من زمن الهزيمة إلى عصر الكرامة: انتهى زمنُ الصمت والخضوع

رهيب التبعي

لقد ولّت تلك الحقبة التي كان فيها المظلومون يخرجون من بيوتهم مكرهين، بينما يظل المعتدون في مأمن، بعيدين عن العقاب. زمن الخضوع قد انتهى، وزمن الهزيمة قد رحل، ليحل محله زمن جديد، زمن الشموخ والكرامة الذي لا يرحم الطغاة، ولا يقبل بالاستسلام. هذا التغير الجذري في الوعي الجماهيري، وفي استنهاض الشعوب لحقوقها، قد أعاد تشكيل المشهد بشكل غير مسبوق.

على مدى عقود، كانت الشعوب المستضعفة تعاني من الظلم، والتشريد، والهدم. كم من بيوت هُدِّمت، وكم من عائلات شُرّدت، وكم من حقوق سُلبت، بينما بيوت المعتدين ظلت قائمة، وكرامتهم مصانة. كم من أرض استباحها المغتصبون، وكم من حياة تحطمت تحت أقدامهم دون ذنب. ولكن، كُـلّ هذه المآسي كانت تصب في نهر واحد: نهر التغيير والصمود الذي بلغ ذروته اليوم.

 

رسالة من أعماق الصمود:

اليوم، رسالة واضحة تنطلق من قلوب تنبض بالإيمان بحقها، وتؤكّـد أن ذلك الزمن الذي كان يخرج فيه المظلومون من بيوتهم مهجرين، قد ولّى. انتهى زمن الغبن والخنوع، وانتهى الزمن الذي كان يعتقد فيه المعتدي أنه سيبقى في أمان، وأن بيوته لن تُمس، وأنه محصن من كُـلّ حساب. نقولها بوضوح اليوم: “جاء الزمن الذي سيبقى فيه الأحرار، وسيزول فيه كُـلّ معتدٍ وطاغية. ” هذه الرسالة ليست مُجَـرّد كلمات، بل صرخة من صرخات النضال، وأيقونة من أيقونات الصمود التي يخطها التاريخ بحروف من ذهب.

لقد أصبح واضحًا أن الحق لا يموت، وأن الشعوب، مهما طال ظلمها، ومهما قست عليها الظروف، ستبقى ثابتة، شامخة كالجبل. إن تاريخ البشرية مليء بالأمثلة التي تؤكّـد هذه الحقيقة، فكل ظالم ظن أنه خالد، وكل معتدٍ اعتقد أن قوته ستدوم، قد انتهى مصيره إلى زوال. والأحرار على مر الزمان لم يضعفوا، ولم يستسلموا، وإنما أثبتوا أن قوتهم في إيمانهم، وأن عزيمتهم تزداد مع كُـلّ محنة.

 

اليوم عصر الكرامة وصوت الأحرار:

في هذا العصر، نرى شعوبًا تنتفض، وأصواتا ترتفع، وصرخات تتجلى في وجه الطغاة. لم يعد الصمت مقبولًا، ولم يعد السكوت خيارًا. كُـلّ فرد من أبناء الأُمَّــة أصبح يؤمن بأن الحق يعلو ولا يُعلى عليه، وأن العدل هو المصير الحتمي لكل من يقاوم الظلم. نرى هذه الروح في كُـلّ مكان؛ في ميادين الشرف، وعلى منابر الحق، وفي ساحات المقاومة.

نرى اليوم جيلًا جديدًا من الأحرار الذين يعيدون كتابة تاريخهم بمداد الكرامة، ويرفضون أن يظلوا في خانة المظلومين. نراهم يقفون وقفة الأبطال، يرسلون رسالة واضحة إلى المعتدين: “لن نسكت بعد اليوم، ولن نتراجع عن حقوقنا، فزمن الطغيان قد ولى إلى غير رجعة. ” إن هذا الوعي الجديد يجعل من الأحرار قوة لا يُستهان بها، قوة تستطيع قلب الموازين، وتغيير مجرى التاريخ.

 

إلى المعتدين: العدل آتٍ والزوال قريب:

إن رسالتنا إلى كُـلّ من اعتدى على حقوق الآخرين، وأمعن في ظلمهم، واستباح دماءهم، وأموالهم، ومقدساتهم، هي رسالة حاسمة لا لبس فيها. نقول لكم بملء الصوت: “إن النهاية قد اقتربت، لن تبقى بيوتكم قائمة بينما بيوت الأحرار تهدم، ولن تستمروا في الأمان بينما تخاف شعوب بأسرها على حياتها. إن البقاء للأحرار، والزوال للمعتدين”.

اليوم، بدأنا نرى الثمار تتجلى في واقعنا، فكل يوم يمر يحمل معه ملامح النصر الجديد، ملامح الحق الذي ينتصر على الباطل، ويؤكّـد أن للظلم نهاية، وأن النصر للصابرين. إننا أمام لحظة تاريخية تؤكّـد أن الصمود هو السبيل الوحيد، وأن العدل آتٍ لا محالة. قد يستمر المعتدون في تعنتهم لبعض الوقت، وقد يظنون أن قوتهم ستنجيهم، لكن الأيّام كفيلة بأن تكشف زيف هذا الوهم، فالتاريخ لا يرحم، وسنة الله في خلقه واضحة لا تتغير.

 

زمن الأمل والنصر قد حل:

إن التاريخ يُسطر الآن بحروف جديدة، حروف تصنعها قلوب الأحرار، وأرواح الصامدين الذين لا يرضون بالذل، ولا يقبلون بالهوان. نحن في زمن جديد، زمن لا يقبل فيه الأحرار الهزيمة، ولا يستكينون للظلم. وفي كُـلّ يوم تشرق فيه الشمس، يشرق معها أمل جديد، ويولد عزم متجدد بأن النصر لنا، وأن المعتدين، مهما طال بهم الزمن، إلى زوال.

هذا هو زمن الأمل، زمن الحرية، زمن الكرامة، حَيثُ يبقى فيه أصحاب الحق شامخين، بينما يختفي من ظلم وتجبر.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com