أفيقوا.. فالندمُ قادمٌ إن تأخّرنا!
أكرم ناصر زيد
في خضمِّ هذا الصراع، وفي لحظاتٍ مصيرية كهذه، وفي مفترَقِ طرق الأُمَّــة، تشرق على أمتنا العربية والإسلامية لحظاتٌ فاصلة تستدعي منا وقفةً للتأمل العميق واتِّخاذ القرار الحاسم؛ فما يجري على أرضنا العربية والإسلامية اليوم يتخطّى كُـلَّ حَــدٍّ.
تحَرّكات الأعداء تسابق الزمن، إن العدوَّ المتربص لا يكلّ ولا يملّ والأيادي الخفية ترسم ملامحَ “إسرائيل الكبرى”، يحلم بإقامة دولته الواهمة، ويخطط ويدبّر، بينما نجد أنفسنا، نحن أبناء هذه الأرض، ومعظمَ أمتنا تغرق في سباتٍ عميق.
من ذا الذي يقف أمام هذا الزحف الكاسح؟ إنهم أبطال غزة، صانعو العزة، وأسود فلسطين الذين يذودون عن كرامة الأُمَّــة، ومجاهدو حزب الله في لبنان الذين يثبتون في ساحات القتال صامدين، يجاهدون بعزيمةٍ لا تلين وإرادَة صُلبة لا تنكسر. لولا ثباتهم، لرأينا اليوم أمتنا بأكملها تستغيث، تصرخُ؛ طلبًا للنجدة من جحيم الاحتلال، لرأينا الدول العربية تتهاوى، تستنجد تحت وطأة الكيان الغاصب، ولما كان هناك صوتٌ عربيٌّ واحدٌ يعلو فوقَ ظلام الطغيان، ولانحنت جباهُنا لجبروت الغزاة دون كلمة اعتراض.
يا أبناءَ العروبة والإسلام، يا مَن عزّت بكم الحضارة، ألا تستفيقون من غفلتكم؟ ألا تدركون ما يدبَّرُ لكم؟ التحَرّك اليوم هو خيارنا، وإلا فسنجد غدًا مرارةَ الندم تأكلنا، وأحزان الخسائر تطوّقنا.
تخيَّلوا لو أن كُـلّ دولة عربية -وعددها 22- وكل دولة مسلمة -وعددها 49- قدَّمت لواءً واحدًا من جيوشها فقط! أيُّ بأسٍ سيحملون؟ وأي درسٍ سيقدّمونه لمن ظنّ أننا نيام؟
لا تتركوا الأمورَ تتفاقمُ، لا تتركوا الأيّام تنزف حتى يُفرَضَ عليكم الذل والمهانة، وتُستباحَ الأعراض.
انزعوا رداء الهوان وارفعوا لواءَ العزّة، وليكن لكم صوتٌ واحدٌ قبل أن تجف دموعُ الندم.
والغرب، ها هو يتساءل: “أين العرب؟ أين المسلمون؟” ألا يحق لهم سماعُ إجَابَة تليق بنا، وتليق بإسلامنا وديننا؟!
الوقت ليس في صالحنا؛ فلنتحَرّك اليوم قبل أن يسبقَنا الغد، قبلَ أن يأتي يومٌ نعضُّ فيه على أنامل الندم، ونجد أنفسنا نبكي دمًا على أرضٍ سُلِبت، وعزّةٍ أُهدرت، وحقوقٍ نزعت وأُخذت، وكرامةٍ أضاعتها الغفلة.