أمتي أمتي.. من أين نستمدُّ بأسَنا؟
عدنان ناصر الشامي
في كُـلّ يوم، ونحن نردّد في نشيدنا الوطني “أُمَّتِي أُمَّتِي امنحيني البأس يا مصدر بأسي”، يتساءلُ البعضُ إن كانت هذه الكلماتُ لا تزال تصدحُ بالحقيقة ذاتها. لقد تحولت الظروفُ، وأصبحت مسؤولية النهوض بالأمة ملقاةً على عواتق من يتبنون الكرامة والنضال بصدق وإيمان. ولعلنا نحن اليوم -بفضل الله أولًا وبفضل القادة الملهمين الذين يقودوننا بمشروع قرآني عظيم- أصبحنا من يمنح الأُمَّــة البأس والعزيمة، وكأنما قد عكست الآية، فأصبح الشعبُ اليمني والشعوب المؤمنة الأُخرى في محور جهاد تُعِيدُ صياغةَ مفهوم المقاومة والثبات.
إن الموقف اليمني اليوم في الصمود والجهاد قد تجاوز كونه دفاعًا عن أرض واحدة أَو قضية محدّدة، بل أصبح قُدوة ورسالةً لكل أُمَّـة تسعى للتحرّر من هيمنة الطغاة والعملاء. ففي وقتٍ ترزحُ فيه شعوب كثيرةٌ تحت وطأة الهيمنة والاستعمار الأمريكي، يقفُ الشعب اليمني كرمزٍ للكرامة والصمود، مستمِدًّا عزيمتَه من إيمانه الراسخ بالله وقيادته التي تعلِّمُ العزة والقيم.
نخاطبُ اليوم الأُمَّــة الإسلامية، تلك التي يمتدُّ تواجدها عبر قارات وشعوب، ونقول: استمدي البأس من بأس الشعب اليمني، واستلهِمي منه الصبر والعزيمة. تعلّمي منه مفاتيح النصر التي تتجسد في الصمود، والتضحية، والجهاد في سبيل الحق والكرامة.
إن درسًا عظيمًا تجسده إرادَة الشعوب الحرة التي لا تقبل الذل ولا تخضع للهيمنة، ورسالة سامية بأن النصر لا يأتي إلا بالصبر والعمل المُستمرّ وبذل الغالي والنفيس؛ مِن أجلِ الانتصار للقضية المحقة والعادلة.
ولا يمكن لأمة أن تنال عزتَها وهي رازحة تحتَ هيمنة الطغاة الطامعين والعملاء الذين يخضعون لإرادَة قوى خارجية مستكبرة. فاليوم، بينما تمدِّدُ الأنظمةُ المتخاذلة نفوذَ أمريكا و”إسرائيل” في أوطاننا، نجد أن الثورات غدت واجبًا والتحرّر أضحى ضرورة.
إن واجبنا كأبناء هذه الأُمَّــة أن نستمد عزتنا من نضال القادة الحقيقيين أعلام الهدى، وأن نسير على خطى من علّمنا أن نكونَ أحرارًا في أوطاننا. هنا قائدُنا أبو جبريل لا يعلّم شعبَه الذُّلَ والاستسلامَ، بل يُلهِبُ فيهم روحَ الكرامة والعزة والصمود.
يا أمتنا، قفي بثباتٍ، واتخذي من الصامدين نموذجًا، وثوري على الطُّغاة وَعملائهم الذين يمدّون جذور الظلم في أوطاننا.