استنهاضُ القيم الأصيلة في الدفاع عن المقدسات الإسلامية
شاهر أحمد عمير
إن الحديث عن القضايا الإسلامية والواقع الذي يعيشه المسلمون اليوم يفرض علينا وقفة تأمل عميقة. في ظل ما تتعرض له مقدساتنا الإسلامية من تهديدات وتحديات، نجد أن هناك قوى تبرز لتدافع عن شرف ملياري مسلم، وتنشر قيم الإسلام في أبهى صورها. إن هذه القوى، التي يصفها البعض بـ”الروافض” أَو “المجوس”، هي اليوم من تصنع المجد للأُمَّـة الإسلامية وتستشهد دفاعًا عن المستضعفين في الأرض.
في هذا السياق، نجد أن الشيعة، الذين يُنظر إليهم أحياناً بنظرة سلبية من بعض التيارات، هم في الواقع من يقفون في الصفوف الأمامية للدفاع عن شرف الأُمَّــة الإسلامية والعربية. هم من يقدمون التضحيات، ويقفون في وجه العدوان، ويناصرون قضايا الأُمَّــة الكبرى، مثل قضية فلسطين. إن المجاهدين منهم هم من يسطرون التاريخ بدمائهم الزكية ويعيدون كتابة الصفحات المجيدة للإسلام، من خلال أفعالهم النبيلة ودفاعهم عن المقدسات.
من بين هؤلاء، يبرز دور السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي حفظه الله، الذي أظهر شجاعةً وإيمانًا في مواجهة التحديات التي تعصف بالأمة. لقد كان له دورٌ بارز في تعزيز القيم الأصيلة في المجتمع اليمني، حَيثُ دعا إلى الوحدة والتضامن بين جميع المسلمين، مؤكّـداً على أهميّة الدفاع عن المقدسات الإسلامية. إن تصريحاته وخطاباته تعكس فهمًا عميقًا للتحديات التي تواجهها الأُمَّــة، وقدرتها على تجاوز الانقسامات الطائفية والقبلية، للوقوف في وجه الاحتلال والعدوان.
إن هؤلاء المجاهدين الشيعة، الذين يواجهون الظلم والعدوان، يقدمون أرواحهم فداءً لمبادئهم وقيمهم، مستلهمين من تجربة الإمام الحسين (عليه السلام) الذي قال: “الناس عبيد الدنيا والدين لعق على ألسنتهم يحوطونه ما دَرَّت معايشهم فإذا مُحِّصُوا بالبلاء قل الديَّانون”. هنا، نجد أن النضال الحقيقي لا يقتصر على القول، بل يتجسد في الفعل والبطولة.
من جهة أُخرى، نجد أن من يدّعون أنهم أهل السنة والجماعة، والذين يُنظر إليهم على أنهم حماة الإسلام، هم من خانوا قضية المسلمين الأولى: القدس وفلسطين. لقد تخلوا عن أهل غزة وسمحوا لـ “إسرائيل” بارتكاب المجازر، بل إن بعضهم اعترف بالدولة الإسرائيلية ودعا إلى إقامة دولة لها على أرض فلسطين. هؤلاء هم الذين خانوا دماء النساء والأطفال وحرّضوا ضد حركات المقاومة، مستبيحين المقدسات التي ينادون بحمايتها.
السيد القائد عبد الملك الحوثي حفظه الله، ومن خلال قيادته الحكيمة، يمثل رمزًا للإرادَة الصلبة والعزيمة التي لا تلين، حَيثُ دعا دائماً إلى توحيد الصفوف لمواجهة التحديات الخارجية. لقد أكّـد على أن النضال ضد الاحتلال لا يمكن أن يتجزأ، وأن كُـلّ مسلم هو مسؤول عن الدفاع عن المقدسات التي تمثل هُــوِيَّتنا الإسلامية.
إن التناقضات التي تعيشها الأُمَّــة الإسلامية اليوم تؤكّـد الحاجة الملحة إلى إعادة كتابة تاريخنا الإسلامي بنزاهة وموضوعية، بعيدًا عن الأجندات السياسية الضيقة. يجب أن نبرز دور كُـلّ القوى التي تدافع عن الإسلام بشرف، ونقف معًا ضد الاحتلال والتعصب والطائفية.
علينا أن نعي أن الإسلام، في جوهره الأصيل، يدعو إلى الوحدة والتسامح، وأن نضع نصب أعيننا الأهداف السامية التي تجمعنا، بدلًا من الانقسام والتنازع. إن الدفاع عن المقدسات الإسلامية هو مسؤولية جماعية، ويجب أن يكون من أولوياتنا جميعاً.
يجب أن نتذكر أن اللحظة التاريخية التي نعيشها اليوم تستدعي منا جميعاً أن نكون أبطالا في الدفاع عن حقوق المستضعفين ومقدساتنا، مستلهمين من قيمنا الإسلامية الأصيلة التي تدعو إلى العدالة والكرامة. لنكن جيلًا يكتب التاريخ بمداد الدماء الزكية التي سُفكت دفاعًا عن الحق، ولنستعد لإعادة بناء أمتنا على أسس من التضامن والإنسانية، تحت راية السيد القائد عبد الملك الحوثي “حفظه الله”، الذي يقودنا نحو مستقبل أفضل، قائم على المبادئ والقيم التي تجسد روح الإسلام الحقيقية.