عملية دهس بطولية في “تل أبيب”: مصرع 7 وجرح 50 صهيونياً ومقاومة غزّة توجع الاحتلال في “نتساريم”
المسيرة | خاص
في اليوم الـ 387 من معركة (طُوفَان الأقصى)، ألهمت “عصا السنوار” الشعبَ الفلسطيني بأنه باستطاعته استخدام أية أدَاة حوله وتحويلها لسلاح يقاوم فيه المحتلّ، وعملية الدهس البطولية التي نفذها الشهيد البطل “رامي ناطور” تثبت التحام الشعب ببعضه، وأن الدم الفلسطيني بغزة لا يمكن أن يهون على الفلسطيني أينما وجد.
في التفاصيل؛ أكّـدت وسائل إعلام إسرائيلية مصرع 6 بينهم جنود وإصابة أكثر من 50، من بينهم 10 في حالة الخطر، في عملية دهسٍ في مفترق “غليلوت” في ضواحي “تل أبيب”، فيما استشهد المنفّذ.
وفي تفاصيل العملية، أفادت وسائل الإعلام بأنّ الإصابات وقعت في إثر اصطدام شاحنة بمحطة الحافلات قرب “غليلوت”، حَيثُ دهست الشاحنة عددًا كَبيرًا من الجنود الإسرائيليين بالقرب من قاعدة “غليلوت” العسكرية شمال “تل أبيب”.
ونقلت شرطة الاحتلال أنّ شاحنة المنفّذ اصطدمت بحافلة بالقرب من محطة تجمّع فيها الجنود قرب قاعدة “غليلوت”، ما يؤكّـد للجميع أن المنظومة الأمنية في خلل ولا تستطيع أن تحقّق الأمان.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أنّ منفّذ عملية الدهس هو الشهيد “رامي ناطور” من مدينة “قلنسوة”، مشيرةً إلى أنّه “خرج من الشاحنة بعد تنفيذ العملية وبحوزته سكين وحاول تنفيذ عملية طعن”.
بدورها؛ قالت: “نجمة داوود الحمراء” الصهيونية: إنّها “تتعامل مع عشرات الإصابات من جراء اصطدام شاحنة بمحطة للحافلات شمالي تل أبيب”، مشيرة إلى استدعاء مروحية لنقل الجرحى، وأكّـدت أنّ عددًا من إصابات عملية الدهس في “غليلوت” ميؤوس منها.
وبحسب مراقبين فَــإنَّ هذه العملية مثلت ضربة قاتلة للاحتلال من حَيثُ مكانها بالقرب من “وحدة 8200” وكذلك توقيتها؛ إذ تزامنت مع إحياء “نتنياهو” وحاشيته لذكرى قتلاه في أُكتوبر، لافتين إلى أن الموت بات يزرع في شوارع الصهاينة وأصبح يجول في شوارعهم ويشكل لهم حالة من الرعب والهلع المُستمرّين.
وأكّـد محللون فلسطينيون أن جبهة الداخل المحتلّ من أهم الجبهات التي قد تصنعُ فارقًا في معركة (طُوفَان الأقصى)، وأن جبهات المقاومة تكبد الاحتلال خسائر فادحة وتجعله في معركة استنزاف مُستمرّة، كما أن الشعب الفلسطيني يقاتل بإرادَة كبيرة وإيمان منقطع النظير ولا يمكن أن يرفع الراية البيضاء.
ويرى مراقبون أن الأُسلُـوبَ الفدائي القتالي هو الأُسلُـوب الأكثر جرأة وشجاعة وتضحية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى مقابل البحث عن الحرية وكَنس العدوّ، مشيرين إلى أن المقاومة أبدعت باستخدام كافة أدوات القتال في عام الطوفان.
هذه العملية لم تكن في معزلٍ عما يحدث في غزة الآن من تطهير عِرقي وإبادة جماعية، والتي خلفت حالة من الغضب الشديد وروح الانتقام من الاحتلال، وعملية الدهس في “تل أبيب” جاءت في أكثر موقع يتمتعُ بحصانة أمنية قوية ومغطى بكل أنواع الحماية الممكنة.
ولعل الظروف الميدانية وضعت كيان الاحتلال في مربع الأفق المسدود والحل الوحيد أمامه أن يضع السلاح على الأرض، ويرضخ لشروط المقاومة، فالاحتلال ومنذ اللحظة الأولى لعملية الدهس تعاطى مع الحدث على أَسَاس خلفية قومية وعمل فدائي، غير أن لها وقعاً كبيراً على المستوطنين وبدا ذلك من خلال حجم التضارب في الأنباء والإعلام العبري.
ويؤكّـد خبراء عسكريون أن هذا النوع من العمليات “عملية تل أبيب المنفردة” تشكل هاجسًا وكابوسًا حقيقيًّا للكيان الإسرائيلي؛ بسَببِ أن المنظومة الأمنية في الكيان تعتمد على المعلومات وفي هذه الحالة لا تتوفر معلومات؛ لأَنَّها ليست موجهة من قبل تنظيمات وفصائل.
وهو ما يفسّر ظهورَ الإعلام العبري مرتبكًا في التعاطي مع عملية الدهس الفدائية؛ لما لها من دلالات كثيرة منها ما يتعلق بالزمان والمكان والواقع السياسي؛ إذ إن اللافت في هذه العملية أنها جاءت بعد ساعات من خطاب “نتنياهو” الذي حاول فيه ترميم صورة الردع “الإسرائيلية” في ظل اشتعال الساحات والجبهات حوله.
ميدانيًّا؛ تواصل فصائل الجهاد والمقاومة الفلسطينية خوض اشتباكات عنيفة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في عدّة نقاط في جباليا شمالي قطاع غزة، وتواصل توجيه صواريخها وقذائفها لدك تمركز قوات العدوّ في “نتساريم”.
وعرض الإعلام العسكري لكتائب الشهيد عز الدين القسّام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، الأحد، مشاهد لاستهداف أحد المباني التي تحصّنت بها قوات الاحتلال الإسرائيلي، في مخيم جباليا، شمالي قطاع غزّة.
وأظهرت المشاهد، التي يعود تصويرها لتاريخ 23 أُكتوبر الجاري، رصد دخول عدد من جنود الاحتلال إلى داخل أحد المباني وتمركزهم فيه، وإلى جانب المبنى تظهر آلية كبيرة، في إشارة إلى احتمالية أن يكون المبنى استخدم مقرًا لقيادة القوات المتوغلة في المخيم.
وعقب ذلك، أطلق مقاتلو القسّام بشكلٍ مكثّـف النار من أحد المباني المقابلة للمبنى الذي تحصّن فيه الجنود، قبل إطلاق قذيفة “TBG”، مضادة للتحصينات، وإصابة المكان الذي تحصّن فيه الجنود بشكلٍ مباشر.
بدورها؛ استهدفت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، بوابل من قذائف “الهاون” تحشدات الاحتلال، في محور “نتساريم”، شمالي المنطقة الوسطى.
كتائب الأقصى أَيْـضًا بدورها، استهدفت جنــود الاحتلال الإسرائيلي وآلياته المتمـركـزة فــي محـور “نتساريم”، بصواريخ قصيرة المدى عيار “107”.
من جهته، أعلن أبو خالد المتحدث باسم قوات الشهيد عمر القاسم، الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، أنّ المجاهدين إلى جانب إخوانهم في المقاومة يخوضون معارك ضارية على محاور الفلوجة، وشرقي مخيم جباليا، في شمالي قطاع غزّة، ويوقعون خسائر فادحة في صفوف الاحتلال.
والسبت، فيما أعلنت سرايا القدس إسقاط طائرة إسرائيلية من نوع “كواد كابتر”، مشيرةً إلى أنّه “جرت السيطرة على الطائرة في أثناء تنفيذها مهامَّ استخبارية في سماء شمالي قطاع غزّة”، أكّـدت كتائب المجاهدين استهداف مجاهديها حشودًا لقوات الاحتلال شرقي مخيم جباليا، بعددٍ من قذائف “الهاون”.
إلى ذلك، بارك حزب الله وفصائل وحركات الجهاد والمقاومة الفلسطينية عملية تل أبيب البطولية ضد جنود الاحتلال من وحدة 8200، مؤكّـدين في بياناتهم أن هذه العملية ومثيلاتها بكافة الأساليب والأشكال الممكنة تعبير حيّ عن إرادَة الشعب الفلسطيني وقدرته وردّة فعل حقيقية وطبيعية على الاحتلال والعدوان والمجازر.