استراتيجيةُ وَحدة الصف والمحور المجاهد
ريهام البهشلي
تستمر جبهات الإسناد لغزة في اليمن والعراق بعمليات دكت أرتال العدوّ الإسرائيلي وألحقت به هزائم شتى منها ما يتكتم به العدوّ ومنها ما يظهر رغمًا عنه للعلن، أما حزب الله في لبنان أصبح جزءًا من العدوان الإسرائيلي مثله مثلُ غزة بواقع يكشف مخطّطات اليهود التوسعية في ما يسمى بالشرق الأوسط، جبهات الإسناد استراتيجية موحدة في المحور أثبتت جدوائية فريضة الجهاد وما حقّقه من وحدة صفٍّ محورية يحسب لها العدوّ ألف حساب ويدرس أبعادها السياسية والعسكرية؛ التي قد تؤثر عليه أكبر في مستقبل أيامهِ المشؤومة.
وحدة الصف والمحور، الاعتصام بحبل الله، مفاهيم قرآنية أثبتت فاعليتها وقداستها في الميدان مستمدة من ثقافة القرآن الكريم، أصبحت دلالات وحدة الصف والموقف لها مؤشرات على تحقّق نصرٍ كبير للأُمَّـة المستضعفة وإيذانًا بزوال “إسرائيل” وتحقّق الحتمية الموعود بها من الله تعالى في كتابه الكريم، لقد ألقى كُـلّ مجاهد من دول المحور الصامد كُـلَّ أثقال الطائفية والمناطقية وتوحَّدت الجهود بتوحد الهدف والغاية؛ فأصبح العدوّ الإسرائيلي وحليفه الأمريكي هدفًا دقيقًا جِـدًّا نصب عين كُـلّ مجاهد وَالمحور الأبطال.
تدركُ دول المحور خطورةَ وفداحة تجذر الكيان الصهيوني في فلسطين ومشروع التوسع والهيمنة للمنطقة حسب ما يصرح به قادة إسرائيليون وما تحتويه كتبهم وعقائدهم التلمودية الشيطانية، فانتقلت دول المحور من حالة الدفاع إلى الهجوم الاستراتيجي بعيد المدى، وغيرت مسارات المعركة بدخول أسلحة متطورة أربكت العدوّ بشكلٍ غير مسبوق، مثل صاروخ “فرط صوتي” الذي أطلقته اليمن صوب “إسرائيل”، فكان أكبر شاهد على هشاشتها وضعف منظومات الدفاع التي ضجت به مسامع العالم بقوة تقنياتها التي فضحها الواقع قبل الإعلام.
تغيرت مسارات المعركة وخلقت جوًّا إيمانيًّا مقدسًا بعد رفع راية الجهاد فقد حمل كُـلّ مقاتل روحهُ في كفه ثائرًا مجاهدًا في سبيل الله ضد أعتى وأكبر طواغيت الأرض سفكًا ودناءة وإجراما في العالم، شعارهم لبيكِ يا غزة بأرواحنا؛ فما كان منهم إلا أن قدموا الشهداء القادة في مقدمة الصفوف لا يبالون بالموت وبأسهم من بأس الله شديد، برهنت الدماء الطاهرة للشهداء القادة وغيرهم مصداقية وقداسة المنهج الذي يسير عليه المحور.
لم تكن دول المحور قد توحدت؛ لأَنَّها أطرافٌ شيعية -كما يزعمون- فقد ضمَّت السنة والشيعة وذابت الاختلافات التي كان يروج لها ويغذِّيها الموساد الإسرائيلي عبر أدواته من الوهَّـابية التكفيريين.
لقد قدمت دول المحور درسًا للعالم ونموذجًا لمن يريد أن يرفع عن نفسه العار الذي أُصيبت به الأُمَّــة؛ فباب الجهاد مفتوح ومتاحٌ للجميع وأيدي قادة محور الجهاد ممدودة لكل الأحرار في العالم للالتحاق بهذا الركب العظيم بعظمة الإسلام الأصيل، وسيبقى المؤمنون الثابتون المجاهدون والصابرون القابضون على أسلحتهم أعظمَ شاهد على عظمة الإسلام العظيم وعلى أحقيته.
ختامًا دعواتنا لكل القادة والمجاهدين في محور الجهاد والمقاومة في كُـلّ جبهة وخندق وفي كُـلّ تراب من هذا الأُمَّــة الإسلامية، ونقول لهم: فلسطين في عيونكم، أملها أنتم بعد الله تعالى.