زوالٌ محتومٌ وفتحٌ موعُودٌ

جِهاد هرّاش

قال تعالى: ﴿وَقَضَيْنَا إلى بَنِي إسرائيل فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأرض مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا۞ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا﴾.

إن زوال “إسرائيل” من الوجود حقيقة قرآنية، ووعدٌ الهي لا محالة، فقد أصبح قاب قوسين أَو أدنى، دون شك في ذلك، ولكن ما يثير التساؤلات هُنا هو متى سيحين ذلك الزوال..؟!

ليس انعدام ثقتنا باللهِ تعالى، أَو شُكوكًا تعترينا، حاشا لله أن نكون كذلك، فنحنُ قومٌ مؤمنون سلاحنا الإيمان بالله تعالى، وحصننا المنيع هو القرآن الكريم، ودروعنا الضليعة، وقوتنا الجسيمة، رسول الله وآل بيته الأخيار، منذُ أن وطأت أقدامُنا هذه الأرض، إنما يُؤلمنا كَثيرًا بل يُمزقُ أرواحنا، ويقطع نياط قلوبنا، صرخات وآهات أطفال غزة، دموع الثكالى، وأرواح الأبرياء التي تتفحم أمام مرأى ومسمع العالم، دون أن يرف له جفن.

ويفرحنا حقًّا ما تعانيه “إسرائيل” من ويلات، على الصعيدين الداخلي والخارجي؛ فقد تكبدت خسائر فادحة وهزائم نكراء، وما زالت إلى هذه اللحظات وسط تكتم شديد، وفي حالة أزمات ليس لها نظير، فـ “إسرائيل” حَـاليًّا تُعاني من انقسامات داخلية متصاعدة، وأزمات اقتصادية واجتماعية؛ مما يهدّد استقرار الحكومة وقدرتها على إعادة بناء الثقة بين الشعب والسلطة؛ كما إنها تستمرُّ في بناء المستوطنات في الضفة الغربية، وهدم المنازل الفلسطينية؛ مما يزيد من التوترات ويؤدي إلى انتقادات دولية واسعة، إضافة إلى ما تواجهه من ضربات قاضية، من قِبَل محور الجهاد والمقاومة، التي لها بصمةٌ بارزةٌ ودورٌ حيويٌّ فعال في هذهِ المعركة المقدسة، وفي دعم الشعب الفلسطيني ومقاومته ضد الاحتلال الإسرائيلي، من خلال تقديم الدعم بأنواعه: عسكريًّا وماليًّا وسياسيًّا، وغيرها…، وتعزيز التنسيق والتعاون بين الفصائل المقاوِمة لهذا الكيان المؤقت والمغتصب.

وهكذا هي “إسرائيل” تعيشُ في وتيرةٍ عالية من التخبطِ والضياع، ومن الذلِ والانحطاط، ومن القهر والانكسار، وكلُّ هذه التحديات تَعكسُ الوضع المعقَّد والمتوتر التي تُجاريه والمنطقة بشكل عام؛ فلا تجدُ ما يُجبِرُ بخاطرها ويخمد نيران غضبها، ونوبة هلعها سوى دماء أطفال غزة وشُبَّانِها.

أخيرًا لكل احتلال نهاية، ولا يوجد محتلٌّ بقيَ على احتلاله؛ فهذهِ حقيقة يشهد لها التاريخ على مر الأزمان، وفي أرض الواقع هي كذلك، فقط هي مسألة وقت وجهود جبّارة من العظماء الأحرار في كُـلّ قُطرٍ، وسيدقُّ ناقوسُ زوال “إسرائيل”، ويُرفَعُ أذانُ النصـر من المسجدِ الأقصى، وعسى أن يكون قريبًا.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com