هاشم صفي الدين شهيد الإسلام والمسلمين رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله
ق. حسين محمد المهدي
لقد ارتقى شهيد الأُمَّــة الإسلامية شهيد الأقصى على طريق القدس فخر الرؤساء والشهداء، وصفوة الأمجاد النبلاء، وزينة الفضلاء، الشجاع المجاهد؛ مِن أجلِ إعلاء كلمة الله وتحرير الأقصى، ونصرة المظلومين في فلسطين سماحة السيد العلامة هاشم صفي الدين شهيداً نبيلاً.
أسد له في كُـلّ ملحمة
ضَربٌ يدين لوقعه النصرُ
لو نازل الدنيا بعزمته
أضحت وليس لها إثرُ
لكنهم غدروا بوقعته
صهيون من دأبها الغدرُ
لن تظلم الدنيا بمفجعه
فالحزب في فرسانه كُثْرُ
فالمرء في دنياه ذُو غِيَر
يفنى ويبقى بعده الذِكرُ
لقد أنفق الشهيد حياته في سبيل الله، وقضى جُلَّ وقته في طاعة الله.
مات شهيداً سعيداً وقد ترك رجالاً يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون في الله لومة لائم.
هاشم صفي الدين صقر ألمعي
رُزِقَ الشهادة في مقام أرفعِ
هذا مقام كُـلّ فخر دونه
شمس النهار بمثله لم تصدعِ
فالله ثبته وأعلا شأنه
حتى سما في الساجدين الركع
بين النبيين الكرام ومثله
في جنة الفردوس قبلك مَن نُعي
ضجت عليك معاهد ومواقع
وشكت فراقك بالدموع الهُمَّعِ
لما نُعِيت إلى الحياة ترجلت
في العالم المتصارع المتنوعِ
ومَشت على درب الجهاد وأظهرت
في ثأرك الأمر الرهيب المفزعِ
فَزَعَت وما خفيت عليها غاية
لتحرّر الأقصى بجيش تُبَّعِ
الله ثبتَ أرضه بوتائد
تسمو بها قلل الجبال الُلمَّعِ
ليزيل صهيون ويخلى أثرها
من كُـلّ باغ في الجهات الأربع
لقد أشعل مقتل الراحل العظيم والفقيد الكبير في نفوس المسلمين جذوة الجهاد، وتحرير أرض فلسطين من الصهيونية الضالة الظالمة، والتي تمارس الاعتداء على العرب والمسلمين وساستهم الأبطال، وما ذلك إلا لأمر قد علمه الله، وأراد به إيقاظ المسلمين، وشد عزائمهم للجهاد، وتحرير الأقصى الشريف من دنس هؤلاء الصهاينة.
وما هو إلا ابتلاء أراد الله به امتحان هذه الأُمَّــة؛ مِن أجلِ تكريم الصادقين المجاهدين (وَلَوْ يَشاءُ اللَّهُ لانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلكِنْ لِيَبْلُوَا بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمالَهُمْ).
فهنيئاً لهذا البطل المغوار الفوز بالشهادة: (وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) (وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أَمْواتٌ بَلْ أَحْياءٌ وَلكِنْ لا تَشْعُرُونَ) وذلك شرف يتمناه المسلمون جميعاً.
فتعازينا الحارة لأهل الفقيد وقرابته، وللمجاهدين في سبيل الله جميعاً، ولشعب لبنان العظيم، والشعب الفلسطيني، وأنصار الله، وحزب الله المناضل الصامد في وجوه الأعداء بعزيمة لا تلين، ولكل أحرار العالم، وللأُمَّـة الإسلامية جمعاء.
نسأل الله أن يرزق الجميع الشهادة في سبيله، والسعي إلى تحرير فلسطين، إنّا لله وإنّا إليه راجعون.
العزة لله ولرسوله وللمؤمنين، والخزي والهزيمة للكافرين والمنافقين، ولا نامت أعين الجبناء.
(وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ)