواهية الكاذبة التي دحضتها كلها لحظات استشهاد القائد الكبير البطل يحيى السنوار؛ بمعنى أن كُـلّ قادة المقاومة في الميدان مدافعين عن أرضهم وعرضهم وشعبهم ودينهم، مقبلين غير مدبرين؛ الأمر الذي يجعل المجتمع الدولي والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وكل حلفاء وداعمي الكيان السرطاني في مأزق كبير، عن أسباب استمرارهم في دعمهم لهذا الكيان المجرم المنبوذ والمُستمرّ في ارتكاب مجازره الوحشية بحق المدينين الذي تجاوزوا الـ 50 ألف شهيد وأكثر من 100 ألف جريح غالبيتهم من الأطفال والنساء، علاوة على تدميره لحوالي 200 ألف منزل في مختلف مدن القطاع وأكثر من ألف مسجد وعشرات المستشفيات ومئات المخيمات وكل مقومات الحياة في القطاع.
لا بد من التذكير أن استشهاد القائد السنوار بالصورة التي أرادها هو دحضت كُـلّ مزاعم وزيف وأكاذيب جيش الاحتلال التي ظل يروجها طوال عام كامل، وستكون صورته الأخيرة ملهمةً بالتأكيد لمئات الآلاف من الشباب إن لم يكونوا الملايين للجهاد ضد هذا الكيان السرطاني الذي حان زواله.