الإعلام أداةٌ للنضال في مقاومة الاحتلال

 

يمن محمد

في ظل الهجمات العدوانية الصهيونية على فلسطين ولبنان ودول محور المقاومة، يمثل الإعلام أدَاة حاسمة للتوعية بخطر الصهاينة المعتدين المحتلّين. من خلال تقارير الأخبار والتحليلات السياسية وغيرها، فيسلط الإعلام الضوء على السياسات الاحتلالية والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي يرتكبها الصهاينة في فلسطين ولبنان والأراضي العربية والإسلامية. كما أنه يوضح دور المقاومة في الدفاع عن الأرض والحفاظ على الوطن ومؤسّساته ويعمل على توحيد الأُمَّــة ضد الصهاينة المحتلّين.

وفي خضم هذه الأحداث، نلاحظ عددًا كَبيرًا من وسائل الإعلام العربية التي تعمل بخدمة العدوّ الإسرائيلي، حَيثُ تقوم بدور جنود للعدو، فتتغلغل في أوساط المجتمع الإسلامي لترهيب الأفراد والمجتمعات وخطرها يفوق خطر الصهاينة، في تجعل من هذا العدوّ المجرم قوة عظيمة يصعب قهرها، وتقوم هذه الوسائل بتغييب قوة المقاومة وتهيئة الشعوب للخضوع لعدوهم صاغرين، مقتصرةً في حديثها عن القصف والعدوان الإسرائيلي؛ مما تجعل منه إنجازات عظيمة، وتتبع رؤية العدوّ، حَيثُ تقلل من أهميّة هجمات المقاومة سواء من اليمن أَو فلسطين أَو لبنان أَو ما حدث في عملية “الوعد الصادق” الإيرانية الأولى والثانية، حَيثُ أشاعوا أن “إسرائيل” تتصدى لجميع الهجمات، ولم يكن لها أي تأثير في الواقع الإسرائيلي كما يزعمون، فيتسترون على عدد الجرحى والقتلى من العدوّ وكذلك الخسائر المادية.

وعلى النقيض من ذلك، نجدهم اليوم، وعند الهجمات الإسرائيلية على إيران، يبالغون في وصف هذه الهجمات، مدعين أن “إسرائيل” حقّقت أهدافَها في الهجوم، ويقومون بفبركة عدد من الصور والفيديوهات من أحداث أُخرى وينشرونها على أنها للهجمات الإسرائيلية على الأراضي الإيرانية.

كما تعمل هذه الوسائل الإعلامية العميلة على تعزيز فكرة أن هذا العدوّ يملك أكبر قوة على وجه الأرض، ولا يمكن مواجهته، مما يجعلهم يتجاهلون قوة الله وقدرته، ويغيّبون الحقيقة التي تؤكّـد أن هذا العدوّ هش جِـدًّا، ولا يتجرأ على مواجهة المقاومين إلا عن طريق الاغتيالات والغارات الجوية. كما أن أغلب جرائمه وعمليات الاغتيال لا تتم إلا بفضل الدعم والتعاون من بعض العملاء العرب الذين يساهمون في تعزيز العمل الاستخباراتي للعدو، دون أن يدركوا أن السحر سينقلب يومًا على الساحر وسيذوقون مرارة ما يزرعون.

فالعدوّ يتعامل مع جميع المسلمين؛ باعتبَارهم أعداء، سواء طبعوا معه أم لا، فضلًا عن أنه يعتبر الذين يتعاونون معه عبيدًا بلا قيمة، وبنفس الوقت يشعر بالخوف والرهبة من المجاهدين المقاومين.

كما نلاحظ من هذه الوسائل الإعلامية، وعند تناقل الأخبار حول عمليات القوات المسلحة اليمنية في محاصرة العدوّ وقطع خطط الإمدَاد البحري له، كيف أنهم يزيفون الواقع ويتحدثون عن القرصنة البحرية والاعتداء على السفن، فيروجون لتوجيهات العدوّ الأمريكي والصهيوني، بأن العمليات اليمنية تشكل خطرًا على الملاحة البحرية وتسبب التلوث البيئي، مما يهدف إلى إضعاف جبهة المقاومة وإشاعة الخوف في قلوب الناس ضعيفي الإيمان.

وفي مقابل ذلك، يظهر الإعلام المقاوم كقوة عظيمة، حَيثُ ضحَّى بخيرة رجاله لعرض الحقائق وتوعية الناس، وتأهيل الشباب لإنشاء جيل قوي مقاوم. إنه إعلام يشعل شرارة الثورة والجهاد ضد العدوّ الصهيوني، إعلام مؤمن، صادق ومجاهد، يجاهد في نصرة الحق والمظلومين.

لهذا، يجب على الأفراد أن يتفكروا ويعوا دور الإعلام في تشكيل وعيهم، وأن يمتنعوا عن الانقياد وراء وسائل الإعلام العميلة؛ إذ إن الحقائق واضحة، ولا بُـدَّ من قراءة الآيات القرآنية وتطبيق ما فيها من توجيهات في مواجهة زيف الاحتلال وجرائمه.

وفي الختام، نوجه رسالة شكر واعتزاز وفخر للإعلام المقاوم، بكافة وسائله المرئية والمسموعة والمقروءة، الذي يسعى لبناء جيل عظيم من الثوار الأبطال، وقادة المستقبل، ولكل الإعلاميين الشرفاء المناضلين، الذين أتاحوا عبر منصاتهم ومؤسّساتهم لكل فرد من شعوب أمّتنا الحق في التعبير وإيصال رسالته للعالم، مؤكّـدين على أهميّة دورهم في تعزيز المقاومة والعدالة والمضي قدمًا في طريق النصر حتى التحرير.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com