هاشم صفي الدين شهيد على طريق القدس
غيداء شمسان غوبر
في لحظة حزن عميق، وفي وقت مأساوي ومهيب على حَــدّ سواء، رحل قائد من قادة المقاومة اللبنانية، فارس من فرسان المقاومة، قائد من قادة النضال، السيد هاشم صفي الدين، الذي ارتقى شهيدًا على طريق القدس، لقد كان هاشم صفي الدين رمزًا للصمود والمقاومة، وقائدًا ألهم الأجيال وترك بصمة لا تُمحى في تاريخ النضال ضد الاحتلال.
ولد هاشم صفي الدين في مدينة صور اللبنانية، وعاش حياته مكرسًا لنضال الشعب الفلسطيني، انضم إلى صفوف حركة أمل في سن مبكرة، حَيثُ سرعان ما برز كقائد عسكري لامع، قاد هاشم صفي الدين العديد من العمليات العسكرية ضد الاحتلال الإسرائيلي؛ مما جعله هدفًا للعدو الصهيوني.
في عام 1982 قاد هاشم صفي الدين قوات أمل في معركة السلطان يعقوب، حَيثُ واجه الجيش الإسرائيلي بشجاعة نادرة. على الرغم من تفوق العدوّ من حَيثُ العدد والعتاد، تمكّن هاشم صفي الدين من الصمود وتكبيد العدوّ خسائر فادحة.
لم يكن هاشم صفي الدين مُجَـرّد قائد عسكري، بل كان أَيْـضاً مفكرًا واستراتيجيًّا بارعًا. كان من أوائل الذين أدركوا أهميّة الوحدة الوطنية بين جميع الفصائل، ودعا دائماً إلى تعزيز التنسيق والتعاون بين الفصائل؛ مِن أجلِ تحقيق النصر على الاحتلال.
استشهاد هؤلاء القادة خسارة فادحة للمقاومة اللبنانية، ولكن إرثهم سيبقى حيًّا في قلوب وعقول المقاومين، سيواصل هؤلاء الشهداء إلهام المقاومة في نضالها ضد الاحتلال الإسرائيلي حتى بعد استشهادهم، حتى تحقيق النصر وتحرير كامل التراب اللبناني.
إن استشهاد قادة حزب الله دليل واضح على أن المقاومة اللبنانية لن تتوقف أَو تستسلم، بل ستستمر في النضال حتى تحقيق أهدافها.
استشهاد هاشم صفي الدين خسارة فادحة للشعب اللبناني والمقاومة بأكملها، ولكن إرثه سيبقى حيًّا في قلوبنا وعقولنا، سيواصل ذِكر وروح وعطاء وتضحية هاشم صفي الدين إلهامنا في نضالنا؛ مِن أجلِ تحرير فلسطين من دنس الاحتلال.