هل تقدم “إسرائيل” كُـلّ الخسائر المادية والبشرية؛ مِن أجلِ 100 أسير؟
عبدالخالق القاسمي
خلال يوم واحد هذا الأسبوع وبحسب ما أعلنه الجيش الإسرائيلي تمكّنت المقاومة الإسلامية في لبنان من القضاء على عشرة جنود وإصابة عشرين آخرين بجراح خطيرة، مع العلم بأن العدوّ يتكتم على الخسائر، وَإذَا ما اعترف يقلل من حجمها.
وهنا نتساءل هل من المعقول أن يقدم العدوّ كُـلّ هذه الخسائر في الضاحية وغزة؛ مِن أجلِ تحرير نحو 100 أسير في غزة بإمْكَانه تحريرهم بصفقة تبادل توقّعُ على ورقةٍ وانتهى الأمر؟ بالطبع لا والأمر أبعد من ذلك ويرتبط بمحاولات كسر شوكة الإسلام، ومرتبطٌ بمشاريع التوسع والاحتلال التي يقر بها الكثير من قادته، وهو على استعداد أن يقدم الكثير والكثير من الخسائر في العتاد والعديد على أن يقدم نصرًا واحدًا يحسب للمسلمين بعقد صفقة التبادل التي تعد من أهداف الطوفان..
والخلاصة أن موضوع الكبرياء والسمعة أكثر أهميّة من الحسابات الأُخرى.. على الرغم من أن العدوّ يستطيع التحايل بعقد صفقة تبادل تشمل كُـلّ الأسرى، وبعد تحرير أسراه يمكنه أن يعاود أسر المئات من الفلسطينيين في الداخل المحتلّ مجدّدًا، وبإمْكَانه بعد ذلك أن يشن عدوانًا على غزةَ؛ بذريعةِ تواجد المقاومة أَو أي سبب.. لكنه لا يريد ذلك وقد وضع هدفاً معاكساً لهدف الطوفان وهو استعادة الأسرى بالعمليات العسكرية، وفي هذه العمليات يقدم وسيقدم مئات القتلى والجرحى.
وهذا السبب والمعيار للرد على المنافقين الذين يسخرون من عملية الطوفان ويعتبرونها سبب كُـلّ تلك الخسائر في صفوف الغزاويين؛ لذا فليعلموا يقيناً بأنه مهما كانت التضحيات لا يمكن أن ترفعَ المقاومة الإسلامية الراية البيضاء ولا يليق بها ولا بالدين الذي تنتمي إليه ذلك، فإذا كان العدوّ يكابر ويخسر سمعتَه نظير فشلهِ طوال عام؛ مِن أجلِ مشروعهِ، فَــإنَّ العزة لله ولرسوله وللمؤمنين، ولكن المنافقين لا يعلمون.