المقاطعة الاقتصادية تتوسّع وتحرم الشركات الداعمة للعدو الصهيوني من مبالغَ كبيرة
المسيرة: خاص
بعد أكثرَ من عامٍ على الإجرام الصهيوني وما ترافق معه من ردود فعل مضادة من قبل كُـلّ الأحرار على المستوى التعبوي والاقتصادي، والعسكرية من قبل جبهات المحور، يواجه العدوّ الصهيوني ورعاته صفعات اقتصادية متوالية، وهنا نشير إلى إفرازات المقاطعة الاقتصادية ونتائجها السلبية على كبرى الشركات الأمريكية التجارية الداعمة للعدو الإسرائيلي.
وأوردت وسائل إعلام دولية وعالمية تقارير تشير إلى حجم الخسائر الاقتصادية في صفوف الشركات الأمريكية التجارية جراء توسع رقعة المقاطعة الاقتصادية، على خلفية استمرار الإجرام الصهيوني على غزة ولبنان، فيما تؤكّـد الأرقام أن فاتورة العربدة الصهيونية تتضاعف يومًا تلو الآخر وتجتاح مفاصل جديدة ومتجددة تزيد من الخناق الاقتصادي على العدوّ.
وتؤكّـد التقارير أن خسائر أبرز العلامات التجارية المشمولة بسلاح المقاطعة وصلت إلى مستويات كبيرة، خُصُوصًا في الربع الأخير من العام الجاري؛ وهو الأمر الذي قد يجبر تلك الشركات والعلامات على تحديد موقف من إجرام العدوّ الإسرائيلي.
وتقول التقارير: إن خسائر هذه الشركات تظهر “من خلال تراجع الإيرادات المحقّقة من مناطق في الشرق الأوسط وبلدان إسلامية أُخرى، وأحيانًا تظهر من خلال تراجع الإيرادات أَو الأرباح الكلية، وفق البيانات المالية لشركات تقع تحت طائلة المقاطعة”.
وفي السياق كشفت سلسلة متاجر القهوة الأمريكية “ستاربكس” عن تراجع مبيعاتها 7 % خلال الفترة بين يوليو وسبتمبر 2024 مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، في ظل حملات المقاطعة.
ووفقًا للبيانات المالية التي نشرتها، تراجعت أرباح شركة المقاهي إلى 909.3 ملايين دولار في ربعها الأخير من 1.21 مليار محقّقة في الربع المقابل من السنة الماضية، كما انخفض ربح الشركة لكل سهم بنسبة 25 % مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي ليصل إلى 80 سنتا، فيما تراجعت إيرادات الشركة وأرباحها إلى ما دون توقعات السوق.
وتشير النتائج إلى أن سلسلة متاجر ستاربكس تأثرت سلبًا في الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي؛ نتيجة الاحتجاجات وحملات المقاطعة التي استهدفت الشركات الدولية الداعمة للكيان الصهيوني؛ بسَببِ حرب الإبادة على غزة.
بدورها تراجعت أرباح سلسلة شركة أمريكانا للمطاعم “بيتزا هت، كنتاكي، هارديز، كريسبي كريم، وتي جي أي فرايديز” بنحو النصف خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري، وسط مقاطعة تشهدها أسواق في المنطقة ضد علامات تجارية متهمة بدعم الكيان الصهيوني.
وذكرت الشركة الخميس الفائت أنه خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي انخفض صافي أرباحها بنسبة 48.2 %؛ ما يؤكّـد حجم التأثير الكبير للمقاطعة، وسط ارتفاع الوعي بأهميّة هذا السلاح كوسيلة لإنهاك العدوّ، ووسيلة بمتناول الجميع.
وحسبما ذكرته الشركة فَــإنَّ التراجع في الأرباح يعود إلى انخفاض المبيعات خلال هذا الربع نتيجة الوضع الجيوسياسي المُستمرّ في المنطقة، في إشارة إلى أن سلاح المقاطعة يقف وراء تكبد الشركة لكل هذه الخسائر.
وفي السياق ذاته وخلال الربع الأخير من العام الجاري، تراجعت أرباح “ماكدونالدز” بنسبة 2 % فقط؛ بسَببِ الدعم السعوديّ الكبير لهذه الشركة، أما “كوكاكولا” فقد تراجعت أرباحها بنسبة 14 % بعد تراجع مبيعاتها في المنطقة العربية وشمال إفريقيا وسط إخفاء الشركة لأسباب هذا التراجع، في حين أن هذا الإخفاء بذاته يؤكّـد أن سلاح المقاطعة هو السبب الرئيس إن لم يكن هو السبب الوحيد.
وكذلك هو الحال لشركة “بيبسيكو” التي تراجعت إيراداتها العامة والإجمالية بنسبة كبيرة وصلت إلى 5 %، بعد تراجع مبيعاتها في المنطقة العربية وشمال إفريقيا، حسبما أكّـدت التقارير بهذا الخصوص.
وبهذه المعطيات، تجد الإشارة إلى أن نسبة مبيعات وأرباح الشركات المشمولة بالمقاطعة، تتضاءل بمرور الوقت؛ أي أن المقاطعة تأخذ مسارًا تصاعديًّا مُستمرًّا وتقود لتراجع مُستمرّ في إيرادات تلك الشركات؛ ما يؤكّـد أن استمرار الإجرام الصهيوني برعاية أمريكية على غزة ولبنان، سيجعل هذا المسار في توسع مُستمرّ بما يقود لخسائرَ مالية لتلك الشركات وليس فقط تراجع في الأرباح أَو الإيرادات؛ وهو الأمر الذي يزيد من حصار الدعم الأمريكي للإجرام الصهيوني، كما سيزيد من الضغوط على العدوّ “الإسرائيلي” لوقف مجازره الوحشية.