نوفمبر.. بين رحيل محتلّ قديم وشرارة في وجه محتلّ جديد
زهران القاعدي
لم تكن حادثة سيئون التي قام بها أحد اليمنيين وتسببت بمقتل ضابطين سعوديّين وإصابة آخرين هي وليدة اللحظة ذاتها أَو محض المصادفة والخطأ أَو مُجَـرّد حدث عابر وانتهى، بل هي دماء كُـلّ حر يمنيٍّ غيور توارثها اليمنيون الأحرارُ من أجدادهم على مر العصور، ممن جرَّعوا الغزاة المحتلّين أصنافَ الموت والعذاب حتى سُجلت اليمن مقبرةَ الغزاة، وما تجرعه المحتلّ البريطاني ليس ببعيد وهو شاهدٌ قريب.
وها هو شهر نوفمبر يذكّرنا من جديد ويخبر المحتلّين الجدد، آن أوانُكم وعليكم أن تختاروا القتلَ أَو الرحيلَ من اليمن العزيز قبل مجيء ذكرى 30 نوفمبر التي أخرج اليمنيون فيها آخر جندي بريطاني من جنوب اليمن بالقوة والبأس الشديد.
إن المخزي والمعيب أن تمر ذكرى 30 نوفمبر وما تحمله من نصر مؤزر في رحيل آخر جندي للاحتلال البريطاني من جنوب اليمن، في ظل احتلال سعوديّ إماراتي، وليس ما قام به البطل في سيئون الذي انتفض على المحتلّ إلا بداية الشرر.