ارتدادات ارتقاء القيادات الجهادية على القوى الاستعمارية
د/ عبد الرحمن المختار
نستطيعُ أن نكتبَ عن الأحداث، وأن نوصِّفَ الوقائعَ بكل بساطة، لكننا لا نستطيعُ أن نكتُبَ عن القادة؛ لأَنَّهم هم من يكتبون التاريخ، وهم من يصنعون أحداثَه ووقائعَه، في ظروف يعتقدُ غيرُهم أنه يستحيلُ فيها الفعل، ويستحيلُ فيها على الأُمَّــة أن تكونَ في محل الفاعل؛ فمن اعتادوا ذلك لا يرون الأُمَّــة إلَّا في محل المفعول به، أما القادة العظماء فقد كسروا العادة، وأقاموا الحُجَّـة، وسطَّروا في أنصع صفحات التاريخ ما يرفعُ شأنَ الأُمَّــة وينتشلُها مما أوصلها إليه حُكَّامُها من حضيض الذل والهوان والتبعية والارتهان، ومن حالة انعدام الفعل إلى حالة الفعل ومن حال المفعول به إلى حال الفاعل، والقادة العظماء في بنائهم لأجيال الأُمَّــة لا يعتمدون نهجًا سلطويًّا كما هو حالُ حكامها الذين يتمحورون حول ذواتهم، وتسخير شعوبهم لخدمة أسيادهم، وسقوطهم سيعني انهيار بلدانهم وتمزق شعوبهم، وهو ما جسّده الواقع الراهن لشعوب الأُمَّــة منذ أكثرَ من عقدٍ من الزمان.
أما القادة العظماء فَــإنَّهم بنوا ولا يزالون يبنون أجيال الأُمَّــة بناء جهاديًّا خالصًا لله “تعالى” قائمًا على نهجه عز وجل لإقامة دينه وشرعه بين عباده، ومواجهة من طغى منهم وتجبر، ولا تعني السلطة للقادة شيئاً، ونظرتهم لها لا تتعدى كونها وسيلةً لبناء الأُمَّــة وإقامة شرع الله “سبحانه وتعالى”، والسلطة بالنسبة لهم وسيلة لإعداد القوة استجابةً لأمره “جل وعلا” لمواجهة أعدائه وأعداء رسوله والمؤمنين من الطغاة والمستكبرين في الأرض، ويشمل الإعداد التوعية والتدريب والتسليح لأجيال الأُمَّــة للمواجهة دون اعتبار لكثرة عدد الأعداء وعدتهم وعتادهم، ومن ثم فَــإنَّ ارتقاء القادة العظماء شهداء نصر للأُمَّـة، فبدمائهم ترتوي الأرض، وتنبت أجيالًا صُلبةً تحملُ دماءهم وفكرهم وتسير على نهجهم.
ولم تدرك القوى الإجرامية حتى اليوم سر تماسك وصبر وصمود ثلة الإيمَـان والجهاد، رغم ما أصابهم ويصيبهم من الأذى، ورغم مستوى همجية ووحشية قوى الاستكبار والطغيان والإجرام، الذي ضاعف مصابهم في أنفسهم وفي ذويهم، وتهدف هذه القوى الإجرامية الوصول دون جدوى إلى فرض حالة الخيارات الاستسلامية على المجاهدين، وباستهدافها للقادة الجهاديين اعتقدت قوى الطغيان والإجرام أن أفعالَها تلك ستؤدي حتمًا إلى انهيار ثلة الإيمَـان الجهاد وخلخلة صفوفها لكن هذه القوى سرعان ما تكتشف خطأ تقديراتها، وأن جرائمها قد ارتدت عليها، ومع ذلك لم تستفد من دروس بليغة سطّرها فتية الجهاد عبر عقود من الزمن أثبتوا خلالها أن استشهادَ القادة حافزٌ كبير لرفع مستوى الإصرار والصمود على مواصلة طريق العظماء بزخم أكبرَ؛ وفاءً لتضحيات القادة العظماء وحَمْلًا للأمانة، التي قدموا في سبيلها دماءهم الطاهرة قُربانًا إلى الله تعالى لنصرة دينه وإعزازًا لأمة نبيه الخاتم محمد -صلى الله عليه وآله وسلم-، هذه الأُمَّــة المستهدفة من القوى الاستعمارية في دينها وقيمها وتاريخها وجغرافيتها وخيراتها، والتي لا تزال في سباتها العميق رغم أن فيها من حاول ويحاول بكل جهده إيقاظَها، لتنفُضَ غُبارَ الذل والهوان عن كاهلها، ولتواجهَ عن بصرٍ وبصيرةٍ أعداءها.
وفي بلدنا يمن الإيمَـان والحكمة كان المشروع الأكثر إقلاقاً بالنسبة للقوى الاستعمارية، هو المشروع الفكري النهضوي للسيد القائد الشهيد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- فقد أدركت القوى الاستعمارية أن هذا المشروع لا يهدف إلى مُجَـرّد النهوض بالبلد اقتصاديًّا فحسب، بل إن هذا المشروع فكري تحرّري، يرفض ويقاوم الهيمنة والطغيان والارتهان للقوى الاستعمارية، وكانت هذه القوى تدرك أن مشروع السيد القائد الشهيد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- هو مشروع أُمَّـة، توعوي تنويري، إذَا ما كتب له النجاح فلن يقف أثره ومداه من حَيثُ الزمان عند مرحلة معينة، ومن حَيثُ المكان عند جغرافية محدّدة، ولن يكون وجوده مرتبطاً بوجود مؤسِّسه، بل إن هذا المشروع سيستمر ويزداد قوة.
فهذا المشروع أدرك مؤسّسه تمام الإدراك أن الأُمَّــة تتعرض لغزو استعماري ذي طابع حديث، وحول ذلك تحدث -رضوان الله عليه- قبل أكثر من عقدَينِ من الزمان قائلاً: (الاستعمارُ الحديث الآن جاء تحت عنوان خبيث، باسم مكافحة إرهاب، ومعهم مجموعة يسمونهم إرهابيين يوزعونهم على المناطق، ثم يقولون نريد أن ندخل لنطاردهم، نلحق وراءهم ويدخلون المناطق، يدخلون البلدان، يدخلون البلاد ويحتلونها، ويهيمنون عليها، ويكونون قد أخضعوا الدولة فيها، والناس لا يرون شيئاً، إلا عندما تستحكم قبضتهم، لا يرى الناس أشياء، لا يرون أمريكيين أمامهم زاحفين إلا بعد أن تكون قد استحكمت قبضتهم، قد دخلوا البلاد، وتوافدوا بأعداد كبيرة).
وشخّص السيد القائد الشهيد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- دقة وخطورة المرحلة التي تمر بها الأُمَّــة، وحالة ضعف قياداتها وعبر عن ذلك بقوله: (في هذا الزمن أصبحت القضايا خطيرة جِـدًّا جِـدًّا بشكل رهيب فيما يتعلق بأعمال اليهود والنصارى، لم تعد تقف عند حَــدّ، أن يصبح مثلاً أي زعيم عربي عبارة عن مدير قسم شرطة، يقولون له: نريد فلاناً، يقول: أبشروا بنا! نريد فلان، يقول تفضلوا: خذوه، كلهم جميعاً هكذا! هذه الحالة رهيبة جداً).
واليوم وبعد ثلاثة وعشرين عاماً على تشخيص السيد القائد الشهيد -رضوان الله عليه- لحال الأُمَّــة العربية أصبح الواقع أكثر إفصاحًا عن مضمون عن تلك النظرة الثاقبة التي قيَّمَ من خلالها حال الحكام العرب قبل أن تنكشف عمالتهم وتبعيتهم وارتهانهم بهذا المستوى الذي هي عليه اليوم، ومع إدراكه -رضوان الله عليه- المخاطر المحدقة بالأمة فَــإنَّه لم يلتزم الصمت وهو في بلد مستباح من القوى الاستعمارية الإجرامية فاستشعر مسؤوليته الدينية ونهض بواجبه، وأكّـد أن استشعار هذه المسؤولية واجبُ كُـلّ مسلم؛ باعتبَار الأُمَّــة الإسلامية كُلًّا لا يتجزأ، وتحدث حول هذه المسؤولية قائلاً: (ثم هل يمكن أن نقول إن الإسلام نفسه قد جاء ليوزع المسؤوليات بين أبناء هذه الساحة؟ فله خطاب خاص معنا، وخطاب خاص مع أُولئك، فوزع الرقعة الإسلامية إلى قطاعات ومناطق، ليس من في هذه المنطقة مسؤولًا عما يحدث في المنطقة الأُخرى! أَيْـضاً لا أعتقد أنه في القرآن الكريم هناك توزيع للعالم الإسلامي، أَو للأرض إلى قطاعات، وكل قطاع مسؤوليته تختص بجهة معينة، أَو بمن في داخله ليس أبناء هذه المنطقة، مسؤولين عما يواجه به الإسلام في منطقة أُخرى). وأبعد من ذلك أكّـد السيد القائد الشهيد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- أن التنصل عن إدراك المسؤولية تجاه ما تتعرض له الأُمَّــة الإسلامية يمثل: (خزيًا للمسلمين في الحقيقَة، خزيًا وتقصيرًا عظيمًا أمام الله سبحانه وتعالى، ونبذًا لكتابه نبذًا للقرآن خلف ظهورنا).
ولم يقف تشخيص السيد القائد الشهيد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- عند حَــدّ واقع الأُمَّــة على الجوانب السياسية والاقتصادية، بل شمل التشخيص علماء هذه الأُمَّــة وما هم عليه من حالة ضعف وتبعية وتضليل لشعوب الأُمَّــة وتدجينها للحكام عملاء القوى الاستعمارية، وحول ذلك تحدث قائلاُ: (هذه حالة سيئة حتى عند من يحملون الدين، واسم الدين، إنه إذَا كنت تطلب العلم وأنت ترى نفسك أنك تحمل نفسية ضعيفة، لا تقرب العلم، لا تتعلم لتصبح في نظر الآخرين رجل دين، وحامل علم يقتدى به، إنك حينئذ من سيصبغ دينه بضعفه، من سينعكس ضعفه على مواقفه الدينية).
وفي ما يتعلق بمواجهة قوى الغزو والهيمنة والاستكبار، أكّـد السيد القائد الشهيد حسين بدر الدين الحوثي –رضوان الله عليه – (أن من يتصدَّى من العلماء لأُولئك لا بد أن يكونَ واعياً مدركاً لحال الأُمَّــة، وما يحيط بها من مخاطر وضعف وهوان، مستشعراً لمسؤوليته أمام الله سبحانه وتعالى في النهوض بالأمة، ومن ثم فَــإنَّ من يحمل مسؤولية النهوض بالأمة هو من يمثل خطورة على قوى الهيمنة والغزو والاستعمار، وعلى مشاريعهم الاستعمارية الحديثة، فالخطورة عليهم من عالم الدين “ليس في لحيته، ليس في تركُّعه، بل في رؤيته في النهوض بهذه الأُمَّــة، كيف يمكن أن تتوقع ممن لا يرى الإسلام إلا لحية وثوباً قصيراً ومسواكاً، أن يجعل الأُمَّــة بمستوى المواجهة ضد اليهود وضد الغرب! ممن يرى أن الله قد أنعم علينا أن جعل الغربيين والكفار يصنعون لنا ونحن نعبده ونسير في عبادته، وهم يصنعون لنا كُـلّ شيء هل هذا يمكن أن يواجه الغرب) ولا يمكنُ اليومَ لأي منصف إلا الإقرار بصوابية تشخيص السيد القائد الشهيد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- لحال علماء الأُمَّــة قبلَ أكثرَ من عقدين من الزمان؛ فحالة الانكشاف التي هم عليها اليوم غير مسبوقة في التاريخ!
وبسبب إدراك القوى الاستعمارية الغربية لما حمله مشروعُ الشهيد القائد من جدية، عملت هذه القوى بكل ما لديها من قوة، وباستخدام أدواتها الإقليمية والمحلية على محاربة هذا المشروع، ومحاولة وأده في مهده، وخنقه في مكان انطلاقه، وتمكّنت بالفعل تلك القوى من اغتيال مؤسّسه السيد القائد الشهيد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- اعتقادا منها أنها قد سبقت الزمن، وقضت على أخطر مشروع يهدّد نفوذها في اليمن والمنطقة العربية بأسرها، لكنها ما لبثت أن أدركت خطأ تقديرها، حين وثب حَمَلَةُ هذا المشروع بقوة وبقيادة السيد القائد/ عبد الملك بن بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- لمقارعة الطغاة والمستكبرين، حتى مكنهم الله سبحانه وتعالى، وليصبح بعد ذلك هذا المشروع الحاملَ الأَسَاسَ لقضية الوطن، والمدافع عن حقوق أبناء الشعب في مواجهة الطغاة والفاسدين، فكان أنصار هذا المشروع قوة أَسَاسية محركة لعجلة الثورة، التي خلصت شعب الإيمَـان والحكمة من حالة التبعية والارتهان للقوى الاستعمارية، التي غادرت العاصمة صنعاء ذليلة تجر أذيال الخيبة والندامة على اقترافها جريمة اغتيال السيد القائد الشهيد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- فقد ارتدت جريمة الاغتيال الآثمة وبالًا على تلك القوى الإجرامية التي لم يخطر ببالها يوماً أنها وأدواتها الإقليمية الرخيصة ستغادر العاصمة صنعاء بتلك الحالة المهينة، بعد أن أحرقت ما بحوزتها من وثائق، حينها شاهد أبناء شعبنا وشعوب الأُمَّــة تصاعد أعمدة الدخان من سفارات تلك القوى تفوح منها رائحة الإجرام والخيانة.
ولم تقف ارتدادات جريمة اغتيال السيد القائد الشهيد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- عند هذا الحد، بل إن هذه الارتدادات امتدت بقوة خارج حدود النطاق الجغرافي ليمن الإيمَـان والحكمة، فحين حاولت القوى الإجرامية الاستعمارية استعادة اعتبارها والانتقام من ثورة الشعب التي أخرجتها من العاصمة صنعاء صاغرة ذليلة، تضاعف صغارها وذلها بعد عقد من الزمان، فقد مكن الله سبحانه وتعالى حملة المشروع القرآني من التنكيل بهذه القوى التي عملت على التخفي في حربها العدوانية وراء أدواتها الإقليمية القذرة، وما زالت الارتداداتُ تتوالى بقوة في مواجهة القوى الاستعمارية؛ فمنذ أكثرَ من عام على اقتراف هذه القوى جريمة الإبادة الجماعية بحق أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة بادر السيدُ القائد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي –نصره الله تعالى- بإعلان موقف إسلامي عربي أصيل جسّد إيمانَ وأصالة شعبنا وهو مساندة مظلومية أبناء الشعب الفلسطيني مهما كان الثمن ومهما ارتفع سقفُ تهويل وإرجاف القوى الاستعمارية الغربية، وقد بدأ هذا الموقفُ بالإجراءات الضاغطة في البحر الأحمر وتصاعدت لتشملَ خليج عدن والبحر العربي والمحيط الهندي والبحر المتوسط، والأراضي المحتلّة في أُمِّ الرشراش ويافا عُقر دار كيان الاحتلال، وقد وقفت القوى الاستعمارية الإجرامية الصهيوغربية صاغرة أمام موقف شعبنا الذي اقترنت به مواقفُ مماثلةٌ من ثلة من أبناء الأُمَّــة الإسلامية في جنوب لبنان وفي العراق والجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وبتصاعد وتيرة الإجرام الصهيوغربي امتدت أفعال جريمة الإبادة الجماعية لتشمل الضفة الغربية والضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، وسيرًا على أُسلُـوبها القديم اعتقدت القوى الإجرامية أن اغتيالها لقادة الجهاد يمكن أن يؤدي إلى انهيار المقاومة الإسلامية في جنوب لبنان؛ فعملت على تنفيذ جريمة اغتيال أمين عام حزب الله سماحة السيد حسن نصر الله -رضوان الله عليه- لتفت في عضد المجاهدين وتخلخل صفوفهم تحت وطأة الصدمة والترويع، لكن فرحة هذه القوى الإجرامية الصهيوغربية المسنودة بالكيانات الوظيفية العربية لم تكتمل، وسرعان ما أدركت أن عورتها قد انكشفت، فقد غطت الصواريخ كامل النطاق الجغرافي لكيانها الوظيفي الصهيوني الإجرامي، وأصبح قطعان المستوطنين وقياداتهم كالفئران في الملاجئ يدخلون ويخرجون على مدار الساعة؛ خوفًا من الصواريخ والطيران المسير، ولم يكن واردًا بذهنية القوى الاستعمارية الصهيوغربية أن تغطي الصواريخ كامل النطاق الجغرافي للأراضي الفلسطينية المحتلّة قبل عملية اغتيال الشهيد القائد سماحة السيد حسن نصرالله –رضوان الله عليه-، وما زالت ارتداداتُ هذه الجريمة تتوالى على قوى الإجرام الصهيوغربية؛ فقد تمكّن المجاهدون -بفضل الله تعالى- من استهداف مواقعَ حساسةٍ لكيان الاحتلال في مناطقَ متعددة، ومنها السكن الخاص المحصَّن لرئيس وزراء كيان الاحتلال نتن ياهو، وغيره من القواعد العسكرية الجوية والبحرية والمعسكرات، ولم يكن هذا الاستهداف واردًا أبدًا بذهن القوى الاستعمارية الإجرامية قبل عملية اغتيال سماحة السيد حسن نصر الله –رضوان الله عليه-.
واستبشرت هذه القوى الإجرامية وأدواتها القذرة في المنطقة بعملية اغتيال رئيس حركة حماس المجاهد الشهيد يحيى السنوار، ومن قبله الشهيد إسماعيل هنية، وتوالت التصريحاتُ من مختلف عواصم قوى الاستعمار بأن حركة حماس قد انتهت بعد اغتيال الشهيد السنوار، غير أن فرحة هذه القوى لم تدم طويلًا؛ فقد تمكّن المجاهدون من أبناء الشعب الفلسطيني من الفتك بأحد أبرز قادة الألوية ومجموعة من كبار العسكريين الصهاينة، ولا يزال التنكيل بهم مُستمرًّا في قطاع غزة وفي جنوب لبنان؛ فالعشرات من الجنود والضباط يتم الإعلان عنهم قتلى وجرحى يوميًّا رغم الرقابة العسكرية الصارمة.
وباغتيال القوى الإجرامية الاستعمارية الصهيوغربية للمجاهد الشهيد هاشم صفي الدين سيزداد المجاهدون في جبهة لبنان وجبهة غزة وكل جبهات محور المقاومة إصرارًا وتصميمًا على السير في درب الشهداء القادة، وسينضم بإذن الله تعالى المزيد من أبناء الأُمَّــة الإسلامية لمواجهة القوى الاستعمارية الإجرامية الصهيوغربية وأدواتها في كافة الميادين وعلى كافة المستويات، ليعلَمِ المستعمرُ البغيضُ أن الدماء الطاهرة تروي أرضَ العروبة والإسلام وحتمًا ستنبت الأرض المروية، وسيكون نباتُها موتًا زُؤَامًا متربِّصًا بكل معتدٍ أثيم. (ولله عاقبةُ الأمور).