استهدافُ قاعدة “نيفاتيم” الصهيونية.. إنجازٌ نوعي جديد للجيش اليمني
المسيرة: محمد الكامل
يواصلُ الجيشُ اليمني عملياته العسكرية البحرية والجوية في إطار معركة (طُوفَان الأقصى) وإسناد المقاومتين الفلسطينية واللبنانية ضد العدوّ الصهيوني.
وشهدت العمليات العسكرية اليمنية تطورات كبيرة عبر استهداف القواعد العسكرية الإسرائيلية، كان آخرها استهداف قاعدة “نيفاتيم” الجوية الإسرائيلية، والتي تعد أهم وأكبر قاعدة عسكرية للعدو.
ويصف عدد من الخبراء العسكريين العملية التي أعلنت عنها القوات المسلحة اليمنية على لسان متحدتها العميد يحيى سريع، الجمعة، باستهداف قاعدة “نيفاتيم” الجوية، وكذلك إسقاط طائرة MQ9 للمرة الـ 12، بالإنجاز العسكري الكبير، مؤكّـدين أن لهذه العملية أهميّة كبيرة، وتحمل تداعياتٍ وأبعادًا ستنعكس على مسار المعركة والصراع في المنطقة عُمُـومًا.
الكشفُ عن طبيعة الهدف:
وفي السياق يقول الخبير والمحلل العسكري العميد مجيب شمسان: “إن العملية تؤكّـد على صلابة الموقف اليمني، واستمراره في عملية الإسناد للمقاومتين الفلسطينية واللبنانية، وأنه لا يمكن لأية تهديدات يحاول أن يسوِّق لها الأمريكي، وأدواته في المنطقة، أن تؤثر في الموقف اليمني، لا على المستوى الرسمي، ولا على المستوى الشعبي”.
ويضيف شمسان خلال لقاء له على قناة “المسيرة” أن استهداف قاعدة “نيفاتيم” الجوية، والتي تعد من أهم القواعد للكيان الصهيوني، ويضع فيها طائرات الـ اف35، وبالتالي، يعد أول مرة تحدّد فيها القوات المسلحة اليمنية طبيعة الهدف العسكري الذي تم استهدافه.
ويشير إلى أن “الحديث الصهيوني عن سماع صافرات الإنذار، وعن رصد صاروخ أتى من جهة اليمن، في القرب من البحر الميت، يؤكّـد أن الصاروخ وصل إلى هدفه؛ لأَنَّ الصاروخ الفرط صوتي -كما أسلفنا في لقاءات سابقة- سرعتُه تتضاعَفُ من لحظة الإطلاق إلى لحظة الوصول، بما يسمى بلحظة التسارع، والوصول إلى سرعة 16 ماخ”.
ويؤكّـد أنه “لا يمكنُ لأية منظومة دفاعية أن تعترضَ هذا الصاروخ، خُصُوصًا بعد لحظة الاقتراب من الهدف، حَيثُ يصل الصاروخ إلى سرعته القصوى”، لافتًا إلى “الدعم الأمريكي للكيان المجرم الصهيوني بمنظومة “ثاد” والتي ربما كانت إحدى بطارياتها بالقرب من هذه القاعدة، إلا أن منظومة ” ثاد” التي تتفاخر بها أمريكا سبق أن تجاوزتها القوات المسلحة اليمنية في قاعدة الظفرة الإماراتية، ووصلت صواريخنا وأجبرت الأمريكيين على الاختباء في الملاجئ في قاعدة الظفرة الإماراتية”.
ويتابع حديثه: “نفس الحدث اليوم، فالقوات المسلحة اليمنية تعلن عن استهدافها لقاعدة “نيفاتيم” ويأتي التأكيد من جانب الصهيوني، بأنه سمع صافرات الإنذار، ورصد صاروخًا من قبل اليمن”، مؤكّـدًا أن “هذا الحدث ومن هذه المسافة القريبة، فَــإنَّ الصاروخ قد وصل إلى غايته وحقّق هدفه المطلوب”.
ويلفت العميد شمسان إلى أن “إسقاط طائرة MQ9 وإصرار الأمريكي على استخدام هذا النوع من الطائرات التي تم إسقاطها أكثر من مرة، يعكس مدى حاجة الأمريكي وافتقاده للمعلومة على الميدان اليمني؛ نتيجة نجاح القوات المسلحة اليمنية في تعطيل كافة الوسائل التي كان الأمريكي يحصل من خلالها على المعلومة، سواء عبر أدواته في الأرض أَو عبر طائراته التجسسية التي باتت اليوم محرومة من الحصول على هذه المعلومة من الحديدة إلى صعدة إلى الجوف، إلى مأرب، وُصُـولًا إلى البيضاء”، مُضيفًا أن “سماء اليمن في المحافظات الحرة، باتت حصينة ضد هذا النوع الذي يعتبر الأحدثَ والأكثر تقدمًا بالنسبة للطيران التجسسي الأمريكي”.
قدراتٌ عسكرية خَاصَّة:
ويتفق الخبير في الشؤون العسكرية اللبناني العميد علي أبي رعد مع العميد مجيب شمسان في كُـلّ ما قاله، مُشيرًا إلى أن “إصدارَ هكذا بيان ضمن حشد شعبي مليوني ليس بغريب عن الشعب اليمن العظيم”.
ويوضح العميد أبي رعد خلال لقاء له على قناة “المسيرة” أن هذا الإصرار هو “ما يخشاه الغرب من اليمن شعبًا وقيادة”، مؤكّـدًا أن تزايد القدرات العسكرية لدى اليمن، واستعداد الجيش اليمني على مواجهة قوات دولية وإقليمية “أمر كبير يصيب العدوّ بالدهشة”.
ويتابع حديثه: “عندما يتم استهداف وضرب هدف كبير بمسافة تتجاوز 2000 كيلو متر؛ فهذا دليل واضح على مدى القدرات العسكرية التي يمتلكها اليمنيون، والتي تتطور وتتزايد كَمًّا ونوعًا، يومًا بعد آخر”، مؤكّـدًا أن الصاروخ الفرط صوتي يتجاوز التكنولوجيا الحديثة وبأقل تكلفة، وهو إنجاز بحد ذاته، وكذلك نزع التفوق العسكري للعدو الصهيوني والأمريكي، واختراق كُـلّ وسائل الدفاع الحديثة للعدو.
ويوضح أن الهدف المستهدَفَ “قاعدة نيفاتيم” هو إنجاز يمني نوعي جديد؛ باعتبَاره استهدف أهمَّ القواعد العسكرية، والأكبر من بين ثلاث قواعد صهيونية رئيسية، هي: (قاعدة رامات ديفيد الجوية، قاعدة نيفاتيم الجوية، قاعدة تل نوف الجوية) مُشيرًا إلى أن قاعدة نيفاتيم الجوية هي الأهم والأكبر؛ كونها القاعدة الأَسَاسية لطائرات الـ إف35 الشبحية -كما يدَّعون، كما أنها أكبر قاعدة من حَيثُ المساحة، وتحمل 5 مدارج للطائرات، وكذلك قريبة جِـدًّا من مفاعل ديمونة النووي، ومن هنا جاء التركيز الأمريكي لوضع منظومة “ثاد” في هذه المنطقة.
ويضيف: “نفس الحال ينطبق على إسقاط طائرة MQ9 فخر الصناعات الأمريكية من الطائرات التجسسية التي أسقطها اليمن أكثر من مرة، وفي أكثر من محافظة، وهذا دليل واضح على الفشل الأمريكي، وأسلحته المتطورة في سماء وأرض اليمن”.